نشأة شعب التسبيح
تأسس شعب التسبيح في عام 1971 في ساوث بند، إنديانا، من قبل كيفن ورانسيير و بول ديموت وستيف كلارك. انبثقت المجموعة من حركة الكاريزماتية الكاثوليكية، وهي حركة داخل الكنيسة الكاثوليكية تؤكد على أهمية الخبرات الروحية المباشرة، مثل التحدث بألسنة والشفاء الإلهي. سعى المؤسسون إلى إنشاء مجتمع مسيحي أكثر التزامًا وتماسكًا من الموجود في الكنائس التقليدية.
في البداية، ركز شعب التسبيح على بناء مجتمع قوي من خلال الاجتماعات الأسبوعية المنتظمة، والصلوات المشتركة، وتقاسم الموارد. كما أكدوا على أهمية الخضوع للسلطة، مع وجود هيكل قيادي هرمي يشرف عليه “القادة”.
المعتقدات والممارسات
يؤمن شعب التسبيح بمجموعة واسعة من المعتقدات المسيحية التقليدية، بما في ذلك:
- ألوهية يسوع المسيح
- سلطة الكتاب المقدس
- أهمية الصلاة
- ضرورة التبشير
بالإضافة إلى هذه المعتقدات الأساسية، يمارس شعب التسبيح أيضًا عددًا من الممارسات الفريدة، بما في ذلك:
- العهد: يتعهد أعضاء شعب التسبيح بالولاء للمجموعة وقادتها. هذا العهد هو التزام مدى الحياة ويتضمن التعهد بدعم المجموعة ماليًا وروحيًا.
- الخضوع للسلطة: يؤكد شعب التسبيح على أهمية الخضوع للسلطة، مع وجود هيكل قيادي هرمي يشرف عليه “القادة”. يُنظر إلى القادة على أنهم يمتلكون سلطة روحية على أعضائهم، ويُتوقع من الأعضاء طاعة توجيهاتهم.
- المجتمعات السكنية: يشجع شعب التسبيح أعضائه على العيش بالقرب من بعضهم البعض في مجتمعات سكنية. يُنظر إلى هذه المجتمعات على أنها توفر الدعم والتشجيع المتبادل للأعضاء.
- المدارس: يدير شعب التسبيح عددًا من المدارس الخاصة، من رياض الأطفال وحتى الصف الثاني عشر. تهدف هذه المدارس إلى توفير تعليم مسيحي لأطفال أعضاء شعب التسبيح.
الجدل والانتقادات
أثار شعب التسبيح جدلاً وانتقادات على مر السنين. يرى بعض النقاد أن تركيز المجموعة على الخضوع للسلطة يمكن أن يؤدي إلى إساءة معاملة الأعضاء واستغلالهم. كما انتقد آخرون المجموعة بسبب معتقداتها المحافظة الاجتماعية، بما في ذلك معارضتها للإجهاض وزواج المثليين.
بالإضافة إلى ذلك، واجه شعب التسبيح تدقيقًا متزايدًا بسبب ارتباطه بالقاضية في المحكمة العليا الأمريكية، آمي كوني باريت، التي نشأت في أحد فروع المجموعة. أثار ارتباطها بشعب التسبيح تساؤلات حول استقلالها وحيادها القضائي.
يدافع أنصار شعب التسبيح عن المجموعة، قائلين إنها ملتزمة بمساعدة أعضائها على النمو روحياً والعيش حياة فاضلة. كما يشيرون إلى أن المجموعة لديها سجل حافل بالعمل الخيري وخدمة المجتمع.
هيكل التنظيم
شعب التسبيح منظمة لامركزية إلى حد كبير، مع وجود فروع محلية تتمتع بقدر كبير من الاستقلالية. ومع ذلك، هناك أيضًا هيكل قيادي وطني يشرف على المجموعة بأكملها. يقود المجموعة مجلس من المديرين، الذي يتم انتخابه من قبل أعضاء شعب التسبيح.
يتم تمويل شعب التسبيح من خلال التبرعات من أعضائه ومن خلال المنح من المؤسسات. تنشر المجموعة أيضًا عددًا من الكتب والمجلات، والتي يتم بيعها للجمهور.
تأثير شعب التسبيح
لعب شعب التسبيح دورًا مهمًا في الحركة الكاريزماتية الكاثوليكية وفي الحركة المسيحية الأوسع. ساعدت المجموعة في تعزيز فكرة المجتمعات المسيحية المتعمدة وأثرت على عدد من المنظمات المسيحية الأخرى. كما كان لشعب التسبيح تأثير كبير على السياسة الأمريكية، حيث كان أعضاؤه نشطين في الحزب الجمهوري وفي الحركة المحافظة.
على الرغم من الجدل المحيط بها، لا يزال شعب التسبيح منظمة مؤثرة. من المرجح أن تستمر المجموعة في لعب دور مهم في المشهد الديني والسياسي الأمريكي لسنوات قادمة.
أمثلة على أنشطة شعب التسبيح
يقوم شعب التسبيح بمجموعة متنوعة من الأنشطة، بما في ذلك:
- عقد اجتماعات أسبوعية للصلاة والعبادة
- تقديم خدمات استشارية لأعضائه
- إدارة المدارس الخاصة
- المشاركة في العمل الخيري
- الدفاع عن القضايا السياسية
يسعى شعب التسبيح إلى أن يكون له تأثير إيجابي على العالم من خلال أنشطته المختلفة.
الخلافات المحيطة بدور المرأة
تعتبر قضية دور المرأة في القيادة من أكثر القضايا إثارة للجدل داخل شعب التسبيح. تاريخياً، لم يُسمح للنساء بتولي مناصب قيادية عليا في المنظمة، مما أثار انتقادات من أولئك الذين يرون أن هذا التمييز على أساس الجنس يتعارض مع التعاليم المسيحية. في السنوات الأخيرة، اتخذت المنظمة خطوات نحو السماح للنساء بتولي أدوار قيادية أكثر، لكن هذه القضية لا تزال موضع نقاش داخلي وخارجي.
التوسع العالمي
على الرغم من أن شعب التسبيح بدأ في الولايات المتحدة، فقد توسع إلى بلدان أخرى حول العالم. توجد فروع للمنظمة الآن في كندا والمكسيك وأيرلندا وأوغندا والفلبين وغيرها. يعكس هذا التوسع العالمي جاذبية المنظمة ورغبتها في نشر رسالتها إلى جمهور أوسع.
خاتمة
شعب التسبيح هو شبكة من المجتمعات المسيحية المتعمدة التي تأسست في عام 1971. تؤكد المجموعة على أهمية الخضوع للسلطة والمجتمعات السكنية والتعليم المسيحي. أثار شعب التسبيح جدلاً وانتقادات على مر السنين، لكن أنصاره يدافعون عنه باعتباره منظمة ملتزمة بمساعدة أعضائها على النمو روحياً والعيش حياة فاضلة. بغض النظر عن وجهة نظرك، يظل شعب التسبيح قوة مؤثرة في المشهد الديني والسياسي الأمريكي.