بِن هِب (PennHIP)

تاريخ برنامج بِن هِب

تأسس برنامج بِن هِب في جامعة بنسلفانيا في أوائل الثمانينيات من القرن العشرين على يد الدكتور غايل غريغوري، وهو طبيب بيطري متخصص في جراحة العظام. أدرك الدكتور غريغوري الحاجة إلى نظام تقييم أكثر دقة وشمولية من الطرق التقليدية المستخدمة في ذلك الوقت، مثل برنامج “مؤسسة الكلاب الأمريكية” (OFA)، والتي كانت تعتمد على تقييم بسيط لصور الأشعة السينية. كان الهدف من بِن هِب هو تطوير طريقة علمية لتقييم الوركين تحدد بدقة أكبر احتمالية إصابة الكلب بخلل التنسج الوركي.

مبادئ عمل برنامج بِن هِب

يعتمد برنامج بِن هِب على مجموعة من المبادئ العلمية التي تهدف إلى توفير تقييم أكثر دقة للوركين. وتشمل هذه المبادئ:

  • التقييم المبكر: يتم إجراء تقييمات بِن هِب للكلاب في سن مبكرة نسبيًا، عادةً ابتداءً من عمر 16 أسبوعًا. يسمح هذا التقييم المبكر بالكشف عن علامات خلل التنسج الوركي في مرحلة مبكرة، مما يتيح للمربين اتخاذ قرارات بشأن التكاثر في وقت مبكر.
  • صور الأشعة السينية المتخصصة: يتضمن برنامج بِن هِب إجراء ثلاثة أنواع من صور الأشعة السينية المتخصصة للوركين. هذه الصور تلتقط الوركين في أوضاع مختلفة لتقييم مرونة المفصل.
  • مؤشر الانحراف (DI): يتم حساب مؤشر الانحراف (DI) بناءً على قياسات دقيقة مأخوذة من صور الأشعة السينية. يقيس مؤشر الانحراف مدى رخاوة مفصل الورك. كلما زاد مؤشر الانحراف، زادت احتمالية الإصابة بخلل التنسج الوركي.
  • التقييم الإحصائي: يستخدم برنامج بِن هِب أساليب إحصائية لتقييم بيانات صور الأشعة السينية وتصنيف الكلاب بناءً على مؤشر الانحراف الخاص بها.

إجراءات برنامج بِن هِب

لإجراء تقييم بِن هِب، يجب على الكلب الخضوع لعملية تخدير عامة. هذا ضروري للسماح للطبيب البيطري بوضع الكلب في المواقف الصحيحة للحصول على صور أشعة سينية دقيقة. تتضمن الإجراءات:

  • التحضير: يجب على الكلب أن يكون صائماً لمدة معينة قبل الإجراء لتجنب أي مضاعفات محتملة أثناء التخدير.
  • التخدير: يتم تخدير الكلب بواسطة طبيب بيطري مؤهل.
  • صور الأشعة السينية: يتم التقاط ثلاثة أنواع من صور الأشعة السينية للوركين في أوضاع مختلفة:
    • الصورة المضغوطة: يتم فيها ضغط الوركين معًا لتقييم ضيق المفصل.
    • الصورة المشتتة: يتم فيها تشتيت الوركين لتقييم مدى رخاوة المفصل.
    • الصورة التشريحية: صورة قياسية للوركين.
  • التقييم: يتم إرسال صور الأشعة السينية إلى مركز تحليل بِن هِب، حيث يقوم أطباء بيطريون مدربون بتقييمها وحساب مؤشر الانحراف.
  • النتائج: يتم إرسال تقرير مفصل إلى صاحب الكلب والمربي، يتضمن مؤشر الانحراف وتقييمًا للوركين.

مزايا برنامج بِن هِب

يوفر برنامج بِن هِب العديد من المزايا مقارنة بطرق تقييم الورك التقليدية:

  • الدقة: يعتبر برنامج بِن هِب أكثر دقة في تحديد الكلاب المعرضة للإصابة بخلل التنسج الوركي من الطرق الأخرى.
  • التقييم المبكر: يمكن إجراء تقييمات بِن هِب في سن مبكرة نسبيًا، مما يسمح بالكشف المبكر عن المشكلات.
  • التقييم الكمي: يوفر مؤشر الانحراف قياسًا كميًا لمدى رخاوة المفصل، مما يتيح تقييمًا أكثر دقة.
  • تحسين السلالات: يساعد برنامج بِن هِب المربين على اتخاذ قرارات مستنيرة بشأن التكاثر، مما يمكن أن يحسن صحة الورك في السلالات المعرضة للخطر.
  • توفر البيانات: يتوفر برنامج بِن هِب في جميع أنحاء العالم، مما يسهل على المربين والأطباء البيطريين الوصول إليه.

مقارنة بين بِن هِب وبرامج تقييم الورك الأخرى

يختلف برنامج بِن هِب عن برامج تقييم الورك الأخرى، مثل برنامج “مؤسسة الكلاب الأمريكية” (OFA)، في عدة جوانب:

  • المنهجية: يعتمد بِن هِب على منهجية علمية أكثر دقة وشمولية، في حين أن OFA يعتمد على تقييم بصري لصور الأشعة السينية.
  • التقييم: يقدم بِن هِب تقييمًا كميًا لمدى رخاوة المفصل باستخدام مؤشر الانحراف، في حين أن OFA يوفر تصنيفًا بناءً على التقييم البصري.
  • التوقيت: يمكن إجراء تقييمات بِن هِب في سن مبكرة نسبيًا، في حين أن OFA يتطلب إجراء التقييم في عمر أكبر.
  • الدقة: يعتبر بِن هِب أكثر دقة في تحديد الكلاب المعرضة للإصابة بخلل التنسج الوركي.

