نشأتها وبداياتها
ولدت أماندا بيردن في مدينة نيويورك، وهي ابنة ستايلز مورتيمر وجين سيامبريني. نشأت في بيئة اجتماعية وثقافية غنية، حيث كانت والدتها عارضة أزياء وكانت جدتها، ألكسندرا إيدن، مصممة أزياء مشهورة. تزوجت بيردن في وقت لاحق من كارتر ب. بيردن، وهو رجل أعمال وناشر.
تلقت بيردن تعليمها في مدرسة تشابين في نيويورك، ثم التحقت بكلية فيسمونت في سويسرا. حصلت على درجة البكالوريوس في التاريخ من كلية فاسي في عام 1966، ثم حصلت على ماجستير في التخطيط الحضري من جامعة كولومبيا.
مسيرتها المهنية
بدأت أماندا بيردن مسيرتها المهنية في مجال التخطيط الحضري والتصميم في وقت مبكر. عملت في البداية في القطاع الخاص، ثم انتقلت إلى العمل العام. شغلت منصب مفوضة التخطيط في مدينة نيويورك من عام 2002 إلى عام 2013، وهي الفترة التي شهدت فيها المدينة تحولات كبيرة في التنمية والتصميم الحضري.
خلال فترة عملها كمفوضة تخطيط، لعبت بيردن دورًا محوريًا في العديد من المشاريع الهامة في نيويورك، بما في ذلك:إنشاء High Line: وهو حديقة خطية فريدة من نوعها أقيمت على مسار للسكك الحديدية المرتفعة المهجورة. وقد ساهمت هذه الحديقة في تنشيط المنطقة المحيطة بها وجذب السياح والمقيمين على حد سواء.توسيع نطاق المنتزهات والساحات العامة: عملت على إنشاء وتوسيع العديد من المنتزهات والساحات العامة في جميع أنحاء المدينة، مما أتاح للمواطنين المزيد من الفرص للاستمتاع بالفضاءات المفتوحة.إعادة تصميم الشوارع: قادت جهودًا لإعادة تصميم الشوارع لجعلها أكثر أمانًا وودًا للمشاة وراكبي الدراجات، وذلك من خلال إضافة ممرات للدراجات، وتوسيع الأرصفة، وتحسين الإضاءة.
بعد انتهاء فترة عملها في مدينة نيويورك، انضمت بيردن إلى شركة Bloomberg Associates، حيث تعمل كمديرة. تقدم الشركة خدمات استشارية للعديد من المدن حول العالم، لمساعدتها في تحسين التخطيط الحضري والتصميم، وتعزيز جودة الحياة لسكانها. تعمل بيردن بشكل وثيق مع الحكومات المحلية والمنظمات غير الربحية لتنفيذ المشاريع التي تهدف إلى تحسين المدن.
أهم إنجازاتها ومساهماتها
تعتبر أماندا بيردن واحدة من أبرز الشخصيات في مجال التخطيط الحضري والتصميم في العالم. لقد تركت بصمة واضحة في العديد من المدن، وأحدثت فرقًا كبيرًا في حياة الناس. تشمل أبرز إنجازاتها ومساهماتها:
- High Line: يُنظر إلى High Line على نطاق واسع على أنه أحد أبرز إنجازاتها. لقد أحدثت الحديقة تحولًا جذريًا في المنطقة المحيطة بها، وأصبحت نموذجًا يحتذى به في جميع أنحاء العالم.
- تحسين الفضاءات العامة: ساهمت في إنشاء وتوسيع العديد من المنتزهات والساحات العامة في مدينة نيويورك، مما أتاح للمواطنين المزيد من الفرص للاستمتاع بالفضاءات المفتوحة.
- دعم التصميم المستدام: عملت على دمج مبادئ التصميم المستدام في جميع المشاريع التي أشرفت عليها، مما ساهم في تقليل التأثير البيئي للمدن.
- القيادة في التخطيط الحضري: شغلت مناصب قيادية في العديد من المنظمات المهنية، وشاركت في العديد من المؤتمرات والندوات، لتبادل خبراتها ورؤيتها في مجال التخطيط الحضري.
أعمالها في شركة Bloomberg Associates
من خلال عملها في Bloomberg Associates، قدمت أماندا بيردن مساهمات كبيرة للعديد من المدن حول العالم. تشمل بعض المشاريع التي شاركت فيها:
- ريو دي جانيرو، البرازيل: عملت مع حكومة ريو دي جانيرو على تحسين الفضاءات العامة، وتعزيز السياحة، وتحسين جودة الحياة للمواطنين.
- لندن، المملكة المتحدة: قدمت المشورة لمدينة لندن بشأن التخطيط الحضري والتصميم، والمساعدة في تنفيذ مشاريع لتحسين البنية التحتية وتعزيز التنمية المستدامة.
- المكسيكو سيتي، المكسيك: ساهمت في تطوير خطط لتحسين النقل العام، وتقليل الازدحام المروري، وتحسين جودة الهواء.
- سان فرانسيسكو، الولايات المتحدة الأمريكية: قدمت الدعم لمدينة سان فرانسيسكو في تطوير خطط الإسكان، وتحسين الفضاءات العامة، ودعم التنمية الاقتصادية.
من خلال هذه المشاريع وغيرها، ساعدت أماندا بيردن في تحسين حياة الملايين من الناس في جميع أنحاء العالم. يمتد تأثيرها إلى ما هو أبعد من حدود مدينة نيويورك، ويشمل العديد من المدن الأخرى التي استفادت من خبرتها ورؤيتها.
