نشأة وبناء السفينة
تم بناء يو إس إس هارتلي (DE-1029) في حوض بناء السفن التابع لشركة أفكو في ويلنجتون، ماساتشوستس. بدأ بناء السفينة في 22 أكتوبر 1957، وتم إطلاقها في 20 سبتمبر 1958. رعت السفينة السيدة إديث هارتلي، أرملة الملازم أول بريستون هارتلي. تم تكليف يو إس إس هارتلي في 27 فبراير 1960، تحت قيادة القائد آرثر إي. كيد.
التصميم والمواصفات
كان تصميم يو إس إس هارتلي جزءًا من فئة بروفيدنس، وهي فئة من المدمرات المرافقة التي صُممت لتلبية متطلبات الحرب المضادة للغواصات في حقبة الحرب الباردة. كان طول السفينة الإجمالي 414 قدمًا و6 بوصات، وعرضها الأقصى 44 قدمًا و1 بوصة، وغاطسها 14 قدمًا و3 بوصات. بلغت إزاحة السفينة 2810 أطنان قياسية و 3300 طن بكامل الحمولة.
تم تجهيز يو إس إس هارتلي بمحركات بخارية تعمل بالتروس، والتي أنتجت 35000 حصان، مما سمح للسفينة بتحقيق سرعة قصوى تزيد عن 27 عقدة. كان تسليح السفينة يشمل مدافع عيار 3 بوصات/50، وصواريخ ASROC المضادة للغواصات، وقاذفات طوربيد، بالإضافة إلى مجموعة متنوعة من الرادارات والسونارات وأجهزة الاستشعار الأخرى.
الخدمة العسكرية
بدأت يو إس إس هارتلي خدمتها في المحيط الأطلسي، حيث شاركت في تدريبات مكافحة الغواصات وعمليات أخرى. خلال حرب فيتنام، أُرسلت هارتلي إلى المحيط الهادئ، حيث شاركت في مهام مرافقة السفن الحربية، ودعم العمليات البرمائية، وعمليات البحث والإنقاذ. شاركت السفينة أيضًا في عمليات إطلاق النار الساحلية، وقامت بدوريات في المياه الإقليمية الفيتنامية.
تشمل أبرز مهامها في حرب فيتنام:
- مرافقة السفن الحربية: قامت هارتلي بمرافقة السفن الحربية المتوجهة إلى فيتنام والعودة منها، وحمايتها من هجمات الغواصات والتهديدات الجوية.
- عمليات البحث والإنقاذ: شاركت هارتلي في عمليات البحث والإنقاذ للطيارين الذين أُسقطت طائراتهم فوق البحر.
- دعم العمليات البرمائية: قدمت هارتلي الدعم الناري للعمليات البرمائية التي قامت بها قوات مشاة البحرية الأمريكية.
- عمليات إطلاق النار الساحلية: قامت هارتلي بقصف مواقع العدو على طول الساحل الفيتنامي، مما ساعد في دعم القوات البرية.
حصلت يو إس إس هارتلي على العديد من النجوم القتالية لخدمتها في فيتنام.
التعديلات والترقيات
خضعت يو إس إس هارتلي لعدة تعديلات وترقيات على مدار خدمتها. تضمنت هذه التعديلات تحسينات في نظام السونار، وتحديثات في نظام الرادار، وإضافة أنظمة أسلحة جديدة. تم تصميم هذه الترقيات لتحسين قدرات السفينة في مكافحة الغواصات وتعزيز قدرتها على البقاء في بيئة قتالية متغيرة.
الحياة المهنية بعد فيتنام
بعد انتهاء حرب فيتنام، استمرت يو إس إس هارتلي في الخدمة في البحرية الأمريكية. شاركت في تدريبات وتمارين مختلفة في جميع أنحاء العالم، وقامت بمهام متعددة لتعزيز الأمن البحري. كما شاركت في عمليات مكافحة المخدرات وعمليات الإغاثة الإنسانية.
شهدت السفينة خلال هذه الفترة تحسينات مستمرة في قدراتها القتالية وأنظمة الملاحة. وقد ساعد هذا على إبقائها ذات صلة وفعالية في بيئة بحرية متغيرة.
إعادة التكليف والتخصيص
تم إيقاف تشغيل يو إس إس هارتلي في 30 سبتمبر 1983، وتم شطبها من سجل السفن البحرية في 27 يوليو 1984. في عام 1993، تم بيع السفينة إلى تركيا، حيث أعيدت تسميتها باسم TCG هارتلي (F-247) وأصبحت جزءًا من البحرية التركية. خدمت السفينة في البحرية التركية لعدة سنوات أخرى، قبل أن يتم تفكيكها.
إرث يو إس إس هارتلي
كانت يو إس إس هارتلي سفينة قوية وفعالة، لعبت دورًا مهمًا في البحرية الأمريكية على مدار أكثر من 20 عامًا. خدمت السفينة في كل من المحيط الأطلسي والمحيط الهادئ، وشاركت في مجموعة متنوعة من العمليات، بما في ذلك الحرب في فيتنام. كان أداء يو إس إس هارتلي مثالًا على التفاني والشجاعة والتصميم الذي يُميز البحارة الأمريكيين.
