تاريخ كانونغيت
تعود جذور كانونغيت إلى القرن الثاني عشر، عندما تأسس دير هوليرود في المنطقة. نما مجتمع حول الدير، وأصبح يعرف باسم “كانونغيت”، وهو ما يعني “طريق الرهبان”. اكتسبت المنطقة تدريجياً أهمية تجارية، وأصبحت مركزاً للتجارة والحرف اليدوية.
في عام 1143، منح الملك ديفيد الأول ميثاقاً ملكياً لكانونغيت، مما منحها حقوقاً وامتيازات خاصة. سمح هذا الميثاق لكانونغيت بإدارة شؤونها الخاصة، بما في ذلك تنظيم التجارة وتحصيل الضرائب. كان هذا بمثابة اعتراف رسمي باستقلالية كانونغيت عن مدينة إدنبرة.
خلال القرنين السادس عشر والسابع عشر، أصبحت كانونغيت ملاذاً للنبلاء والطبقة العليا، الذين بنوا مساكن فخمة على طول الشارع. أدى قرب كانونغيت من قصر هوليرود هاوس، المقر الملكي، إلى جذب العديد من الأرستقراطيين الذين سعوا إلى أن يكونوا قريبين من البلاط الملكي. هذا أثرى المنطقة وأضاف إلى أهميتها الثقافية والاجتماعية.
على الرغم من قربها من إدنبرة، حافظت كانونغيت على استقلالها حتى عام 1856، عندما تم دمجها رسمياً في المدينة. ومع ذلك، لا تزال المنطقة تحتفظ بشعور قوي بالهوية والتقاليد الخاصة بها.
أهم المعالم في كانونغيت
تضم كانونغيت العديد من المعالم التاريخية والثقافية الهامة، مما يجعلها وجهة سياحية شهيرة.
- قصر هوليرود هاوس (Palace of Holyroodhouse): يقع في الطرف الشرقي من كانونغيت، وهو المقر الرسمي للعائلة المالكة البريطانية في اسكتلندا. يتميز القصر بتاريخ طويل ومثير للاهتمام، وقد شهد العديد من الأحداث التاريخية الهامة.
- دير هوليرود (Holyrood Abbey): تقع أطلال الدير بجوار القصر، وهي شهادة على الماضي الديني للمنطقة. تأسس الدير في القرن الثاني عشر، وكان مركزاً هاماً للعبادة والتعليم.
- متحف الشعب (Museum of Edinburgh): يقع في “Huntly House” التاريخي، ويعرض المتحف تاريخ إدنبرة وحياة سكانها عبر العصور. يقدم المتحف نظرة ثاقبة على التراث الثقافي الغني للمدينة.
- كنيسة كانونغيت كيرك (Canongate Kirk): تأسست في عام 1688، وهي كنيسة تاريخية تقع في قلب كانونغيت. تتميز الكنيسة بتصميمها المعماري الفريد وتاريخها المرتبط بالعديد من الشخصيات البارزة.
- مقبرة كانونغيت (Canongate Kirkyard): تقع بجوار الكنيسة، وهي مقبرة تاريخية تضم رفات العديد من الشخصيات الهامة في تاريخ اسكتلندا. تعتبر المقبرة مكاناً هادئاً للتأمل واستكشاف التاريخ المحلي.
العمارة في كانونغيت
تتميز كانونغيت بمجموعة متنوعة من الأساليب المعمارية، والتي تعكس تاريخها الطويل والمتنوع. يمكن للزوار رؤية أمثلة على العمارة التي تعود إلى القرون الوسطى، وكذلك المباني التي تعود إلى العصر الجورجي والفيكتوري. تعكس هذه المباني التغيرات الاجتماعية والاقتصادية التي شهدتها المنطقة على مر القرون.
تتميز العديد من المباني في كانونغيت بواجهاتها الحجرية المزخرفة والنوافذ الكبيرة. كما أن العديد من المباني لها تصميمات داخلية فخمة، والتي تعكس ثروة ومكانة سكانها السابقين.
تعتبر “Moray House” مثالاً بارزاً على العمارة التاريخية في كانونغيت. بنيت في القرن السابع عشر، وكانت في الأصل مسكناً خاصاً، ثم تحولت لاحقاً إلى كلية للتعليم. تتميز “Moray House” بواجهتها الحجرية الجميلة وحديقتها الواسعة.
كانونغيت اليوم
اليوم، كانونغيت هي منطقة نابضة بالحياة ومليئة بالحياة. يجذب الشارع والمنطقة المحيطة به الزوار من جميع أنحاء العالم، الذين يأتون لاستكشاف تاريخها الغني ومعالمها السياحية الشهيرة. بالإضافة إلى ذلك، تضم كانونغيت مجموعة متنوعة من المتاجر والمطاعم والمقاهي، مما يجعلها مكاناً رائعاً للتنزه والتسوق وتناول الطعام.
تستضيف كانونغيت أيضاً العديد من الفعاليات والمهرجانات على مدار العام، بما في ذلك مهرجان إدنبرة الدولي ومهرجان فرينج. تجذب هذه الفعاليات الآلاف من الزوار إلى المنطقة، وتساهم في حيويتها الثقافية.
تعمل العديد من المنظمات على الحفاظ على تراث كانونغيت وتعزيزه. تهدف هذه المنظمات إلى الحفاظ على المباني التاريخية في المنطقة، وتعزيز السياحة المستدامة، وتوفير فرص تعليمية للزوار والسكان المحليين.
خاتمة
كانونغيت هي منطقة تاريخية وثقافية هامة في إدنبرة. بتاريخها الغني ومعالمها السياحية الشهيرة، تعد كانونغيت وجهة لا بد من زيارتها لأي شخص يزور العاصمة الاسكتلندية. سواء كنت مهتماً بالتاريخ أو الفن أو الثقافة، فمن المؤكد أنك ستجد شيئاً يثير اهتمامك في كانونغيت. من قصر هوليرود هاوس إلى دير هوليرود، ومن متحف الشعب إلى كنيسة كانونغيت كيرك، تقدم كانونغيت لمحة فريدة عن الماضي والحاضر في إدنبرة.