نشأته وتعليمه
ولد بوب ماسي في 17 أغسطس 1956 في مدينة بوسطن، ماساتشوستس. نشأ في عائلة منخرطة في العمل العام. كان والده، روبرت كينلوك ماسي الثالث، مؤرخًا حائزًا على جائزة بوليتزر. تلقى ماسي تعليمه في مدرسة سانت بول في نيو هامبشاير، ثم التحق بجامعة برينستون حيث حصل على درجة البكالوريوس في التاريخ عام 1978. حصل لاحقًا على درجة الماجستير في إدارة الأعمال من كلية هارفارد للأعمال عام 1986، ودرجة الدكتوراه في دراسات التنمية من جامعة أكسفورد عام 1996.
مسيرته المهنية المبكرة
بدأ ماسي مسيرته المهنية في قطاع الأعمال، وعمل في شركة استشارية في بوسطن. ومع ذلك، سرعان ما تحول تركيزه إلى النشاط والعمل الاجتماعي. في أوائل الثمانينيات، انضم إلى حركة مناهضة الفصل العنصري في جنوب إفريقيا، وقاد حملات للمطالبة بإنهاء الاستثمار الأمريكي في جنوب إفريقيا.
الناشطية والعمل الاجتماعي
أصبح ماسي معروفًا على نطاق واسع كناشط ومدافع عن قضايا العدالة الاجتماعية. في عام 1980، أصبح ماسي مديرًا تنفيذيًا لـ “الائتلاف لإعادة الاستثمار المجتمعي”، وهي منظمة عملت على تعزيز الاستثمار المسؤول في المجتمعات المحلية. في عام 1990، أسس ماسي “المعهد الدولي للمسؤولية الاجتماعية”، وهي منظمة غير ربحية تعمل على تعزيز المسؤولية الاجتماعية للشركات والاستثمار الأخلاقي.
المسؤولية الاجتماعية للشركات
كان ماسي من أوائل المؤيدين لمفهوم المسؤولية الاجتماعية للشركات (CSR). يعتقد أن الشركات تتحمل مسؤولية تجاه المجتمع والبيئة بالإضافة إلى المساهمين. لقد عمل ماسي على تعزيز هذا المفهوم من خلال كتاباته وخطاباته وعمله في المعهد الدولي للمسؤولية الاجتماعية. ركز عمله على عدة مجالات رئيسية:
- الاستثمار الأخلاقي: شجع ماسي المستثمرين على النظر في العوامل البيئية والاجتماعية والحوكمة (ESG) عند اتخاذ قرارات الاستثمار.
- الشفافية: دعا إلى زيادة الشفافية في الشركات، بما في ذلك الإفصاح عن الآثار الاجتماعية والبيئية لأنشطتها.
- الاستدامة: روج ماسي لممارسات الأعمال المستدامة التي تقلل من التأثير البيئي للشركات.
العمل في مجال تغير المناخ
إلى جانب عمله في مجال المسؤولية الاجتماعية للشركات، كان ماسي ناشطًا بارزًا في مجال تغير المناخ. لقد أدرك ماسي في وقت مبكر أهمية هذه القضية ودعا إلى اتخاذ إجراءات عاجلة للحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري. شغل ماسي منصب رئيس مجلس إدارة منظمة “إعادة تشكيل الاقتصاد” (Re-Earth Initiative)، وهي منظمة تعمل على تسريع التحول إلى اقتصاد مستدام ومنخفض الكربون. كما شارك ماسي في تأسيس “مبادرة الاقتصاد الجديد” (New Economy Initiative)، وهي شبكة من القادة والمنظمات الذين يعملون على بناء اقتصاد أكثر عدالة واستدامة.
