نشأته وتعليمه
ولد هاوزر في مدينة لوس أنجلوس، كاليفورنيا. حصل على درجة البكالوريوس في علم الأحياء من جامعة كاليفورنيا، سانتا كروز عام 1982، ثم حصل على درجة الدكتوراه في علم الأحياء السلوكي من جامعة كاليفورنيا، لوس أنجلوس عام 1988. بعد ذلك، أجرى أبحاث ما بعد الدكتوراه في جامعة برينستون.
مسيرته المهنية
بدأ هاوزر مسيرته الأكاديمية كأستاذ مساعد في جامعة هارفارد عام 1990. تمت ترقيته إلى أستاذ مشارك في عام 1994، وأصبح أستاذًا كاملاً في عام 1997. عمل هاوزر كمدير لمختبر الإدراك الحيواني في جامعة هارفارد، حيث أجرى أبحاثًا مكثفة على الرئيسيات وغيرهم من الحيوانات. كان هاوزر أيضًا عضوًا في مركز هارفارد للدراسات المتقدمة في السلوك.
أبحاثه وإسهاماته
ركزت أبحاث هاوزر بشكل أساسي على دراسة القدرات المعرفية للحيوانات، وخاصةً القردة والقرود العليا. كان مهتمًا بشكل خاص بكيفية تطور اللغة والأخلاق والتفكير الاجتماعي في الحيوانات. استخدم هاوزر مجموعة متنوعة من الأساليب البحثية، بما في ذلك الملاحظة الميدانية، والتجارب المعملية، والدراسات العصبية.
- اللغة: أجرى هاوزر أبحاثًا رائدة حول أصول اللغة. اقترح أن اللغة تطورت من خلال آليات إدراكية موجودة بالفعل في الحيوانات الأخرى. في كتابه “القلب المنطقي” (The Heart of the Mind)، ناقش كيف أن المبادئ الأساسية للغة، مثل القواعد النحوية، قد تكون متأصلة في الدماغ البشري.
- الأخلاق: بحث هاوزر أيضًا في أصول الأخلاق. اقترح أن الحيوانات قد تظهر بعض السلوكيات التي تشبه السلوك الأخلاقي البشري، مثل التعاون والرحمة. في كتابه “العقول الأخلاقية” (Moral Minds)، جادل بأن القدرة على الحكم على الصواب والخطأ قد تكون جزءًا من الطبيعة البشرية.
- الإدراك الاجتماعي: درس هاوزر أيضًا الإدراك الاجتماعي للحيوانات. بحث في كيفية إدراك الحيوانات للعلاقات الاجتماعية، وكيف تتفاعل مع بعضها البعض في مجموعات.
الجدل والفضيحة
في عام 2010، وُجد أن هاوزر مذنب بسوء السلوك البحثي. بدأت جامعة هارفارد تحقيقًا بعد أن أثار زملاؤه شكوكًا حول دقة بعض بياناته المنشورة. خلصت الجامعة إلى أن هاوزر أخطأ في تدوين البيانات، واختلق النتائج في بعض الحالات. نتيجة لذلك، سحبت جامعة هارفارد بعض أوراق هاوزر البحثية، واستقال من منصبه في الجامعة.
أثارت هذه الفضيحة جدلاً واسعًا حول سلوك هاوزر وأخلاقيات البحث العلمي. أدان العديد من العلماء أفعاله، بينما دافع آخرون عن إنجازاته الأكاديمية. أثرت هذه القضية بشكل كبير على سمعة هاوزر، وأدت إلى تساؤلات حول موثوقية بعض أبحاثه.
أعماله المنشورة
ألف هاوزر العديد من الكتب والمقالات العلمية. تشمل بعض أعماله البارزة:
- “القلب المنطقي: كيف يفكر الحيوان” (The Heart of the Mind: How Animals Think)
- “العقول الأخلاقية: كيفية عمل الطبيعة على تمييز الصواب والخطأ” (Moral Minds: How Nature Designed Our Universal Sense of Right and Wrong)
- العديد من المقالات العلمية المنشورة في مجلات مرموقة مثل “نيتشر” (Nature) و”ساينس” (Science).
تأثيره وإرثه
على الرغم من الجدل الذي أحاط به، كان لهاوزر تأثير كبير على مجال الإدراك الحيواني. ساهمت أبحاثه في تقدم فهمنا لتطور اللغة والأخلاق والتفكير الاجتماعي. عمله ألهم عددًا كبيرًا من الباحثين، ولا يزال يُقتبس على نطاق واسع. ومع ذلك، فإن فضيحته قلصت من تأثيره وإرثه، مما أثار تساؤلات حول موثوقية بعض أبحاثه.
إعادة التأهيل والأنشطة اللاحقة
بعد استقالته من جامعة هارفارد، ابتعد هاوزر إلى حد كبير عن الأوساط الأكاديمية. شارك في بعض المشاريع الاستشارية، ولكنه لم يتابع مسيرته البحثية النشطة. سعى إلى إعادة التأهيل المهني، وألقى محاضرات في بعض الأحيان. أثرت سمعته على فرصه في العثور على منصب أكاديمي جديد.
على الرغم من الجدل، استمرت مساهمات هاوزر المبكرة في مجال الإدراك الحيواني في التأثير على البحث. لا يزال عمله يُدرس في الجامعات، ويُناقش من قبل العلماء الذين يحاولون فهم تعقيدات العقول الحيوانية.
خاتمة
مارك هاوزر هو عالم أحياء تطورية أمريكي، ترك بصمة كبيرة في مجال الإدراك الحيواني. أحدثت أبحاثه ثورة في فهمنا للغة والأخلاق والتفكير الاجتماعي في الحيوانات. على الرغم من الجدل الذي أحاط به في وقت لاحق، إلا أن مساهماته الأولية لا تزال ذات صلة، وتشكل جزءًا مهمًا من التطورات في هذا المجال. ومع ذلك، فإن فضيحة سوء السلوك البحثي التي تورط فيها أثرت بشكل كبير على سمعته وإرثه.
المراجع
- هاوزر، م. (2006). العقول الأخلاقية: كيف صممت الطبيعة حسناً عالمياً للصواب والخطأ. نيويورك: هاربر كولينز.
- تشابمان، ب. (2010، 18 أغسطس). عالم هارفارد في سلوك الرئيسيات متهم بسوء السلوك. نيويورك تايمز.
- جامعة هارفارد. (2010، 18 أغسطس). تجد هارفارد سوء السلوك في أبحاث هاوزر.
- ويكيبيديا. (2024). مارك هاوزر.