<![CDATA[
تاريخ الكنيسة
يعود تاريخ كنيسة القديس بارثولوميو إلى القرن الثاني عشر الميلادي، حيث كانت في الأصل كنيسة صغيرة مخصصة للقديس بارثولوميو، شفيع الرعاة والفلاحين. تم بناء الكنيسة الحالية في الفترة الباروكية في القرن السابع عشر، وتحديدًا بين عامي 1697 و1721، بتكليف من الأمير الناخب جوزيف كليمنس من بافاريا. يعزى تصميم الكنيسة إلى المهندس المعماري جوزيف زوكاتي، الذي أضفى عليها طابعًا إيطاليًا مميزًا.
على مر القرون، خضعت الكنيسة للعديد من التجديدات والتعديلات، ولكنها حافظت على طابعها الباروكي الأصيل. لقد نجت من الحروب والكوارث الطبيعية، وظلت شاهدة على تاريخ المنطقة وتقاليدها الدينية.
التصميم المعماري
تتميز كنيسة القديس بارثولوميو بتصميمها المعماري الفريد، الذي يجمع بين عناصر الباروك والروكوكو. تتكون الكنيسة من صحن رئيسي دائري الشكل، تعلوه قبة كبيرة مزينة بلوحات جدارية رائعة. يحيط بالصحن الرئيسي رواق ذو أقواس نصف دائرية، يضم العديد من المصليات الصغيرة المخصصة للقديسين المختلفين.
تتميز الواجهة الخارجية للكنيسة بلونها الأحمر المميز، الذي يتناغم مع المناظر الطبيعية الخلابة المحيطة بها. يبرز من الواجهة برجان توأمان يعلوان الكنيسة، ويضفيان عليها مظهرًا مهيبًا.
من أبرز العناصر المعمارية في الكنيسة:
- القبة: تعلو القبة صحن الكنيسة الرئيسي، وتتميز بزخارفها الجصية ولوحاتها الجدارية الرائعة، التي تصور مشاهد من حياة القديس بارثولوميو والقديسين الآخرين.
- المذبح الرئيسي: يقع المذبح الرئيسي في وسط الكنيسة، وهو مصنوع من الرخام والذهب، ويزينه تمثال للقديس بارثولوميو.
- المصليات الجانبية: تضم الكنيسة العديد من المصليات الجانبية المخصصة للقديسين المختلفين، وتتميز بزخارفها الفنية الرائعة.
- الأعمدة: تدعم الأعمدة الأقواس النصف دائرية التي تحيط بالصحن الرئيسي، وتتميز بتيجانها المزخرفة.
الموقع والمناظر الطبيعية
يُعد موقع كنيسة القديس بارثولوميو من أبرز عوامل جذبها للزوار. تقع الكنيسة على ضفاف بحيرة كونيغزيه، وهي بحيرة جليدية طبيعية تقع في قلب جبال الألب البافارية. تحيط بالبحيرة جبال شاهقة وغابات كثيفة، مما يوفر مناظر طبيعية خلابة تجذب السياح من جميع أنحاء العالم.
لا يمكن الوصول إلى الكنيسة إلا عن طريق القوارب الكهربائية التي تعبر بحيرة كونيغزيه، مما يضفي على الزيارة طابعًا خاصًا ومميزًا. خلال الرحلة بالقارب، يمكن للزوار الاستمتاع بالمناظر الطبيعية الخلابة المحيطة بالبحيرة، والاستماع إلى صدى البوق الذي يعزفه قائد القارب.
بالإضافة إلى الكنيسة، يمكن للزوار الاستمتاع بالعديد من الأنشطة الأخرى في المنطقة، مثل:
- المشي لمسافات طويلة: توجد العديد من مسارات المشي لمسافات طويلة في المنطقة، والتي تتراوح في صعوبتها من السهل إلى الصعب.
- ركوب الدراجات: يمكن استئجار الدراجات والتجول بها حول البحيرة أو في الجبال المحيطة بها.
- التجديف: يمكن استئجار قوارب التجديف والتجول بها في البحيرة.
- زيارة قرية بيرشتسجادن: تقع قرية بيرشتسجادن على بعد مسافة قصيرة بالسيارة من بحيرة كونيغزيه، وتشتهر بمنازلها التقليدية ومتاجرها الحرفية.
الأهمية الدينية والثقافية
تتمتع كنيسة القديس بارثولوميو بأهمية دينية وثقافية كبيرة في المنطقة. تُعد الكنيسة وجهة حج رومانية كاثوليكية شهيرة، حيث يأتي إليها الحجاج من جميع أنحاء العالم للصلاة والتبرك. تقام في الكنيسة العديد من الاحتفالات الدينية والمراسم التقليدية على مدار العام.