مؤلفاته
ماسي هو مؤلف غزير الإنتاج. كتب العديد من الكتب والمقالات حول موضوعات مثل المسؤولية الاجتماعية للشركات، والاستثمار الأخلاقي، وتغير المناخ، والعدالة الاجتماعية. من بين كتبه الأكثر شهرة:
- “البحث عن الحقائق: الشركات الأمريكية والفصل العنصري” (Loosing the Gold of the Sun: The American Corporations and Apartheid)
- “المسؤولية الاجتماعية للشركات: دليل للمستهلكين والمستثمرين والشركات” (Social Responsibility of Companies: A Guide to Consumers, Investors and Companies)
- “القوة والعدالة: السياسة، الشركات، والبيئة” (Power and Justice: Politics, Corporations, and the Environment)
حياته الشخصية
ماسي متزوج من السيدة ريبيكا لويس. لديهما طفلان. يعيش ماسي في ولاية ماساتشوستس. بالإضافة إلى نشاطه، هو قسيس مرسم في الكنيسة الأسقفية.
الجوائز والتكريمات
حصل ماسي على العديد من الجوائز والتكريمات على مساهماته في مجال العدالة الاجتماعية والمسؤولية الاجتماعية للشركات. حصل على جائزة “بطل الأرض” من برنامج الأمم المتحدة للبيئة عام 2011. كما حصل على الدكتوراه الفخرية من العديد من الجامعات.
إرثه
ترك بوب ماسي بصمة كبيرة في مجال النشاط الاجتماعي والمسؤولية الاجتماعية للشركات. لقد ألهم عمله العديد من الشركات والمؤسسات لتبني ممارسات مستدامة وأخلاقية. يستمر ماسي في الدعوة إلى العدالة الاجتماعية والاقتصادية، ويعتبر صوته مهمًا في المناقشات حول القضايا البيئية والاجتماعية.
التحديات التي واجهها
واجه ماسي العديد من التحديات في عمله. تطلب عمله في مجال المسؤولية الاجتماعية للشركات غالبًا مواجهة مصالح قوية للشركات. واجه أيضًا مقاومة من بعض الأفراد والمنظمات الذين يعارضون أفكاره حول العدالة الاجتماعية وتغير المناخ. ومع ذلك، لم يتراجع ماسي عن التزامه بقيمه، واستمر في الدعوة إلى التغيير.
التعاون والشراكات
أدرك ماسي أهمية التعاون والشراكات في تحقيق التغيير. عمل مع العديد من المنظمات والأفراد لتحقيق أهدافه. تعاون مع الحكومات والشركات والمنظمات غير الربحية لتنفيذ مشاريع وبرامج تهدف إلى تعزيز العدالة الاجتماعية والاستدامة البيئية.
تأثيره على السياسات
لم يقتصر تأثير ماسي على الشركات والمنظمات، بل امتد أيضًا إلى مجال السياسات. شارك في صياغة سياسات وتشريعات تهدف إلى تعزيز المسؤولية الاجتماعية للشركات وحماية البيئة. عمل مع المشرعين وصناع السياسات للتأثير على القرارات التي تؤثر على القضايا التي يدافع عنها.
مستقبل العمل الذي يقوم به
يستمر بوب ماسي في العمل بجدية في مجالات نشاطه. يركز على تعزيز الاستدامة البيئية والعدالة الاجتماعية، وعلى بناء اقتصاد أكثر إنصافًا واستدامة. من خلال كتاباته ومحاضراته ومشاركته في العديد من المشاريع، يواصل ماسي إلهام الآخرين للعمل من أجل عالم أفضل.
خاتمة
يعتبر بوب ماسي شخصية بارزة ومؤثرة في مجال النشاط الاجتماعي والمسؤولية الاجتماعية للشركات. لقد كرس حياته المهنية للدفاع عن العدالة الاجتماعية والاقتصادية، والعمل على قضايا مثل تغير المناخ وحقوق الإنسان. من خلال عمله، ألهم ماسي العديد من الشركات والمؤسسات لتبني ممارسات مستدامة وأخلاقية. يظل عمله حاسمًا في تعزيز التغيير الإيجابي في العالم.
المراجع
- الموقع الرسمي لبوب ماسي
- صفحة بوب ماسي على ويكيبيديا
- ملف بوب ماسي في جامعة أكسفورد
- بوب ماسي في برنامج الأمم المتحدة للبيئة
“`