بناء السفينة وتصميمها
بدأت قصة “رين ماثيلد” في أحواض بناء السفن الألمانية “Schiffbau Gesellschaft Unterweser AG” في مدينة بريمرهافن. تم إطلاق السفينة في عام 1970، وكانت تحمل في الأصل اسم “أم إس برينس أوف فندي”. صُممت السفينة في الأساس للعمل كعبّارة عبر مضيق ماين في ولاية مين الأمريكية، حيث كانت تربط بين مدينة بورتسموث ومدينة يارموث في نوفا سكوشا الكندية. بلغ طول السفينة حوالي 132 مترًا، وعرضها 19.5 مترًا، وغاطسها 5.3 مترًا. وقد تميزت السفينة بقدرتها على استيعاب عدد كبير من الركاب والمركبات. شمل التصميم مساحة واسعة لاستيعاب السيارات، بالإضافة إلى مساحات للركاب تشمل مقصورات مريحة ومطاعم ومرافق ترفيهية.
كانت “رين ماثيلد” مجهزة بمحركات ديزل قوية، مما سمح لها بالإبحار بسرعة تصل إلى 20 عقدة بحرية. كما تم تصميمها لتحمل الظروف الجوية الصعبة في المحيط الأطلسي الشمالي، مما يجعلها مناسبة للخدمة عبر مضيق ماين. وقد ساهم تصميمها المتين والموثوق به في نجاحها في الخدمة على مدار سنوات عديدة.
تاريخ الخدمة المبكر (أم إس برينس أوف فندي)
بدأت “أم إس برينس أوف فندي” خدمتها في عام 1970، حيث تولت مهمة الربط بين بورتسموث ويارموث. كانت هذه الخدمة ذات أهمية كبيرة للمنطقة، حيث قدمت وسيلة نقل حيوية للركاب والبضائع، وعززت الروابط الاقتصادية والاجتماعية بين الولايات المتحدة وكندا. استمرت السفينة في خدمة هذا الخط لعدة سنوات، واكتسبت سمعة طيبة بفضل موثوقيتها وراحتها.
خلال فترة خدمتها المبكرة، شهدت “أم إس برينس أوف فندي” العديد من التحديات، بما في ذلك التغيرات في أسعار الوقود والتقلبات في الطلب على السفر. ومع ذلك، فقد تمكنت من الحفاظ على مكانتها كسفينة أساسية في المنطقة، بفضل قدرتها على التكيف مع الظروف المتغيرة. كما خضعت السفينة لعمليات صيانة وتحديث دورية للحفاظ على أدائها وكفاءتها.
التحول إلى “رين ماثيلد”
في عام 1990، استحوذت شركة “بريتاني فيريز” على السفينة، وأعادت تسميتها إلى “رين ماثيلد”. يعكس هذا الاسم التزام الشركة بتقديم خدمة عالية الجودة، حيث أن “رين ماثيلد” هو اسم ملكة فرنسية. بعد هذا الاستحواذ، خضعت السفينة لعملية تجديد شاملة لتعزيز تجربة الركاب. شملت التحديثات تجديد المقصورات، وتحسين المطاعم، وتوسيع نطاق المرافق الترفيهية. كما تم تحسين نظام الدفع والقيادة لتعزيز الكفاءة التشغيلية.
بصفتها “رين ماثيلد”، بدأت السفينة في العمل على خطوط “بريتاني فيريز” المختلفة، بما في ذلك مسارات بحر الشمال. وقد أثبتت السفينة قدرتها على التكيف مع هذه المسارات الجديدة، وحققت نجاحًا كبيرًا في خدمة الركاب والبضائع. وقد ساهمت في تعزيز مكانة “بريتاني فيريز” كشركة رائدة في مجال النقل البحري.
مسارات “رين ماثيلد” مع “بريتاني فيريز”
عملت “رين ماثيلد” على عدة مسارات مع شركة “بريتاني فيريز”، وشملت بعضًا من أهم الطرق:
- بورتسموث – لو هافر: ربطت هذه الخدمة بين الموانئ البريطانية والفرنسية، مما يوفر وسيلة نقل سريعة ومريحة للركاب والمركبات.
- بورتسموث – شيربورج: خدمة أخرى حيوية ربطت بين بريطانيا وفرنسا، وشكلت جزءًا هامًا من شبكة “بريتاني فيريز”.
