تاريخ المجلة وتطورها
بدأت مجلة فوليوم رحلتها في عام 1993، وسرعان ما اكتسبت شعبية واسعة في المملكة المتحدة. تميزت المجلة بأسلوبها المبتكر، حيث كانت كل إصدار عبارة عن ألبوم تجميعي على قرص مضغوط، يضم مجموعة مختارة من الأغاني التي تعبر عن الاتجاهات الموسيقية السائدة في تلك الفترة. كان هذا النهج فريدًا من نوعه، حيث قدم للمستمعين فرصة لاكتشاف موسيقى جديدة ومتنوعة بسهولة، دون الحاجة إلى شراء ألبومات كاملة.
ساهمت فوليوم في الترويج للعديد من الفرق الموسيقية الناشئة، والتي أصبحت فيما بعد أسماء كبيرة في عالم الموسيقى. كان للمجلة دور كبير في انتشار موسيقى الروك البديل، والبريت بوب، والإلكترونيكا، وأنواع أخرى من الموسيقى المستقلة. تميزت المجلة باختيارها الدقيق للأغاني، مما جعلها مرجعًا موثوقًا به للمستمعين الذين يبحثون عن موسيقى جديدة ومميزة.
تغيرت صناعة الموسيقى بشكل كبير خلال فترة نشاط فوليوم. مع ظهور الإنترنت وتطور وسائل التواصل الاجتماعي، تغيرت طرق استهلاك الموسيقى والترويج لها. أثرت هذه التغيرات على مجلة فوليوم، مما أدى إلى توقف إصدارها في أواخر التسعينيات. ومع ذلك، تركت المجلة إرثًا دائمًا في تاريخ الموسيقى، ولا تزال ألبوماتها التجميعية تحظى بشعبية كبيرة بين محبي الموسيقى حتى اليوم.
المحتوى والميزات
كانت مجلة فوليوم تقدم مجموعة متنوعة من المحتوى بالإضافة إلى الأغاني. كان كل إصدار من ألبومات التجميع يصاحبه كتيب صغير يتضمن معلومات عن الفرق الموسيقية المشاركة، بالإضافة إلى صور وأعمال فنية. كما تضمن الكتيب مقالات ومقابلات مع الفنانين، مما أتاح للقراء فرصة للتعرف على الموسيقيين وعلى أفكارهم وإبداعاتهم.
تميزت المجلة بتصميمها الجذاب والمبتكر. استخدمت المجلة صورًا عالية الجودة وأعمالًا فنية مميزة، مما جعلها جذابة بصريًا. كانت تصميمات أغلفة الألبومات مميزة أيضًا، وغالبًا ما تعكس الأجواء الموسيقية التي تضمنها الألبوم. ساهم هذا التصميم المميز في جعل فوليوم علامة تجارية معروفة ومحبوبة.
بالإضافة إلى الألبومات التجميعية، كانت فوليوم تنظم أيضًا حفلات موسيقية وفعاليات ترويجية. أتاحت هذه الفعاليات للمعجبين فرصة لمشاهدة الفرق الموسيقية المفضلة لديهم مباشرة، والتفاعل مع مجتمع فوليوم. ساهمت هذه الفعاليات في تعزيز شعبية المجلة، وخلق تجربة متكاملة للمستمعين.
تأثير فوليوم على صناعة الموسيقى
كان لمجلة فوليوم تأثير كبير على صناعة الموسيقى في المملكة المتحدة والعالم. ساهمت المجلة في انتشار موسيقى الروك البديل، والبريت بوب، وأنواع أخرى من الموسيقى المستقلة. قدمت المجلة منصة مهمة للفرق الموسيقية الصاعدة، وساعدت في اكتشاف مواهب جديدة. كما ساهمت في تغيير طريقة استهلاك الموسيقى، من خلال تقديم ألبومات تجميعية متنوعة.
