نشأة الفرقة وتكوينها
تأسست الفرقة على يد ثلاثة موسيقيين وكتاب أغاني ومنتجين هم: بوب فيلدمان، وجيري غولدشتاين، وريتشارد غوتيهرير. كان هؤلاء الثلاثة يعملون في مجال كتابة الأغاني والإنتاج الموسيقي في نيويورك قبل أن يقرروا تشكيل فرقة خاصة بهم. لجذب الانتباه وإثارة الفضول، ابتكروا شخصيات خيالية لأنفسهم مدعين أنهم أشقاء من أصل أسترالي نشأوا في مزرعة أغنام. أطلقوا على أنفسهم أسماء مستعارة هي: “جايل سترينجلوف”، و”جون سترينجلوف”، و”كين سترينجلوف”.
لم يكن لدى أي من أعضاء الفرقة الثلاثة خبرة كبيرة في العزف على الآلات الموسيقية، لذلك استعانوا بموسيقيين آخرين لتسجيل أغانيهم في الاستوديو. غالبًا ما كان هؤلاء الموسيقيون غير معروفين ويحصلون على أجر مقابل عملهم فقط، بينما كان فيلدمان وغولدشتاين وغوتيهرير يظهرون في الصور ومقاطع الفيديو الخاصة بالفرقة. هذا التكتيك ساعدهم في بناء صورة فريدة وجذابة للفرقة.
الشهرة المبكرة والأغاني الناجحة
حققت الفرقة نجاحًا مبكرًا بفضل أغنيتها “I Want Candy” التي صدرت عام 1965. تميزت الأغنية بإيقاعها البسيط والجذاب وكلماتها المرحة، وسرعان ما صعدت إلى قوائم الأغاني الأكثر شعبية في الولايات المتحدة. ساهمت صورة الفرقة الغريبة أيضًا في نجاح الأغنية، حيث أثار مظهرهم الفضول وجذب انتباه الجمهور.
بعد نجاح “I Want Candy”، أصدرت الفرقة سلسلة من الأغاني الناجحة الأخرى، بما في ذلك:
- “Hang On Sloopy” (نسختهم من أغنية The McCoys)
- “Cara-Lin”
- “Night Time”
- “Piece of My Heart” (التي اشتهرت لاحقًا بأداء جانيس جوبلين)
واصلت الفرقة تسجيل الأغاني وإقامة الحفلات الموسيقية خلال منتصف الستينيات، لكنها لم تتمكن من الحفاظ على نفس مستوى النجاح الذي حققته في البداية. بدأت شعبيتهم في التراجع تدريجيًا، وفي نهاية العقد، تفككت الفرقة.
الأسلوب الموسيقي والتأثير
تميز أسلوب ذا سترينجلوفز الموسيقي بالبساطة والإيقاع القوي والكلمات المرحة. كانت أغانيهم غالبًا ما تدور حول مواضيع بسيطة مثل الحب والمرح والرقص. استخدموا في أغانيهم مزيجًا من عناصر الروك أند رول والبوب، وأضافوا إليها لمسة من الغرابة والفكاهة.
تأثرت الفرقة بمجموعة متنوعة من الفنانين، بما في ذلك تشاك بيري، وبادي هولي، والبيتلز. كما أثرت بدورها على العديد من الفنانين اللاحقين، بما في ذلك فرقة الروك بانك The Ramones. يعتبر أسلوب ذا سترينجلوفز الموسيقي جزءًا من الموجة البريطانية (British Invasion) التي اجتاحت الولايات المتحدة في منتصف الستينيات، حيث قدموا مزيجًا فريدًا من الروك أند رول الأمريكي والبوب البريطاني.
بالإضافة إلى تأثيرهم الموسيقي، كان لـ ذا سترينجلوفز تأثير أيضًا على الموضة والثقافة الشعبية. ساهم مظهرهم الغريب وشخصياتهم الخيالية في تغيير الصورة النمطية لفرق الروك أند رول، ومهدوا الطريق لفرق أخرى لتقديم أساليب أكثر تجريبية وغير تقليدية.