- بورتسموث – سان مالو: مسار شهير آخر سمح للركاب بالوصول إلى منطقة بريتاني الفرنسية.
- روتردام – بورتسموث: خدمة ربطت بين هولندا والمملكة المتحدة، وأتاحت نقل البضائع والركاب بين البلدين.
تميزت “رين ماثيلد” بقدرتها على التعامل مع مجموعة متنوعة من المسارات، مما جعلها أصلًا قيمًا لشركة “بريتاني فيريز”. وقد ساهمت في تعزيز شبكة الشركة وتوسيع نطاق خدماتها. كما ساهمت في تسهيل التجارة والسياحة بين الدول الأوروبية.
مواصفات “رين ماثيلد” الفنية
لتعزيز الفهم الشامل للسفينة، من الضروري التعمق في مواصفاتها الفنية التفصيلية:
- الطول: 132 مترًا
- العرض: 19.5 مترًا
- الغاطس: 5.3 مترًا
- السرعة القصوى: 20 عقدة بحرية
- عدد الركاب: 1,400 راكب (تقريبًا)
- قدرة استيعاب المركبات: حوالي 450 سيارة
- محركات: محركات ديزل قوية توفر الأداء المطلوب.
تُظهر هذه المواصفات قدرة السفينة على توفير تجربة سفر مريحة وفعالة، مع قدرتها على استيعاب عدد كبير من الركاب والمركبات. وقد ساهمت هذه المواصفات في نجاحها كعبّارة على مدار سنوات عديدة.
الحياة على متن “رين ماثيلد”
توفر “رين ماثيلد” تجربة سفر مريحة وممتعة للركاب. تشمل المرافق المتوفرة على متن السفينة:
- المقصورات: مقصورات مجهزة تجهيزًا جيدًا لتوفير إقامة مريحة للركاب خلال الرحلات الطويلة.
- المطاعم والحانات: مجموعة متنوعة من المطاعم والحانات التي تقدم مجموعة واسعة من المأكولات والمشروبات.
- متاجر: متاجر توفر مجموعة متنوعة من المنتجات، بما في ذلك الهدايا التذكارية والضروريات.
- مناطق ترفيهية: مناطق ترفيهية مختلفة، بما في ذلك قاعات ألعاب وأماكن للترفيه الحي.
تم تصميم هذه المرافق لتلبية احتياجات الركاب المختلفة، مما يضمن تجربة سفر ممتعة ومريحة. وقد ساهمت هذه المرافق في جعل “رين ماثيلد” خيارًا جذابًا للمسافرين.
نهاية الخدمة
بعد سنوات عديدة من الخدمة الموثوقة، تم بيع “رين ماثيلد” في عام 2010. تم تغيير اسمها إلى “إم في أوركيد” (MV Orchid) وبدأت الخدمة في منطقة أخرى. بعد ذلك، خضعت السفينة لمزيد من التغييرات في ملكيتها وأسمائها، واستمرت في العمل في مناطق مختلفة حول العالم. يمثل انتهاء خدمتها مع “بريتاني فيريز” نهاية حقبة، ولكنها تركت إرثًا من الخدمة الموثوقة والراحة للمسافرين.
التقييم والإرث
تركت “رين ماثيلد” بصمة واضحة في صناعة النقل البحري، حيث قدمت خدمات حيوية لآلاف الركاب على مدار سنوات عديدة. تميزت السفينة بتصميمها الموثوق به ومرافقها المريحة، مما جعلها خيارًا مفضلًا للمسافرين. يمثل تاريخها تجسيدًا للالتزام بالجودة والموثوقية، مما يجعلها رمزًا مهمًا في تاريخ النقل البحري.
خاتمة
مثلت “رين ماثيلد” سفينة عبّارات مهمة، بدأت رحلتها باسم “أم إس برينس أوف فندي” قبل أن تصبح “رين ماثيلد” في خدمة “بريتاني فيريز”. تميزت السفينة بتصميمها المتين وقدرتها على استيعاب عدد كبير من الركاب والمركبات. عملت على مسارات مختلفة، وساهمت في تعزيز الروابط الاقتصادية والسياحية بين الدول. ترك إرثًا من الخدمة الموثوقة والراحة للمسافرين، ولا يزال يذكر حتى اليوم.
المراجع
- The Ferry Site – MV Reine Mathilde
- Brittany Ferries Website
- Fakta om Fartyg – Prince of Fundy
- Shipspotting.com – Reine Mathilde photos
“`