نشأته وبداية حياته المهنية
نشأ داني توماس في عائلة فقيرة، وعمل في وظائف غريبة لتمويل نفسه. أظهر اهتمامًا بالتمثيل في سن مبكرة، وبدأ في الأداء في نوادي الليلية خلال فترة المراهقة. بدأ توماس مسيرته المهنية في الكوميديا في عشرينيات القرن العشرين، حيث قام بجولات في جميع أنحاء الولايات المتحدة. اشتهر بأسلوبه الكوميدي النظيف، والذي كان مناسبًا للعائلات.
في أوائل الثلاثينيات، انتقل توماس إلى شيكاغو، حيث عمل في محطات الإذاعة. أثناء عمله في الإذاعة، اكتسب توماس شعبية كبيرة، مما أدى إلى حصوله على عرض إذاعي خاص به.
مسيرته التلفزيونية
في عام 1953، بدأ توماس في بطولة مسلسله التلفزيوني “The Danny Thomas Show”. ركز العرض على حياة داني ويليامز، وهو كوميدي ناجح متزوج ولديه ثلاثة أطفال. كان العرض ناجحًا بشكل كبير، واستمر لمدة 11 موسمًا.
أثناء عرض “The Danny Thomas Show”، استمر توماس في القيام بعروض كوميدية في جميع أنحاء البلاد. كما ظهر في العديد من الأفلام، بما في ذلك “The Jazz Singer” (1952) و”I’ll Cry Tomorrow” (1955).
بعد انتهاء “The Danny Thomas Show”، استمر توماس في العمل في التلفزيون. ظهر في العديد من العروض التلفزيونية، بما في ذلك “The Andy Williams Show” و”The Ed Sullivan Show”. كما أنتج العديد من العروض التلفزيونية، بما في ذلك “The Mod Squad” و”The Dick Van Dyke Show”.
مستشفى القديس جود لبحوث الأطفال
ربما يكون أعظم إرث لداني توماس هو تأسيسه لمستشفى القديس جود لبحوث الأطفال. تأسس المستشفى في عام 1962 في ممفيس، تينيسي، وهو مخصص لعلاج الأطفال المصابين بالسرطان والأمراض المميتة الأخرى. تم تصميم المستشفى لتقديم رعاية مجانية للأطفال من جميع أنحاء العالم.
ألهمت رؤية توماس المستشفى كمركز بحثي رائد، يكرس جهوده لإيجاد علاجات وإنقاذ حياة الأطفال المصابين بالسرطان والأمراض الخطيرة الأخرى. كان يعتقد أن “لا طفل يجب أن يموت في شباب”. بفضل جهوده الدؤوبة، تمكن من جمع الأموال والتبرعات اللازمة لإنشاء المستشفى وتوسيعه على مر السنين.
لم يقتصر دور المستشفى على توفير العلاج والرعاية الطبية المتخصصة فحسب، بل قام أيضًا بإجراء أبحاث رائدة في مجالات علاج السرطان لدى الأطفال. ساهمت الاكتشافات العلمية التي تم تحقيقها في المستشفى في تحسين معدلات البقاء على قيد الحياة وتقليل المعاناة لدى الأطفال المصابين بالسرطان. يعمل المستشفى باستمرار على تطوير علاجات جديدة وأكثر فعالية لإنقاذ حياة الأطفال.
تمثل رؤية داني توماس في مستشفى القديس جود تجسيدًا لقيم العطاء والرحمة. لقد قدم المستشفى الدعم والرعاية لآلاف الأطفال وعائلاتهم على مر السنين، وأصبح رمزًا للأمل والشفاء. لا يزال المستشفى يلعب دورًا حيويًا في مكافحة السرطان والأمراض الخطيرة الأخرى لدى الأطفال، ويواصل مهمة توماس في إنقاذ الأرواح وتحسين حياة الأطفال في جميع أنحاء العالم.
أعماله الخيرية
بالإضافة إلى عمله في مستشفى القديس جود، كان توماس ناشطًا في العديد من الأعمال الخيرية الأخرى. شارك في جمع التبرعات للعديد من القضايا، بما في ذلك مكافحة الفقر والأمراض. كان توماس أيضًا مؤيدًا قويًا للتعليم، وقدم المنح الدراسية للطلاب المحتاجين.
كان توماس عضوًا نشطًا في العديد من المنظمات الخيرية، مثل الكنيسة المارونية الكاثوليكية. كان ملتزمًا بتعزيز القيم المسيحية والإنسانية في جميع أنحاء العالم.
لقد كان داني توماس مثالاً يحتذى به في الأعمال الخيرية، حيث استخدم شهرته وثروته لمساعدة الآخرين. ترك إرثًا دائمًا من الإحسان والرحمة، وأثرت جهوده في حياة الآلاف من الناس.
حياته الشخصية
تزوج داني توماس من روزيوسا “روز” أبيد في عام 1936. كان لديهما ثلاثة أطفال: ماري (ممثلة)، وتوني (منتج تلفزيوني)، وتيريزا.
كان توماس رجلًا متدينًا بشدة، وكان يمارس إيمانه الكاثوليكي الماروني بانتظام. كان يعتبر إيمانه هو القوة الدافعة وراء نجاحه في حياته المهنية والأعمال الخيرية.
كان توماس أيضًا معروفًا بحبه لعائلته. كان مخلصًا لزوجته وأطفاله، وكان يقضي الكثير من الوقت معهم. كان أيضًا صديقًا مقربًا للعديد من المشاهير، بما في ذلك بوب هوب وفرانك سيناترا.
وفاته
توفي داني توماس في 6 فبراير 1991، عن عمر يناهز 79 عامًا. دفن في مقبرة القديس فرنسيس في لوس أنجلوس، كاليفورنيا. تم تكريمه بالعديد من الجوائز، بما في ذلك نجمة في ممشى المشاهير في هوليوود وميدالية المواطنة الرئاسية.
بقي تراث داني توماس حيًا من خلال عمله في مستشفى القديس جود، بالإضافة إلى عمله في التلفزيون والأعمال الخيرية. يعتبر واحدًا من أكثر الشخصيات المحبوبة في تاريخ الترفيه الأمريكي، وسيبقى ذكراه خالدة في قلوب معجبيه.
خاتمة
كان داني توماس شخصية بارزة في الترفيه والأعمال الخيرية الأمريكية. اشتهر بكونه كوميديًا وممثلًا ناجحًا، بالإضافة إلى كونه فاعل خير مخلصًا. أسس مستشفى القديس جود لبحوث الأطفال، الذي أصبح مؤسسة رائدة في علاج السرطان لدى الأطفال. ترك توماس إرثًا دائمًا من خلال عمله في مجال الترفيه والخدمة الإنسانية، ولا يزال يُذكر كشخصية محبوبة ومؤثرة.
المراجع
- الموقع الرسمي لمستشفى القديس جود لبحوث الأطفال
- صفحة داني توماس على موقع IMDb
- سيرة داني توماس في موسوعة بريتانيكا
- موقع داني توماس التذكاري
“`