الخلافات القانونية
واجهت الفرقة بعض الخلافات القانونية خلال مسيرتها المهنية. اتهمهم البعض بسرقة حقوق الملكية الفكرية لأغنية “I Want Candy”، ورفعوا دعاوى قضائية ضدهم. ومع ذلك، تمكنت الفرقة من تسوية هذه الدعاوى خارج المحكمة، وواصلت مسيرتها المهنية.
أعضاء الفرقة
على الرغم من أن الصورة العامة للفرقة كانت تتمحور حول فيلدمان وغولدشتاين وغوتيهرير، إلا أن هناك العديد من الموسيقيين الآخرين الذين ساهموا في تسجيل أغاني الفرقة وإقامة حفلاتها الموسيقية. من بين هؤلاء الموسيقيين:
- إليي غرينيتش (Ellie Greenwich): كاتبة أغاني ومنتجة موسيقية ساهمت في كتابة بعض أغاني الفرقة.
- جيف باري (Jeff Barry): كاتب أغاني ومنتج موسيقي ساهم في كتابة بعض أغاني الفرقة.
- فينس بونز (Vinnie Poncia): منتج موسيقي ساهم في إنتاج بعض أغاني الفرقة.
هؤلاء الموسيقيون وغيرهم لعبوا دورًا مهمًا في نجاح الفرقة، على الرغم من أنهم لم يكونوا دائمًا في دائرة الضوء.
تأثير الفرقة على الموسيقى اللاحقة
على الرغم من أن ذا سترينجلوفز لم يحققوا مسيرة مهنية طويلة الأمد، إلا أنهم تركوا بصمة واضحة في تاريخ موسيقى الروك أند رول. أثرت أغانيهم البسيطة والجذابة وأسلوبهم الموسيقي الفريد على العديد من الفنانين اللاحقين. يعتبرهم البعض روادًا في موسيقى الروك بانك، ويعود إليهم الفضل في المساعدة في تغيير الصورة النمطية لفرق الروك أند رول.
يمكن سماع تأثير ذا سترينجلوفز في أعمال العديد من الفنانين، بما في ذلك The Ramones، وBlondie، وThe B-52’s. استلهم هؤلاء الفنانون من أسلوب الفرقة البسيط والجذاب وكلماتهم المرحة، وقاموا بدمج هذه العناصر في موسيقاهم الخاصة.
العودة إلى الظهور
على الرغم من تفكك الفرقة في نهاية الستينيات، إلا أن أغانيها ظلت تحظى بشعبية كبيرة على مر السنين. ظهرت أغانيهم في العديد من الأفلام والبرامج التلفزيونية والإعلانات التجارية، مما ساهم في الحفاظ على إرث الفرقة حياً.
في عام 2012، تم إدخال ذا سترينجلوفز في قاعة مشاهير الروك أند رول كجزء من مجموعة “Sidemen”. كان هذا اعترافًا بمساهمة الفرقة في تاريخ موسيقى الروك أند رول، وتكريمًا لإرثهم الدائم.
أغاني بارزة
فيما يلي بعض من أبرز أغاني ذا سترينجلوفز:
- I Want Candy
- Hang On Sloopy
- Cara-Lin
- Night Time
- Piece of My Heart
هذه الأغاني لا تزال تحظى بشعبية كبيرة حتى اليوم، وغالبًا ما يتم عزفها على محطات الراديو التي تعزف موسيقى الستينيات.
خاتمة
ذا سترينجلوفز كانت فرقة روك أمريكية فريدة من نوعها تركت بصمة واضحة في تاريخ موسيقى الروك أند رول. على الرغم من أنهم لم يحققوا مسيرة مهنية طويلة الأمد، إلا أن أغانيهم البسيطة والجذابة وأسلوبهم الموسيقي الفريد أثروا على العديد من الفنانين اللاحقين. يعتبرهم البعض روادًا في موسيقى الروك بانك، ويعود إليهم الفضل في المساعدة في تغيير الصورة النمطية لفرق الروك أند رول. سيظل إرث ذا سترينجلوفز حياً من خلال أغانيهم التي لا تزال تحظى بشعبية كبيرة حتى اليوم.