نشأته وبداياته
ولد هارالد بريديسن في ستافانجر، النرويج، وهاجر إلى الولايات المتحدة مع عائلته في سن مبكرة. نشأ في مجتمع لوثري متدين، وتلقى تعليمه في مدارس وكليات لوثرية. درس اللاهوت وحصل على درجة الماجستير في الآداب. بعد تخرجه، بدأ خدمته كقسيس في الكنيسة اللوثرية الأمريكية.
تأثيره في الحركة الكاريزمية المبكرة
بدأ بريديسن في إظهار اهتمامه بالحركة الكاريزمية في الخمسينيات من القرن العشرين. في ذلك الوقت، كانت الحركة الكاريزمية لا تزال في مراحلها الأولى، وكانت تقتصر إلى حد كبير على الجماعات الصغيرة والكنائس المستقلة. أدرك بريديسن الإمكانات الروحية الهائلة التي تحملها هذه الحركة، وبدأ في التحدث عنها ونشرها في مجتمعه.
كان بريديسن من أوائل الذين بدأوا في دمج الممارسات الكاريزمية، مثل التحدث بالألسنة والشفاء الإلهي، في الكنائس اللوثرية السائدة. قوبل هذا النهج في البداية بالشك والرفض من قبل بعض أعضاء الكنيسة، الذين اعتبروا هذه الممارسات غريبة أو غير لائقة. ومع ذلك، استمر بريديسن في جهوده، وأصبح صوته مؤثرًا بشكل متزايد.
دوره في نشر الوعي
لعب بريديسن دورًا مهمًا في نشر الوعي بالروحانية المسيحية في جميع أنحاء الولايات المتحدة. قام بجولات مكثفة للتحدث في الكنائس والمؤتمرات، وكتابة العديد من الكتب والمقالات التي تشرح وتدافع عن المعتقدات والممارسات الكاريزمية. ساعدت هذه الجهود في زيادة الوعي بالحركة الكاريزمية وتسهيل انتشارها.
أحد أهم مساهمات بريديسن كان في بناء جسور بين الكنائس الكاريزمية والكنائس البروتستانتية السائدة. كان يعتقد أن الحركة الكاريزمية يمكن أن تثري الحياة الروحية للكنائس السائدة وتساعد في تجديدها. عمل بريديسن على تعزيز الحوار والتفاهم بين المجموعتين، وساعد في تخفيف بعض التحيزات والشكوك التي كانت موجودة.
مؤلفاته وأعماله
كتب بريديسن العديد من الكتب والمقالات التي ساهمت في نشر الفكر الكاريزمي. من بين أشهر أعماله:
- “النعمة والإثارة” (1964): يعتبر هذا الكتاب من أهم الكتب التي ساهمت في تعريف القراء بالحركة الكاريزمية.
- “أرواح الله” (1970): استكشف الكتاب دور الروح القدس في حياة المؤمنين.
- “كيف تتحدث مع الله” (1975): دليل عملي للصلاة والتواصل مع الله.
ساهمت هذه المؤلفات في تشكيل فهم واسع النطاق للمعتقدات والممارسات الكاريزمية، وساعدت في توجيه العديد من الأفراد نحو تجاربهم الروحية الخاصة.
تأثيره على الشخصيات البارزة
أثر بريديسن على العديد من الشخصيات البارزة في الحقل الديني. عمل مع قادة دينيين من مختلف الطوائف، بما في ذلك قادة الكنائس الكاثوليكية والإنجيلية والبروتستانتية. كان له تأثير كبير على تطوير الفكر الكاريزمي وعلاقته بالكنائس السائدة.
شملت الشخصيات التي تأثرت به كل من القساوسة والقادة الدينيين ورجال الدين الذين سعوا إلى فهم أعمق للروحانية وتجربة الإيمان. كان بريديسن بمثابة معلم وموجه للكثيرين، وقدم لهم الدعم والتشجيع في رحلتهم الروحية.
المعتقدات والآراء
آمن بريديسن بأهمية اختبار الروح القدس في حياة المؤمنين. اعتقد أن الروح القدس يمنح المؤمنين هدايا روحية، مثل التحدث بالألسنة والشفاء الإلهي، والتي يمكن استخدامها لبناء الكنيسة وخدمة الآخرين. كما آمن بأهمية الصلاة من أجل الآخرين والتأثير الروحي للكلمات.
كان بريديسن ملتزمًا بالوحدة المسيحية، وعمل على تعزيز الحوار والتفاهم بين مختلف الطوائف المسيحية. كان يعتقد أن المسيحيين يجب أن يتحدوا في محبة بعضهم البعض وخدمة العالم.
حياته الشخصية
تزوج بريديسن من إيلين مادلين ماير، وأنجبا أربعة أطفال. كان لديه حياة عائلية مستقرة ومحبة، وشجع أطفاله على متابعة القيم المسيحية والعيش في خدمة الله.
على الرغم من مساعيه الدينية، ظل بريديسن شخصًا متواضعًا، يكرس وقته وجهوده لمساعدة الآخرين. كان معروفًا بطبيعته الودودة وروح الدعابة لديه، مما جعله محبوبًا من قبل الكثيرين.
إرثه
ترك هارالد بريديسن إرثًا دائمًا في الحركة الكاريزمية. ساعدت جهوده في نشر الوعي بالحركة الكاريزمية وتوسيع نطاقها. ساهمت كتاباته وخطبه في تشكيل فهم واسع النطاق للمعتقدات والممارسات الكاريزمية. استمر تأثيره في رؤيته للوحدة المسيحية وفي بناء الجسور بين مختلف الطوائف المسيحية.
يُذكر بريديسن كقائد ديني مؤثر لعب دورًا حاسمًا في تطوير الحركة الكاريزمية. أثرت تعاليمه وحياته في عدد لا يحصى من الأفراد، وألهمت الكثيرين للبحث عن تجربة أعمق للإيمان والروحانية.
خاتمة
كان هارالد بريديسن شخصية محورية في تاريخ الحركة الكاريزمية، حيث ساهم في نشر الوعي بها وتعزيزها في الكنائس السائدة. من خلال كتاباته وخطبه وتواصله مع الآخرين، ترك بريديسن إرثًا دائمًا من الروحانية المسيحية. استمر تأثيره في رؤيته للوحدة المسيحية وتعزيز التفاهم بين مختلف الطوائف. سيظل هارالد بريديسن يُذكر كقائد ديني مؤثر ساعد في تشكيل وتوسيع نطاق الحركة الكاريزمية في العالم.