أثرت فوليوم أيضًا على تصميم أغلفة الألبومات، وعلى تصميم المجلات الموسيقية بشكل عام. استخدمت المجلة تصميمات مبتكرة وجذابة، مما ألهم العديد من المجلات الأخرى. كما أثرت على طريقة الترويج للموسيقى، من خلال تنظيم حفلات موسيقية وفعاليات ترويجية.
لا يزال تأثير فوليوم ملموسًا حتى اليوم. تعتبر ألبومات التجميع الخاصة بالمجلة مرجعًا مهمًا لمحبي الموسيقى، الذين يرغبون في اكتشاف موسيقى جديدة. كما تعتبر المجلة مثالًا على كيف يمكن للمجلات الموسيقية أن تلعب دورًا مهمًا في صناعة الموسيقى، من خلال دعم الفنانين المستقلين، وتقديم موسيقى جديدة ومتنوعة.
الفرق الموسيقية البارزة التي ظهرت في فوليوم
ساهمت فوليوم في شهرة العديد من الفرق الموسيقية التي أصبحت فيما بعد أسماء كبيرة في عالم الموسيقى. من بين هذه الفرق:
- Radiohead: ظهرت فرقة Radiohead في إصدار مبكر من فوليوم، مما ساهم في انتشار أغنيتهم “Creep”.
- Blur: ساهمت فوليوم في الترويج لفرقة Blur في بداية مسيرتها، قبل أن تصبح من أشهر فرق البريت بوب.
- Pulp: دعمت فوليوم فرقة Pulp في فترة صعودها، وقدمت لهم منصة للوصول إلى جمهور أوسع.
- Suede: ظهرت فرقة Suede في مجلة فوليوم في بداية مسيرتها الفنية.
- The Verve: ساهمت فوليوم في التعريف بفرقة The Verve.
هذه مجرد أمثلة قليلة للعديد من الفرق الموسيقية التي ظهرت في مجلة فوليوم، والتي ساهمت في انتشارها. كانت المجلة بمثابة حاضنة للمواهب الموسيقية، وجسراً للفرق الموسيقية للوصول إلى جمهور جديد.
الجمهور المستهدف
استهدفت مجلة فوليوم جمهورًا واسعًا من محبي الموسيقى، وخاصة الشباب. ركزت المجلة على تقديم موسيقى جديدة ومختلفة، مما جعلها جذابة للمستمعين الذين يبحثون عن تجارب موسيقية جديدة. كما استهدفت المجلة محبي موسيقى الروك البديل، والبريت بوب، والإلكترونيكا، وأنواع أخرى من الموسيقى المستقلة.
استطاعت فوليوم أن تجذب جمهورًا مخلصًا، من خلال اختيارها الدقيق للأغاني، وتصميمها الجذاب، والفعاليات الترويجية التي نظمتها. كانت المجلة بمثابة مجتمع للموسيقى، حيث يمكن للمستمعين تبادل الآراء حول الموسيقى، واكتشاف فرق موسيقية جديدة.
لم تقتصر شعبية فوليوم على المملكة المتحدة فحسب، بل انتشرت أيضًا في دول أخرى حول العالم. استطاعت المجلة أن تجذب جمهورًا عالميًا، من خلال تقديمها لموسيقى عالمية متنوعة.
أسباب نجاح فوليوم
كان هناك عدة أسباب وراء نجاح مجلة فوليوم:
- اختيار الموسيقى: تميزت المجلة باختيارها الدقيق للأغاني، والتي كانت غالبًا ما تعكس الاتجاهات الموسيقية السائدة في تلك الفترة.
- التصميم الجذاب: استخدمت المجلة تصميمًا جذابًا ومبتكرًا، مما جعلها جذابة بصريًا.
- الأسلوب المبتكر: كان أسلوب المجلة فريدًا من نوعه، حيث كانت كل إصدار عبارة عن ألبوم تجميعي على قرص مضغوط.
- الترويج للفرق الموسيقية الصاعدة: ساهمت المجلة في الترويج للعديد من الفرق الموسيقية الصاعدة، مما ساعدهم على الوصول إلى جمهور أوسع.
