<![CDATA[
مقدمة
حملة “لدينا حق” هي مبادرة سياسية تهدف إلى حماية الحريات الشخصية في مملكة البحرين. أطلقتها جمعية المفكرين الليبراليين، وهي منظمة غير حكومية بحرينية تسعى إلى تعزيز قيم الليبرالية والديمقراطية وحقوق الإنسان. تسعى الحملة إلى تسليط الضوء على التحديات التي تواجه الحريات الفردية في البحرين، ورفع مستوى الوعي العام بأهمية هذه الحريات، والدعوة إلى إصلاحات قانونية وسياسية تضمن احترامها وحمايتها.
الخلفية التاريخية والسياسية
شهدت البحرين، على مر تاريخها، تحولات سياسية واجتماعية أثرت على مساحة الحريات المتاحة للأفراد. ففي فترات معينة، كانت هناك انفتاحات سياسية سمحت بممارسة قدر من حرية التعبير والتنظيم، بينما شهدت فترات أخرى تضييقًا على هذه الحريات وتقييدًا لها. ترتبط هذه التحولات بالظروف السياسية والاقتصادية والأمنية التي تمر بها البلاد، وكذلك بتوجهات السلطة الحاكمة والقوى السياسية الفاعلة.
في السنوات الأخيرة، تصاعدت المخاوف بشأن تراجع الحريات في البحرين، وذلك على خلفية الأحداث التي شهدتها البلاد في عام 2011 وما تلاها من إجراءات أمنية وقانونية. وقد أثارت هذه الإجراءات انتقادات من منظمات حقوق الإنسان الدولية والمحلية، التي عبرت عن قلقها بشأن القيود المفروضة على حرية التعبير والتجمع السلمي وتكوين الجمعيات.
أهداف حملة “لدينا حق”
تتبنى حملة “لدينا حق” مجموعة من الأهداف الرئيسية التي تسعى إلى تحقيقها، وهي:
- رفع مستوى الوعي العام: تسعى الحملة إلى توعية المواطنين البحرينيين بحقوقهم وحرياتهم الأساسية، وتعريفهم بأهمية هذه الحقوق في بناء مجتمع ديمقراطي ومزدهر.
- الدعوة إلى الإصلاح القانوني: تطالب الحملة بإجراء تعديلات على القوانين والتشريعات التي تقيد الحريات الشخصية، بما يتماشى مع المعايير الدولية لحقوق الإنسان.
- تعزيز المشاركة السياسية: تشجع الحملة المواطنين على المشاركة الفعالة في الحياة السياسية، والتعبير عن آرائهم ومطالبهم بشكل سلمي وحضاري.
- حماية الحريات الأكاديمية والإعلامية: تسعى الحملة إلى ضمان حرية الباحثين والأكاديميين والصحفيين في التعبير عن آرائهم وإجراء أبحاثهم ونشرها دون خوف أو ترهيب.
- دعم ضحايا انتهاكات حقوق الإنسان: تقدم الحملة الدعم القانوني والمعنوي لضحايا انتهاكات حقوق الإنسان، وتسعى إلى محاسبة المسؤولين عن هذه الانتهاكات.
الأنشطة والفعاليات
تعتمد حملة “لدينا حق” على مجموعة متنوعة من الأنشطة والفعاليات لتحقيق أهدافها، ومن أبرزها:
- الحملات الإعلامية: تقوم الحملة بإطلاق حملات إعلامية عبر وسائل الإعلام المختلفة، بما في ذلك وسائل التواصل الاجتماعي، لنشر الوعي بأهمية الحريات الشخصية.
- الندوات والمؤتمرات: تنظم الحملة ندوات ومؤتمرات لمناقشة قضايا الحريات في البحرين، واستضافة خبراء وباحثين من داخل البلاد وخارجها.
- ورش العمل التدريبية: تقدم الحملة ورش عمل تدريبية للمواطنين لتعزيز مهاراتهم في الدفاع عن حقوقهم وحرياتهم.
- العرائض والمذكرات: تقوم الحملة بجمع التوقيعات على عرائض ومذكرات تطالب بإصلاحات قانونية وسياسية، وتقديمها إلى الجهات الحكومية المعنية.
- المشاركة في الفعاليات الدولية: تشارك الحملة في الفعاليات الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان، لعرض الوضع في البحرين والضغط من أجل إجراء إصلاحات.
التحديات التي تواجه الحملة
تواجه حملة “لدينا حق” العديد من التحديات، من بينها:
- القيود المفروضة على حرية التعبير: تعاني البحرين من قيود على حرية التعبير، مما يجعل من الصعب على الحملة نشر رسالتها والتواصل مع الجمهور.
