<![CDATA[
خلفية الاستطلاع
في عام 2002، أطلقت هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) استطلاعًا واسع النطاق بعنوان “100 بريطاني أعظم” بهدف تحديد أعظم الشخصيات البريطانية في التاريخ. أثار هذا الاستطلاع جدلاً واسعًا في ويلز، حيث اعتبره البعض إقصائيًا وغير منصف، مع تركيزه بشكل كبير على الشخصيات الإنجليزية وتجاهل الإسهامات الكبيرة التي قدمها الويلزيون للثقافة والتاريخ البريطانيين والعالميين. ردًا على ذلك، قررت القناة الويلزية S4C ووسائل الإعلام الويلزية الأخرى تنظيم استطلاع مماثل يركز على الشخصيات الويلزية. كان الهدف هو تسليط الضوء على التراث الويلزي الغني وتكريم الإنجازات البارزة التي حققها الويلزيون في مختلف المجالات.
عملية الاختيار
تم الإعلان عن استطلاع “100 أبطال ويلزيون” على نطاق واسع في جميع أنحاء ويلز، مع دعوة الجمهور لترشيح شخصياتهم الويلزية المفضلة. تم جمع الترشيحات من خلال مجموعة متنوعة من القنوات، بما في ذلك التصويت عبر الإنترنت، والبريد، والهاتف. بعد انتهاء فترة الترشيح، تم تجميع قائمة تضم 100 شخصية حصلت على أكبر عدد من الأصوات. شملت هذه القائمة مجموعة واسعة من الشخصيات من مختلف المجالات، بما في ذلك السياسة، والأدب، والفن، والعلوم، والرياضة، والترفيه. تميزت القائمة بتنوعها، حيث ضمت رجالاً ونساءً، وشخصيات تاريخية وشخصيات معاصرة.
أهم الشخصيات في القائمة
تضمنت قائمة “100 أبطال ويلزيون” عددًا من الشخصيات البارزة التي تركت بصمة واضحة في التاريخ الويلزي والعالمي. من بين هؤلاء:
- أوين غليندور (Owain Glyndŵr): أحد آخر الأمراء الويلزيين الأصليين، وزعيم ثورة ويلزية ضد الحكم الإنجليزي في أوائل القرن الخامس عشر. يعتبر رمزًا للمقاومة الوطنية والاستقلال الويلزي.
- ديفيد لويد جورج (David Lloyd George): سياسي بريطاني بارز ورئيس وزراء المملكة المتحدة خلال الحرب العالمية الأولى. اشتهر بإصلاحاته الاجتماعية والاقتصادية.
- ريتشارد بيرتون (Richard Burton): ممثل ويلزي عالمي، اشتهر بأدواره في العديد من الأفلام الكلاسيكية، ويعتبر أحد أعظم الممثلين في عصره.
- كاثرين زيتا جونز (Catherine Zeta-Jones): ممثلة ويلزية حائزة على جائزة الأوسكار، حققت شهرة عالمية من خلال أدوارها في السينما والتلفزيون.
- توم جونز (Tom Jones): مغني ويلزي عالمي، اشتهر بصوته القوي وأدائه المسرحي المفعم بالحيوية.
- جرازيلا بيسي (Grace Jones): عارضة أزياء وممثلة ومغنية جامايكية أمريكية، ولدت في ويلز.
- آرثر جونز (Arthur Jones): سياسي ورجل أعمال من ويلز، وكان عضوا في البرلمان الأوروبي.
- سير بريتون بيل (Sir Breton Bell): سياسي ومحامي ويلزي.
- نيستير إيفانز (Nestor Evans): سياسي ويلزي.
بالإضافة إلى هذه الشخصيات البارزة، ضمت القائمة أيضًا علماء، وكتابًا، وفنانين، ورياضيين، ورجال دين، وشخصيات أخرى تركت أثرًا إيجابيًا على المجتمع الويلزي والعالم.
أهمية الاستطلاع وتأثيره
كان لاستطلاع “100 أبطال ويلزيون” تأثير كبير على الوعي الوطني الويلزي. ساهم في تعزيز الفخر بالهوية الويلزية وتكريم الإسهامات الفريدة التي قدمها الويلزيون للعالم. كما سلط الضوء على أهمية الحفاظ على التراث الويلزي وتعزيز اللغة والثقافة الويلزية. أتاح الاستطلاع فرصة للجمهور الويلزي للتعبير عن تقديرهم للشخصيات التي ألهمتهم وأثرت في حياتهم.
بالإضافة إلى ذلك، لعب الاستطلاع دورًا في:
- تعزيز الوحدة الوطنية: من خلال جمع الويلزيين من جميع الخلفيات للاحتفال بإنجازات أبناء وطنهم.
- إلهام الأجيال القادمة: من خلال تسليط الضوء على قصص النجاح والإنجازات التي يمكن أن تكون مصدر إلهام للشباب الويلزي.
- تعزيز السياحة: من خلال جذب السياح إلى ويلز المهتمين بزيارة الأماكن المرتبطة بالشخصيات الويلزية البارزة.