- بناء مجتمع للموسيقى: خلقت المجلة مجتمعًا للموسيقى، حيث يمكن للمستمعين تبادل الآراء حول الموسيقى، واكتشاف فرق موسيقية جديدة.
اجتمعت هذه العوامل معًا، مما جعل فوليوم مجلة ناجحة ومحبوبة. تركت المجلة بصمة واضحة في تاريخ الموسيقى، ولا تزال ألبوماتها التجميعية تحظى بشعبية كبيرة حتى اليوم.
تأثير الإنترنت والتحولات في صناعة الموسيقى
شهدت صناعة الموسيقى تحولات جذرية خلال فترة نشاط مجلة فوليوم. أحدث ظهور الإنترنت ثورة في طريقة استهلاك الموسيقى والترويج لها. أصبح من السهل على المستمعين الوصول إلى الموسيقى عبر الإنترنت، من خلال مواقع مثل Napster وMP3.com. كما ظهرت مواقع التواصل الاجتماعي، والتي ساهمت في تغيير طريقة التواصل بين الفنانين والمعجبين.
أثرت هذه التحولات على مجلة فوليوم، مما أدى إلى توقف إصدارها في أواخر التسعينيات. أصبح من الصعب على المجلة أن تنافس المواقع الإلكترونية التي تقدم الموسيقى مجانًا. كما تغيرت طريقة الترويج للموسيقى، حيث أصبح الإنترنت هو الوسيلة الرئيسية للترويج للموسيقى.
ومع ذلك، تركت فوليوم إرثًا دائمًا في تاريخ الموسيقى. لا تزال ألبوماتها التجميعية تحظى بشعبية كبيرة بين محبي الموسيقى، الذين يرغبون في اكتشاف موسيقى جديدة. كما تعتبر المجلة مثالًا على كيف يمكن للمجلات الموسيقية أن تلعب دورًا مهمًا في صناعة الموسيقى، من خلال دعم الفنانين المستقلين، وتقديم موسيقى جديدة ومتنوعة.
إرث فوليوم
بعد توقفها، تركت فوليوم إرثًا دائمًا في تاريخ الموسيقى. لا تزال ألبوماتها التجميعية تحظى بشعبية كبيرة بين محبي الموسيقى. تعتبر المجلة مثالًا على كيف يمكن للمجلات الموسيقية أن تلعب دورًا مهمًا في صناعة الموسيقى، من خلال دعم الفنانين المستقلين، وتقديم موسيقى جديدة ومتنوعة.
تعتبر فوليوم بمثابة شهادة على قوة الموسيقى، وقدرتها على جمع الناس معًا. أثبتت المجلة أن الموسيقى المستقلة يمكن أن تحظى بشعبية واسعة، وأن هناك دائمًا جمهورًا يبحث عن موسيقى جديدة ومميزة.
لا تزال ألبومات فوليوم تباع في أسواق السلع المستعملة، ويمكن العثور عليها عبر الإنترنت. تذكرنا هذه الألبومات بتاريخ الموسيقى، وتساعدنا على اكتشاف فرق موسيقية جديدة. تعتبر فوليوم جزءًا مهمًا من تاريخ الموسيقى، وستظل دائمًا محبوبة من قبل محبي الموسيقى.
خاتمة
مجلة فوليوم كانت مجلة موسيقية بريطانية فريدة من نوعها، تركت بصمة واضحة في تاريخ الموسيقى. تميزت المجلة بتقديمها للموسيقى الجديدة والمستقلة، وساهمت في انتشار العديد من الفرق الموسيقية الصاعدة. كانت فوليوم بمثابة منصة مهمة للموسيقيين الطموحين، وجسراً للمستمعين لاكتشاف أنواع جديدة من الموسيقى. على الرغم من توقفها، لا تزال ألبوماتها التجميعية تحظى بشعبية كبيرة، مما يجعلها جزءًا لا يتجزأ من تاريخ الموسيقى.
المراجع
- Discogs – Volume Magazine
- Wikipedia – Volume (magazine)
- The Guardian – Volume Magazine and the 90s Britpop
- AllMusic – Volume 3
“`