نشأته وتعليمه
ولد هارون إدريس في 22 ديسمبر 1925 في منطقة كامبونج بارو، كوالالمبور. تلقى تعليمه المبكر في مدرسة ملايو في كامبونج بارو، ثم واصل تعليمه في الكلية الملاوية في كوالا كانغسار. بعد الانتهاء من دراسته، التحق بجامعة مالايا في سنغافورة، حيث درس القانون. تخرج هارون إدريس بدرجة البكالوريوس في القانون عام 1951.
مسيرته المهنية
بعد تخرجه، انضم هارون إدريس إلى الخدمة المدنية الماليزية. شغل عدة مناصب في الحكومة، بما في ذلك منصب مساعد قاضي الصلح، ومدير الأراضي والمناجم في سلاغور. في عام 1964، استقال من الخدمة المدنية لدخول عالم السياسة.
دخول عالم السياسة
انضم هارون إدريس إلى المنظمة الوطنية المتحدة للملايو (UMNO)، وهي الحزب السياسي المهيمن في ماليزيا. سرعان ما صعد في الرتب، وأصبح عضوًا في الجمعية التشريعية لولاية سلاغور في عام 1964. في عام 1964، أصبح أيضًا عضوًا في البرلمان الماليزي.
الوزير الأول لولاية سلاغور
في عام 1964، تم تعيين هارون إدريس وزيرًا أول لولاية سلاغور، ليصبح بذلك أصغر شخص يشغل هذا المنصب في تاريخ الولاية. خلال فترة ولايته، التي استمرت حتى عام 1976، أشرف هارون إدريس على فترة من النمو الاقتصادي والاجتماعي الكبير في سلاغور.
أبرز إنجازاته تشمل:
- تطوير البنية التحتية في الولاية، بما في ذلك بناء الطرق والجسور والمطارات.
- تشجيع الاستثمار الأجنبي في سلاغور.
- تحسين مستوى التعليم والرعاية الصحية في الولاية.
- تنفيذ برامج للإسكان ميسور التكلفة.
- تعزيز دور اللغة والثقافة الملاوية.
لعب هارون إدريس دورًا حاسمًا في تحويل سلاغور إلى ولاية حديثة ومزدهرة. وقد كان له دور فعال في جذب الاستثمارات الأجنبية، وتطوير الصناعات التحويلية، وتوسيع نطاق الخدمات العامة.
قضية الفساد
في عام 1976، اتُهم هارون إدريس بالفساد وإساءة استخدام السلطة. وقد تم التحقيق معه ومحاكمته في عدة قضايا تتعلق بالفساد. في عام 1978، أدين بتهمة التزوير والاختلاس، وحُكم عليه بالسجن لمدة ست سنوات.
أثارت قضية هارون إدريس جدلاً واسعًا في ماليزيا. يعتقد البعض أنه كان ضحية لمؤامرة سياسية، بينما يعتقد البعض الآخر أنه مذنب بالتهم الموجهة إليه. بغض النظر عن الحقيقة، فقد كانت قضية هارون إدريس بمثابة تذكير بأهمية الشفافية والمساءلة في الحكومة.
حياته بعد السجن
بعد قضاء فترة سجنه، تم إطلاق سراح هارون إدريس في عام 1981. بعد إطلاق سراحه، بقي هارون إدريس نشطًا في السياسة. عمل كمستشار لعدة شركات، وشارك في العديد من المنظمات غير الحكومية. توفي هارون إدريس في 19 أكتوبر 2003 عن عمر يناهز 77 عامًا.
إرثه
لا يزال هارون إدريس شخصية مثيرة للجدل في ماليزيا. يعتبره البعض بطلاً، بينما يعتبره البعض الآخر فاسدًا. ومع ذلك، لا يمكن إنكار أن هارون إدريس لعب دورًا مهمًا في تاريخ ماليزيا. لقد كان له دور فعال في تطوير ولاية سلاغور، وترك بصمة دائمة على السياسة الماليزية.
على الرغم من الجدل الذي أحاط به، يظل هارون إدريس شخصية بارزة في تاريخ ماليزيا. لقد كان له دور فعال في تحويل سلاغور إلى ولاية حديثة ومزدهرة، ولا يزال إرثه محسوسًا حتى اليوم.
الجدل والإنتقادات
على الرغم من إنجازاته، واجه هارون إدريس أيضًا انتقادات بسبب أسلوب قيادته الذي وصف بأنه استبدادي وغير ديمقراطي. اتُهم أيضًا بتعزيز المحسوبية والفساد في حكومته. غالبًا ما يتم تذكر فترة ولايته كوزير أول لسلاغور على أنها فترة من النمو الاقتصادي السريع، ولكن أيضًا فترة من الجدل السياسي والاجتماعي.
التأثير على السياسة الماليزية
كان لقضية هارون إدريس تأثير كبير على السياسة الماليزية. لقد سلطت الضوء على أهمية الشفافية والمساءلة في الحكومة، وأدت إلى إصلاحات تهدف إلى مكافحة الفساد. كما أدت القضية إلى زيادة الوعي العام بقضايا الفساد وإساءة استخدام السلطة.
دوره في الثقافة والرياضة
بالإضافة إلى مسيرته السياسية، كان هارون إدريس شخصية بارزة في عالم الرياضة والثقافة الماليزية. لعب دورًا حاسمًا في تعزيز الرياضة، وخاصة كرة القدم، في ولاية سلاغور وعلى المستوى الوطني. كان رئيسًا لاتحاد كرة القدم الماليزي (FAM) في الفترة من 1968 إلى 1976. كما كان مهتمًا بالفنون والثقافة، ودعم العديد من المبادرات الثقافية في سلاغور.
أهم المحطات في حياته
- 1925: ولد في كامبونج بارو، كوالالمبور.
- 1951: تخرج من جامعة مالايا بدرجة البكالوريوس في القانون.
- 1964: أصبح عضوًا في الجمعية التشريعية لولاية سلاغور وعضوًا في البرلمان الماليزي.
- 1964-1976: شغل منصب الوزير الأول لولاية سلاغور.
- 1978: أدين بتهمة التزوير والاختلاس.
- 1981: أطلق سراحه من السجن.
- 2003: توفي في 19 أكتوبر.
خاتمة
هارون إدريس شخصية معقدة ومثيرة للجدل في تاريخ ماليزيا. كان له دور فعال في تطوير ولاية سلاغور، ولكن فترة ولايته شهدت أيضًا اتهامات بالفساد وإساءة استخدام السلطة. بغض النظر عن وجهة النظر، لا يمكن إنكار أن هارون إدريس ترك بصمة دائمة على السياسة الماليزية والمجتمع الماليزي بشكل عام. إرثه يظل موضوع نقاش وجدل مستمر حتى اليوم.