جيمس ألبريون (James Alberione)

حياته المبكرة ودعوته

منذ سن مبكرة، أظهر ألبريون ميلاً قويًا نحو الدين. عندما كان في السادسة من عمره، أعرب عن رغبته في أن يصبح كاهنًا. في عام 1890، دخل المدرسة الابتدائية في سان لورينزو دي بيمنولو، وانتقل في عام 1896 إلى مدرسة نارزولي الداخلية التي يديرها الأب جوزيف كينياسو. كان كينياسو له تأثير كبير على ألبريون، وساعده في توجيه دعوته.

في عام 1900، دخل ألبريون المعهد الإكليريكي في ألبا. خلال هذه الفترة، درس بعمق اللاهوت والفلسفة. لقد كان مهتمًا بشكل خاص بتحديات العصر الحديث وتأثيرها على الكنيسة. في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، شهد العالم تغيرات اجتماعية وثقافية كبيرة، بما في ذلك التقدم العلمي والتكنولوجي، وظهور وسائل الإعلام الجماهيرية، والتغيرات في القيم والمعتقدات. أدرك ألبريون أن الكنيسة بحاجة إلى إيجاد طرق جديدة وفعالة للتواصل مع الناس في هذا العصر الجديد.

الرؤية في ليلة رأس السنة

في ليلة 31 ديسمبر 1900، بينما كان يصلي أمام القربان المقدس، مر ألبريون بتجربة عميقة غيّرت حياته. شعر بقوة بأن الله يدعوه إلى فعل شيء جديد للكنيسة. لقد أدرك أن الكنيسة بحاجة إلى استخدام جميع الوسائل المتاحة، وخاصة وسائل الإعلام الجماهيرية، لنشر رسالة الإنجيل إلى جميع الناس. هذه التجربة كانت نقطة انطلاق لجميع أعماله اللاحقة.

بعد هذه التجربة، كرس ألبريون نفسه لدراسة وسائل الإعلام الجماهيرية وتأثيرها على المجتمع. بدأ في استكشاف طرق لدمج التكنولوجيا الحديثة مع الإيمان الكاثوليكي. لقد كان يعتقد أن وسائل الإعلام يمكن أن تكون أداة قوية لنشر الخير وتعزيز القيم المسيحية.

تأسيس جمعية القديس بولس

بعد سنوات من الدراسة والتأمل، أسس ألبريون في 21 أغسطس 1914، جمعية القديس بولس في ألبا، إيطاليا. سُميت الجمعية على اسم القديس بولس الرسول، الذي اعتبره ألبريون مثالًا للمبشر الذي يستخدم جميع الوسائل المتاحة لنشر الإنجيل. كان الهدف من الجمعية هو استخدام وسائل الإعلام الجماهيرية لنشر رسالة الإنجيل وتعزيز القيم المسيحية.

بدأت الجمعية بنشر مجلة صغيرة تسمى “La Domenica”. سرعان ما توسعت أنشطتها لتشمل نشر الكتب والصحف وإنتاج الأفلام والتسجيلات الصوتية. أسس ألبريون أيضًا العديد من المؤسسات الأخرى، بما في ذلك:

  • بنات القديس بولس
  • تلاميذ الرب الإلهي
  • راهبات يسوع الراعى الصالح
  • معهد البشارة
  • ملكات الرسل
  • جمعية القديس جبرائيل رئيس الملائكة
  • اتحاد المتعاونين البولسيين

كان ألبريون يعتقد أن جميع هذه المؤسسات يجب أن تعمل معًا لنشر رسالة الإنجيل إلى جميع الناس. لقد كان لديه رؤية شاملة للتبشير تتضمن استخدام جميع الوسائل المتاحة للوصول إلى أكبر عدد ممكن من الناس.

تأثيره وإرثه

لعب جيمس ألبريون دورًا مهمًا في تحديث الكنيسة الكاثوليكية وتكييفها مع تحديات العصر الحديث. لقد كان رائدًا في استخدام وسائل الإعلام الجماهيرية لنشر رسالة الإنجيل. أثرت أعماله على العديد من الأشخاص، ولا تزال جمعية القديس بولس والمؤسسات الأخرى التي أسسها تعمل بنشاط اليوم في جميع أنحاء العالم.