الجوائز والتكريمات
حصلت أماندا بيردن على العديد من الجوائز والتكريمات خلال مسيرتها المهنية، تقديراً لإنجازاتها ومساهماتها في مجال التخطيط الحضري والتصميم. وتشمل بعض هذه الجوائز:
- جائزة أصدقاء الهندسة المعمارية: حصلت عليها عام 2011.
- جائزة مؤسسة فان ألين: حصلت عليها عام 2013.
- زمالة الجمعية الأمريكية للمهندسين المعماريين (FAIA): حصلت عليها عام 2014.
كما تم تكريمها من قبل العديد من المؤسسات والمنظمات الأخرى، تقديراً لعملها وجهودها في تطوير المدن وتحسين جودة الحياة.
موقفها من التنمية الحضرية
تؤمن أماندا بيردن بأهمية التخطيط الحضري الشامل والمستدام، الذي يأخذ في الاعتبار احتياجات جميع السكان. تعتقد أن المدن يجب أن تكون أماكن جذابة وآمنة ومستدامة، وتوفر فرصًا للجميع. تركز على عدة جوانب أساسية في رؤيتها للتنمية الحضرية:
- التصميم الذي يركز على الإنسان: تؤمن بأهمية تصميم المدن لتلبية احتياجات الناس، مع إعطاء الأولوية للمشاة وراكبي الدراجات والنقل العام.
- الفضاءات العامة: تؤكد على أهمية الفضاءات العامة، مثل المنتزهات والساحات العامة، في توفير أماكن للترفيه والتواصل الاجتماعي.
- الاستدامة البيئية: تدعو إلى دمج مبادئ الاستدامة البيئية في جميع جوانب التنمية الحضرية، بما في ذلك التصميم والبناء والنقل.
- الشمولية: تؤمن بأهمية التخطيط الذي يأخذ في الاعتبار احتياجات جميع السكان، بما في ذلك الفئات الاجتماعية والاقتصادية المختلفة.
من خلال عملها، تسعى أماندا بيردن إلى تحقيق هذه الرؤية، والمساهمة في بناء مدن أفضل وأكثر استدامة للجميع.
تأثيرها على التخطيط الحضري
لأماندا بيردن تأثير كبير على التخطيط الحضري في جميع أنحاء العالم. لقد ألهمت العديد من المهندسين المعماريين والمخططين والمصممين، وعملت على تغيير طريقة تفكير الناس حول المدن. يمكن تلخيص تأثيرها في النقاط التالية:
- إلهام المهندسين المعماريين والمخططين: ساهمت في إلهام جيل جديد من المهندسين المعماريين والمخططين الذين يشاركونها رؤيتها للتنمية الحضرية المستدامة.
- تغيير طريقة تفكير الناس حول المدن: ساعدت في تغيير طريقة تفكير الناس حول المدن، وجعلتهم يدركون أهمية الفضاءات العامة والتصميم الجيد.
- تعزيز التخطيط الحضري الشامل: دعت إلى التخطيط الحضري الشامل الذي يأخذ في الاعتبار احتياجات جميع السكان، مما أدى إلى تحسين جودة الحياة في العديد من المدن.
- تعزيز الاستدامة البيئية: ساعدت في دمج مبادئ الاستدامة البيئية في جميع جوانب التنمية الحضرية، مما ساهم في تقليل التأثير البيئي للمدن.
بشكل عام، تركت أماندا بيردن بصمة دائمة على التخطيط الحضري، وساهمت في بناء مدن أفضل وأكثر استدامة للجميع.
مستقبل التخطيط الحضري
بالنظر إلى المستقبل، يواجه التخطيط الحضري العديد من التحديات، بما في ذلك النمو السكاني، وتغير المناخ، والتفاوت الاجتماعي والاقتصادي. ترى أماندا بيردن أن التخطيط الحضري يجب أن يتكيف مع هذه التحديات، وأن يركز على الحلول المبتكرة والمستدامة. تشمل بعض الأفكار التي تروج لها:
- التصميم المرن: تصميم المدن بحيث يمكنها التكيف مع التغييرات المستقبلية، مثل تغير المناخ والتقنيات الجديدة.
- التكامل بين النقل العام والتقنيات الحديثة: استخدام التكنولوجيا لتحسين كفاءة النقل العام، وتسهيل حركة الناس في المدن.
- التصميم الشامل: تصميم المدن بحيث تلبي احتياجات جميع السكان، بما في ذلك كبار السن والأشخاص ذوي الإعاقة.
- المشاركة المجتمعية: إشراك المجتمعات المحلية في عملية التخطيط، لضمان أن تكون المدن تلبي احتياجاتهم وتطلعاتهم.
من خلال هذه الجهود، تأمل أماندا بيردن في المساهمة في بناء مدن أفضل وأكثر استدامة للجميع في المستقبل.
خاتمة
أماندا بيردن هي شخصية مؤثرة في مجال التخطيط الحضري والتصميم، تركت بصمة واضحة في مدن عديدة حول العالم. من خلال عملها في مدينة نيويورك وشركة Bloomberg Associates، ساعدت في تحسين الفضاءات العامة، وتعزيز الاستدامة، وتحسين جودة الحياة لسكان المدن. تعتبر High Line أحد أبرز إنجازاتها، وقد ألهمت رؤيتها للتنمية الحضرية المستدامة العديد من المهندسين المعماريين والمخططين والمصممين في جميع أنحاء العالم. تستمر جهودها في تشكيل مستقبل التخطيط الحضري، وتسعى جاهدة لبناء مدن أفضل وأكثر استدامة للجميع.
المراجع
“`