نقد وتقييم
على الرغم من نجاحه وتأثيره الإيجابي، واجه استطلاع “100 أبطال ويلزيون” بعض الانتقادات. أشار البعض إلى صعوبة تحديد معايير واضحة للاختيار، حيث أن تعريف “البطل” يمكن أن يختلف من شخص لآخر. كما أثيرت بعض التساؤلات حول تمثيل بعض المجالات بشكل غير متناسب في القائمة، بينما تم إغفال مجالات أخرى. ومع ذلك، بشكل عام، تم اعتبار الاستطلاع مبادرة ناجحة ساهمت في تعزيز الوعي الوطني الويلزي وتكريم الإنجازات الويلزية.
النتائج والتحليل
كشفت نتائج الاستطلاع عن مجموعة متنوعة من الشخصيات التي تركت بصمة في تاريخ ويلز. تصدر القائمة أبطال قوميون، وسياسيون، وفنانون، وشخصيات دينية. يعكس هذا التنوع التاريخ الغني لويلز والمساهمات المتعددة التي قدمها الويلزيون للعالم. بالإضافة إلى ذلك، أبرزت القائمة أهمية الثقافة الويلزية واللغة الويلزية في تشكيل الهوية الوطنية الويلزية.
مقارنة مع استطلاعات مماثلة
يمكن مقارنة “100 أبطال ويلزيون” باستطلاعات مماثلة أُجريت في دول أخرى. على سبيل المثال، أجرى استطلاع “100 بريطاني أعظم” في المملكة المتحدة استطلاعًا مشابهًا، على الرغم من أنه أثار جدلاً في ويلز. كما أُجريت استطلاعات مماثلة في دول أخرى لتحديد الشخصيات الأكثر تأثيرًا في تاريخها. تهدف هذه الاستطلاعات إلى تعزيز الوعي الوطني وتكريم الإنجازات الوطنية.
التراث والإرث
ترك استطلاع “100 أبطال ويلزيون” إرثًا دائمًا في ويلز. ساهم في تعزيز الفخر بالهوية الويلزية وتكريم الإسهامات الفريدة التي قدمها الويلزيون للعالم. لا تزال قائمة الأبطال الويلزيين تُلهم الويلزيين حتى اليوم، وتذكرهم بالإنجازات العظيمة التي تحققت على مر التاريخ. يعتبر الاستطلاع تذكيرًا بأهمية الحفاظ على التراث الويلزي وتعزيز اللغة والثقافة الويلزية للأجيال القادمة.
التأثير الثقافي
بالإضافة إلى تأثيره على الوعي الوطني، كان لاستطلاع “100 أبطال ويلزيون” تأثير ثقافي كبير. ألهم العديد من الأعمال الفنية والأدبية، بما في ذلك الكتب والأفلام والمسرحيات. كما ساهم في زيادة الاهتمام بالتاريخ الويلزي والثقافة الويلزية بشكل عام. أدى الاستطلاع إلى تعزيز السياحة في ويلز، حيث أصبح العديد من الناس مهتمين بزيارة المواقع المرتبطة بالشخصيات الويلزية البارزة.
تحديثات وإرث
على الرغم من أن الاستطلاع أُجري في عام 2002، إلا أن إرثه لا يزال حيًا. تواصل وسائل الإعلام الويلزية الإشارة إلى القائمة وتنظيم الفعاليات التي تكرم أبطال ويلز. بالإضافة إلى ذلك، تستمر الشخصيات الويلزية المدرجة في القائمة في إلهام الويلزيين من جميع الأعمار. أصبح الاستطلاع جزءًا من التراث الويلزي، وهو تذكير دائم بالإنجازات العظيمة التي حققها الويلزيون على مر التاريخ.
مقارنة مع “100 بريطاني أعظم”
كان استطلاع “100 أبطال ويلزيون” بمثابة رد فعل مباشر على استطلاع هيئة الإذاعة البريطانية “100 بريطاني أعظم”. بينما ركز الاستطلاع البريطاني على الشخصيات البريطانية بشكل عام، ركز الاستطلاع الويلزي على الشخصيات الويلزية على وجه التحديد. سمح ذلك للويلزيين بتكريم إنجازات أبناء وطنهم والاحتفال بهويتهم الوطنية. يمكن اعتبار الاستطلاعين بمثابة انعكاسين لهويتين وطنيتين مختلفتين داخل نفس الدولة.
التحديات والمستقبل
في حين أن استطلاع “100 أبطال ويلزيون” كان ناجحًا بشكل عام، إلا أنه واجه بعض التحديات. كان من الصعب تحديد معايير موضوعية للاختيار، وكان هناك جدل حول تمثيل بعض المجالات. ومع ذلك، لا يزال الاستطلاع يمثل إنجازًا مهمًا. في المستقبل، يمكن إجراء تحديثات على القائمة لتشمل شخصيات جديدة ظهرت منذ عام 2002. كما يمكن استخدام الاستطلاع كأداة لتعزيز التعليم والتراث الويلزي.
خاتمة
كان استطلاع “100 أبطال ويلزيون” مبادرة ناجحة ساهمت في تعزيز الوعي الوطني الويلزي وتكريم الإنجازات الويلزية. سلط الاستطلاع الضوء على التراث الويلزي الغني وأتاح للجمهور الويلزي فرصة للتعبير عن تقديرهم للشخصيات التي ألهمتهم وأثرت في حياتهم. على الرغم من بعض الانتقادات، ترك الاستطلاع إرثًا دائمًا في ويلز ولا يزال يلهم الويلزيين حتى اليوم.