كان ألبريون شخصية مثيرة للجدل. لقد أشاد به البعض باعتباره بطلاً، بينما انتقده آخرون لكونه تقدميًا جدًا. ومع ذلك، لا يمكن إنكار تأثيره على الكنيسة الكاثوليكية. لقد ساعد في إحداث تغيير في الطريقة التي تتواصل بها الكنيسة مع العالم.

توفي جيمس ألبريون في روما في 26 نوفمبر 1971. أعلنه البابا يوحنا بولس الثاني طوباويًا في 27 أبريل 2003.

أفكاره اللاهوتية

كان ألبريون يتمتع برؤية لاهوتية عميقة ومتطورة. كان يعتقد أن الله يدعو جميع الناس إلى القداسة، وأن الكنيسة يجب أن تكون أداة لنشر القداسة في العالم. كان يعتقد أيضًا أن وسائل الإعلام الجماهيرية يمكن أن تكون أداة قوية لنشر القداسة.

كان ألبريون يعتقد أن يسوع المسيح هو الطريق والحق والحياة. لقد كان يعتقد أن جميع الناس يجب أن يتعرفوا على يسوع المسيح ويتبعوه. كان يعتقد أيضًا أن الكنيسة يجب أن تكون نورًا للعالم، وأنها يجب أن تُظهر للناس طريق الخلاص.

كان ألبريون يعتقد أن الروح القدس هو قوة التغيير في العالم. لقد كان يعتقد أن الروح القدس يلهم الناس لفعل الخير، وأنه يساعدهم على أن يصبحوا أكثر قداسة. كان يعتقد أيضًا أن الكنيسة يجب أن تكون منفتحة على الروح القدس، وأنها يجب أن تسمح للروح القدس بتوجيهها.

مبادئه التوجيهية

كان لدى ألبريون عدد من المبادئ التوجيهية التي استخدمها لتوجيه عمله. وتشمل هذه المبادئ:

  • الإيمان بالله: كان ألبريون يعتقد أن الإيمان بالله هو أساس كل شيء.
  • الصلاة: كان ألبريون يعتقد أن الصلاة ضرورية للحياة الروحية.
  • العمل: كان ألبريون يعتقد أن العمل مهم لنشر الإنجيل.
  • التواضع: كان ألبريون يعتقد أن التواضع ضروري للنمو الروحي.
  • المحبة: كان ألبريون يعتقد أن المحبة هي أعظم فضيلة.

الجمعية البولسية اليوم

اليوم، تواصل جمعية القديس بولس والمؤسسات الأخرى التي أسسها جيمس ألبريون عمله في جميع أنحاء العالم. تعمل هذه المؤسسات في مجال النشر والإذاعة والتعليم والرعاية الاجتماعية. إنهم ملتزمون بنشر رسالة الإنجيل وتعزيز القيم المسيحية.

تعد الجمعية البولسية منظمة دولية تضم أكثر من 2000 عضو يعملون في أكثر من 50 دولة. وهي واحدة من أكبر المنظمات الدينية في العالم المكرسة لوسائل الإعلام.

جوائز وتكريمات

حصل جيمس ألبريون على العديد من الجوائز والتكريمات طوال حياته، بما في ذلك:

  • وسام الاستحقاق من الجمهورية الإيطالية
  • الدكتوراه الفخرية من جامعة القلب المقدس الكاثوليكية في ميلانو
  • لقب “طوباوي” من البابا يوحنا بولس الثاني

خاتمة

جيمس ألبريون شخصية بارزة في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية. لقد كان رائدًا في استخدام وسائل الإعلام الجماهيرية لنشر رسالة الإنجيل. أثرت أعماله على العديد من الأشخاص، ولا تزال جمعية القديس بولس والمؤسسات الأخرى التي أسسها تعمل بنشاط اليوم في جميع أنحاء العالم. كان ألبريون رجلاً يتمتع برؤية لاهوتية عميقة ومتطورة. كان يعتقد أن الله يدعو جميع الناس إلى القداسة، وأن الكنيسة يجب أن تكون أداة لنشر القداسة في العالم. كان يعتقد أيضًا أن وسائل الإعلام الجماهيرية يمكن أن تكون أداة قوية لنشر القداسة.

المراجع