ساهمت يو إس إس هارتلي بشكل كبير في الأمن البحري للولايات المتحدة وحلفائها، وعملت كأداة مهمة في حماية المصالح الأمريكية في جميع أنحاء العالم. لا يزال إرث السفينة يتردد صداه في تاريخ البحرية الأمريكية، ويُحتفى بها كرمز للتضحية والخدمة.
الفرقاطة التركية
بعد بيعها إلى تركيا، أعيدت تسمية السفينة باسم TCG هارتلي (F-247). واصلت السفينة خدمتها في البحرية التركية لعدة سنوات، وأدت مهام مماثلة لمهامها في البحرية الأمريكية. شاركت في عمليات تدريبية وعمليات أمنية في البحر المتوسط والبحر الأسود. أثبتت السفينة أنها إضافة قيمة للقوة البحرية التركية، وساعدت في تعزيز قدراتها في الدفاع عن السواحل التركية وحماية المصالح التركية في المنطقة.
التصميم والتقنيات
استخدمت يو إس إس هارتلي في تصميمها تقنيات متقدمة في ذلك الوقت. كان نظام الدفع الخاص بها قويًا وفعالًا، مما سمح لها بتحقيق سرعات عالية. كما تم تجهيز السفينة بمجموعة متنوعة من أجهزة الاستشعار والرادار والسونار، والتي مكّنتها من الكشف عن التهديدات المحتملة وتتبعها. كان تصميم السفينة متينًا وموثوقًا به، مما سمح لها بالعمل في مجموعة متنوعة من الظروف الجوية والبيئية.
أهمية السفينة في التاريخ
تمثل يو إس إس هارتلي حقبة مهمة في تاريخ الحرب الباردة والحرب في فيتنام. كان دورها في مكافحة الغواصات حيويًا في حماية السفن الحربية وخطوط الإمداد الأمريكية. كما شاركت في عمليات قتالية مهمة في فيتنام، وقدمت الدعم للقوات الأمريكية على الأرض. ساعدت هذه السفينة في تشكيل المشهد البحري في تلك الفترة، وتركت بصمة لا تُمحى في تاريخ البحرية الأمريكية.
أهمية الاسم
اسم “هارتلي” يحمل أهمية خاصة، فهو يخلد ذكرى الملازم أول بريستون هارتلي، الذي ضحى بحياته أثناء القتال في الحرب العالمية الثانية. هذا التكريم يعكس قيم الشجاعة والتضحية التي تُميز البحارة الأمريكيين. الاسم يمثل أيضًا تراثًا من الخدمة الوطنية والالتزام بالواجب.
نهاية الخدمة والتفكيك
في النهاية، تم إيقاف تشغيل يو إس إس هارتلي في البحرية التركية وتم تفكيكها. هذه النهاية تمثل نهاية حقبة في تاريخ السفينة، لكن إرثها لا يزال حيًا في ذاكرة البحارة الذين خدموا عليها وفي تاريخ البحرية الأمريكية والتركية. تمثل السفينة نموذجًا للتفاني والاحترافية في الخدمة العسكرية.
التأثير على البحارة
تركت يو إس إس هارتلي انطباعًا دائمًا على البحارة الذين خدموا عليها. شهدوا من خلالها لحظات تاريخية وتعلموا مهارات قيّمة وقاموا بتكوين صداقات تدوم مدى الحياة. كان لها تأثير كبير على حياتهم المهنية والشخصية، وغرس فيهم قيم الانضباط والعمل الجماعي والمسؤولية.
العلاقات الدولية
من خلال خدمتها في البحرية التركية، ساهمت يو إس إس هارتلي في تعزيز العلاقات بين الولايات المتحدة وتركيا. ساعدت السفينة في تعزيز التعاون العسكري وتبادل الخبرات بين البلدين. هذا التعاون كان له دور مهم في تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة.
التكنولوجيا والابتكار
كانت يو إس إس هارتلي مثالًا على التقدم التكنولوجي في مجال الدفاع البحري. تم تجهيزها بأحدث المعدات والتكنولوجيا في ذلك الوقت، مما سمح لها بأداء مهامها بكفاءة وفعالية. ساهمت السفينة في تطوير وتحسين تقنيات مكافحة الغواصات، وأثرت في تصميم السفن الحربية المستقبلية.
التقييم والتقييم العام
بشكل عام، تعتبر يو إس إس هارتلي سفينة ناجحة ومهمة في تاريخ البحرية الأمريكية. خدمت السفينة في العديد من العمليات والمهام، وساهمت بشكل كبير في الأمن البحري للولايات المتحدة وحلفائها. يمثل إرث السفينة مثالًا للتضحية والشجاعة والخدمة الوطنية.
خاتمة
كانت يو إس إس هارتلي (DE-1029) مدمرة مرافقة بارزة في البحرية الأمريكية، خدمت في كل من المحيط الأطلسي والمحيط الهادئ. شاركت في حرب فيتنام وقامت بمجموعة متنوعة من المهام، بما في ذلك مرافقة السفن الحربية، وعمليات البحث والإنقاذ، والدعم الناري. بعد انتهاء خدمتها في البحرية الأمريكية، تم بيعها إلى تركيا وأصبحت جزءًا من البحرية التركية باسم TCG هارتلي (F-247). تركت السفينة إرثًا دائمًا في تاريخ البحرية، وخلدت ذكرى الملازم أول بريستون هارتلي.