السلالات المعرضة لخطر خلل التنسج الوركي

على الرغم من أن خلل التنسج الوركي يمكن أن يؤثر على أي سلالة من الكلاب، إلا أن بعض السلالات أكثر عرضة للإصابة بهذه الحالة. وتشمل هذه السلالات:

  • الراعي الألماني: تعتبر سلالة الراعي الألماني من السلالات الأكثر عرضة للإصابة بخلل التنسج الوركي.
  • الكلب الذهبي المسترد: تعتبر هذه السلالة أيضًا عرضة لخلل التنسج الوركي.
  • اللابرادور المسترد: تصاب هذه السلالة بخلل التنسج الوركي بشكل شائع.
  • الروت وايلر: سلالة أخرى معرضة لخطر الإصابة.
  • الدوبرمان: قد تعاني هذه السلالة من خلل التنسج الوركي.
  • السانت برنارد: من السلالات الكبيرة التي قد تصاب.
  • البوكسر: يمكن أن يتأثر البوكسر بخلل التنسج الوركي.

يُنصح المربون وأصحاب هذه السلالات بإجراء تقييمات بِن هِب بانتظام لتقييم صحة الورك لدى الكلاب.

العناية بالكلاب المصابة بخلل التنسج الوركي

إذا تم تشخيص إصابة الكلب بخلل التنسج الوركي، هناك العديد من التدابير التي يمكن اتخاذها لتخفيف الأعراض وتحسين نوعية حياة الكلب:

  • إدارة الوزن: الحفاظ على وزن صحي يساعد على تقليل الضغط على مفاصل الورك.
  • التمارين الرياضية المعتدلة: يمكن أن تساعد التمارين الرياضية المعتدلة في الحفاظ على قوة العضلات المحيطة بالورك.
  • العلاج الطبيعي: يمكن أن يساعد العلاج الطبيعي في تحسين نطاق الحركة وتقليل الألم.
  • الأدوية: قد يصف الطبيب البيطري أدوية لتخفيف الألم والالتهابات.
  • الجراحة: في الحالات الشديدة، قد تكون الجراحة ضرورية لإصلاح مفصل الورك.
  • المكملات الغذائية: قد تساعد المكملات الغذائية مثل الجلوكوزامين والكوندرويتين في دعم صحة المفاصل.

أهمية التوعية ببرنامج بِن هِب

تلعب التوعية ببرنامج بِن هِب دورًا حيويًا في تحسين صحة الكلاب. من خلال نشر الوعي حول هذا البرنامج، يمكننا مساعدة المربين وأصحاب الكلاب على اتخاذ قرارات مستنيرة بشأن التكاثر وصحة الكلاب. من خلال التثقيف، يمكننا المساهمة في تقليل انتشار خلل التنسج الوركي في السلالات المعرضة للخطر وتحسين نوعية حياة الكلاب بشكل عام.

دور المربين في الحد من خلل التنسج الوركي

يتحمل المربون مسؤولية كبيرة في الحد من انتشار خلل التنسج الوركي. يجب عليهم:

  • اختيار الكلاب للتكاثر بعناية: يجب على المربين اختيار الكلاب التي لديها نتائج بِن هِب جيدة لتجنب نشر الجينات التي تسبب خلل التنسج الوركي.
  • إجراء تقييمات بِن هِب بانتظام: يجب على المربين إجراء تقييمات بِن هِب لجميع الكلاب التي يستخدمونها في التكاثر.
  • توفير معلومات شفافة: يجب على المربين تزويد أصحاب الجراء المحتملين بمعلومات كاملة حول صحة الورك ونتائج بِن هِب للآباء.
  • دعم البحث العلمي: يجب على المربين دعم البحث العلمي المتعلق بخلل التنسج الوركي وطرق الوقاية منه.

التوجهات المستقبلية لبرنامج بِن هِب

يستمر برنامج بِن هِب في التطور والتحسين. تشمل التوجهات المستقبلية:

  • تحسين تقنيات التصوير: تطوير تقنيات تصوير جديدة لتحسين دقة تقييم الورك.
  • توسيع نطاق البرنامج: توسيع نطاق البرنامج ليشمل سلالات أخرى من الكلاب.
  • تطوير أدوات جديدة: تطوير أدوات جديدة لمساعدة المربين على اتخاذ قرارات مستنيرة بشأن التكاثر.
  • التعاون الدولي: تعزيز التعاون الدولي بين الأطباء البيطريين والباحثين لتحسين صحة الورك لدى الكلاب على مستوى العالم.

خاتمة

بِن هِب هو برنامج مهم لتقييم صحة الورك لدى الكلاب، يوفر أداة علمية دقيقة لتحديد الكلاب المعرضة للإصابة بخلل التنسج الوركي. من خلال إجراء تقييمات بِن هِب، يمكن للمربين اتخاذ قرارات مستنيرة بشأن التكاثر، مما يساهم في تحسين صحة الورك في السلالات المعرضة للخطر. يعد البرنامج أداة قيمة للأطباء البيطريين وأصحاب الكلاب على حد سواء، ويسعى باستمرار إلى التحسين والتطور لتحقيق هدف واحد وهو تحسين صحة ورفاهية الكلاب في جميع أنحاء العالم.

المراجع