- التضييق على منظمات المجتمع المدني: تواجه منظمات المجتمع المدني في البحرين صعوبات في عملها، بما في ذلك القيود المفروضة على التمويل والتسجيل.
- الرقابة على وسائل الإعلام: تخضع وسائل الإعلام في البحرين لرقابة حكومية مشددة، مما يحد من قدرتها على تغطية أنشطة الحملة.
- التخويف والمضايقات: يتعرض أعضاء الحملة والمتعاونون معها للتخويف والمضايقات من قبل السلطات الأمنية.
- نقص الموارد: تعاني الحملة من نقص في الموارد المالية والبشرية، مما يعيق قدرتها على تنفيذ أنشطتها وفعالياتها.
أثر الحملة ونتائجها
على الرغم من التحديات التي تواجهها، فقد حققت حملة “لدينا حق” بعض النتائج الإيجابية، من بينها:
- زيادة الوعي العام: ساهمت الحملة في زيادة الوعي العام بأهمية الحريات الشخصية في البحرين.
- إثارة النقاش العام: أثارت الحملة نقاشًا عامًا حول قضايا الحريات، ودفعت الحكومة إلى الاستجابة لبعض المطالب.
- بناء شبكة من الناشطين: ساهمت الحملة في بناء شبكة من الناشطين المدافعين عن حقوق الإنسان في البحرين.
- لفت انتباه المجتمع الدولي: لفتت الحملة انتباه المجتمع الدولي إلى وضع الحريات في البحرين، وحثت الحكومات والمنظمات الدولية على الضغط من أجل إجراء إصلاحات.
مستقبل الحملة
تعتزم حملة “لدينا حق” مواصلة عملها في السنوات القادمة، والسعي إلى تحقيق أهدافها المعلنة. وتخطط الحملة لتوسيع نطاق أنشطتها وفعالياتها، والوصول إلى شرائح أوسع من المجتمع البحريني. كما تعتزم الحملة تعزيز تعاونها مع منظمات حقوق الإنسان الدولية والإقليمية، لزيادة الضغط على الحكومة البحرينية من أجل إجراء إصلاحات.
من المتوقع أن تواجه الحملة تحديات كبيرة في المستقبل، ولكنها عازمة على المضي قدمًا في عملها، والإسهام في بناء مجتمع بحريني ديمقراطي ومزدهر يحترم حقوق الإنسان وحرياته.
الحريات الشخصية في المواثيق الدولية
تعتبر الحريات الشخصية من الحقوق الأساسية التي تكفلها المواثيق والإعلانات الدولية لحقوق الإنسان. وتؤكد هذه المواثيق على حق كل فرد في التمتع بحرياته دون تمييز على أساس العرق أو الجنس أو الدين أو الرأي أو أي سبب آخر.
من بين أهم هذه المواثيق:
- الإعلان العالمي لحقوق الإنسان: الذي اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 1948، والذي ينص في المادة الثالثة منه على أن “لكل فرد الحق في الحياة والحرية وسلامة شخصه”. كما ينص في المادة التاسعة منه على أنه “لا يجوز القبض على أي إنسان أو حجزه أو نفيه تعسفاً”.
- العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية: الذي اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 1966، والذي ينص في المادة التاسعة منه على حق كل فرد في الحرية والأمن الشخصي، وعلى أنه لا يجوز توقيف أحد أو اعتقاله تعسفاً. كما ينص في المادة العاشرة منه على معاملة جميع المحرومين من حريتهم معاملة إنسانية تحترم كرامتهم الأصيلة.
- الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان: التي اعتمدها مجلس أوروبا في عام 1950، والتي تضمن مجموعة واسعة من الحقوق والحريات، بما في ذلك الحق في الحياة والحرية والأمن الشخصي، والحق في محاكمة عادلة، والحق في حرية التعبير والتجمع السلمي.
تعتبر هذه المواثيق مرجعًا أساسيًا للدول في صياغة قوانينها وتشريعاتها المتعلقة بحقوق الإنسان، وتلزمها باحترام هذه الحقوق وحمايتها. كما أنها توفر آليات للرقابة والمساءلة على الدول في حالة انتهاكها لحقوق الإنسان.
خاتمة
تعتبر حملة “لدينا حق” مبادرة مهمة تسعى إلى حماية الحريات الشخصية في البحرين. تواجه الحملة العديد من التحديات، ولكنها حققت بعض النتائج الإيجابية، وتعتزم مواصلة عملها في المستقبل. من المهم دعم هذه الحملة وغيرها من المبادرات التي تهدف إلى تعزيز حقوق الإنسان والحريات في البحرين.