بالإضافة إلى ذلك، تُعد الكنيسة معلمًا ثقافيًا هامًا في المنطقة، حيث تعكس تاريخ المنطقة وتقاليدها الدينية. لقد أصبحت الكنيسة رمزًا لمنطقة بيرشتسجادنر لاند، وتظهر صورها في العديد من المنشورات السياحية والإعلانات.
تلعب الكنيسة أيضًا دورًا هامًا في الحفاظ على التراث الثقافي للمنطقة، حيث يتم ترميمها وصيانتها بشكل دوري للحفاظ على تصميمها المعماري الأصيل. تحظى الكنيسة بتقدير كبير من قبل السكان المحليين والزوار على حد سواء، وتُعتبر جزءًا لا يتجزأ من هوية المنطقة.
الأساطير والحكايات الشعبية
ترتبط كنيسة القديس بارثولوميو بالعديد من الأساطير والحكايات الشعبية التي تناقلتها الأجيال. تقول إحدى الأساطير أن الكنيسة بنيت في موقع معجزة، حيث ظهر القديس بارثولوميو لأحد الرعاة وأمره ببناء كنيسة في هذا المكان.
تقول أسطورة أخرى أن البحيرة المحيطة بالكنيسة مسكونة بأرواح الغرقى، وأن سماع أصوات غريبة في الليل هو دليل على وجود هذه الأرواح. تحظى هذه الأساطير بشعبية كبيرة بين السكان المحليين، وتضفي على الكنيسة طابعًا غامضًا ومثيرًا.
بالإضافة إلى ذلك، توجد العديد من الحكايات الشعبية التي تتحدث عن كنوز مخفية في الكنيسة أو حولها، وعن مغامرات الأشخاص الذين حاولوا العثور عليها. تساهم هذه الحكايات في إضفاء جو من الإثارة والتشويق على زيارة الكنيسة.
الوصول إلى الكنيسة
كما ذكرنا سابقًا، لا يمكن الوصول إلى كنيسة القديس بارثولوميو إلا عن طريق القوارب الكهربائية التي تعبر بحيرة كونيغزيه. تنطلق القوارب من قرية كونيغزيه، التي تقع على بعد مسافة قصيرة بالسيارة من مدينة بيرشتسجادن.
تستغرق الرحلة بالقارب حوالي 30 دقيقة للوصول إلى الكنيسة، وتوفر مناظر طبيعية خلابة على طول الطريق. يمكن شراء تذاكر القارب من مكتب التذاكر في قرية كونيغزيه. تعمل القوارب على مدار العام، ولكن قد يتم تعليق الخدمة في حالة الطقس السيئ.
بالإضافة إلى القوارب الكهربائية، توجد أيضًا خدمة العبارات الصغيرة التي تنقل الركاب بين الكنيسة والمواقع الأخرى على ضفاف البحيرة. يمكن استئجار هذه العبارات الخاصة للمجموعات الصغيرة أو العائلات.
معلومات للزوار
إذا كنت تخطط لزيارة كنيسة القديس بارثولوميو، فإليك بعض المعلومات المفيدة:
- أفضل وقت للزيارة: يُعد فصل الصيف أفضل وقت لزيارة الكنيسة، حيث يكون الطقس معتدلاً وتكون المناظر الطبيعية في أوج جمالها.
- ماذا ترتدي: يفضل ارتداء ملابس مريحة وحذاء مناسب للمشي، حيث ستحتاج إلى المشي لمسافات قصيرة للوصول إلى الكنيسة واستكشاف المنطقة المحيطة بها.
- ماذا تحضر معك: يُنصح بإحضار واقي شمسي وقبعة ونظارات شمسية، حيث يمكن أن تكون الشمس قوية في الجبال. كما يُنصح بإحضار كاميرا لالتقاط الصور التذكارية.
- أين تأكل: توجد العديد من المطاعم والمقاهي في قرية كونيغزيه وفي المنطقة المحيطة بالكنيسة، والتي تقدم مجموعة متنوعة من الأطباق المحلية والعالمية.
- أين تقيم: توجد العديد من الفنادق والشقق الفندقية في قرية كونيغزيه وفي مدينة بيرشتسجادن، والتي تتراوح في أسعارها من الرخيص إلى الفاخر.
خاتمة
تُعد كنيسة القديس بارثولوميو في بيرشتسجادن جوهرة معمارية ودينية تقع في قلب جبال الألب البافارية. بفضل تصميمها الباروكي الفريد وموقعها الخلاب على ضفاف بحيرة كونيغزيه، تجذب الكنيسة الزوار من جميع أنحاء العالم. سواء كنت مهتمًا بالتاريخ أو الفن أو الدين أو الطبيعة، فستجد في كنيسة القديس بارثولوميو شيئًا يثير إعجابك.