التأسيس والنشأة
في منتصف السبعينيات، كان المنتج الموسيقي فرانك فاريان يعمل على تسجيل أغنية بعنوان “Baby Do You Wanna Bump?”. بعد نجاح الأغنية في الأوساط المحلية، قرر فاريان تشكيل فرقة موسيقية لتقديم هذا النوع من الموسيقى على نطاق أوسع. وهكذا، تم تأسيس بوني إم في عام 1976. لم يكن فاريان نفسه جزءًا من الفريق الذي يظهر على المسرح، بل كان يقوم بالإنتاج وكتابة الأغاني في الاستوديو.
أعضاء الفرقة
تألفت الفرقة في الأصل من أربعة أعضاء رئيسيين:
- ليز ميتشل (Liz Mitchell): مغنية رئيسية من جامايكا، انضمت إلى الفرقة في عام 1976 وأصبحت الصوت النسائي الرئيسي فيها.
- مارسيا باريت (Marcia Barrett): مغنية من جامايكا، شاركت في الغناء الرئيسي والخلفي، وأضافت لمسة مميزة إلى صوت الفرقة.
- مايزي ويليامز (Maizie Williams): راقصة ومغنية من مونتسيرات، لعبت دورًا بارزًا في العروض المسرحية للفرقة.
- بوبي فاريل (Bobby Farrell): راقص ومنسق أغاني من أروبا، كان الوجه الذكوري للفرقة على المسرح، على الرغم من أن صوته لم يكن يظهر في التسجيلات الأصلية بشكل كبير.
تجدر الإشارة إلى أن فرانك فاريان كان يستخدم أصوات مغنيين آخرين في الاستوديو لتسجيل الأغاني، بينما كان أعضاء الفرقة يقدمون العروض المسرحية والتلفزيونية.
النجاح والشهرة العالمية
انطلقت بوني إم نحو النجومية بسرعة كبيرة. حققت أغانيهم نجاحًا ساحقًا في جميع أنحاء أوروبا، ثم امتد إلى بقية العالم. من بين أشهر أغانيهم:
- “Daddy Cool”
- “Sunny”
- “Ma Baker”
- “Belfast”
- “Rivers of Babylon”
- “Rasputin”
- “Mary’s Boy Child / Oh My Lord”
تميزت هذه الأغاني بإيقاعاتها الراقصة وألحانها الجذابة، بالإضافة إلى كلمات بسيطة وسهلة الحفظ. كانت عروضهم المسرحية مليئة بالطاقة والحيوية، مما جعلهم من أبرز الفرق الموسيقية في عصر الديسكو.
الألبومات
أصدرت بوني إم عددًا من الألبومات الناجحة، من بينها:
- Take the Heat Off Me (1976): الألبوم الأول للفرقة، والذي تضمن أغاني مثل “Daddy Cool” و “Sunny”.
- Love for Sale (1977): تضمن الألبوم أغاني مثل “Ma Baker” و “Belfast”.
- Nightflight to Venus (1978): يعتبر هذا الألبوم من أنجح ألبومات الفرقة، وتضمن أغاني مثل “Rivers of Babylon” و “Rasputin”.
- Oceans of Fantasy (1979): تضمن الألبوم أغاني مثل “Gotta Go Home” و “El Lute”.
- Boonoonoonoos (1981): ألبوم حاول استكشاف أنماط موسيقية مختلفة.
الخلافات والتغييرات في التشكيلة
لم تخل مسيرة بوني إم من الخلافات والتغييرات في التشكيلة. في أواخر الثمانينيات، بدأت الخلافات تظهر بين الأعضاء والمنتج فرانك فاريان، مما أدى إلى مغادرة بعض الأعضاء وتشكيل فرق أخرى تحمل اسم بوني إم. استمرت هذه الخلافات لسنوات، وتسببت في إضعاف مكانة الفرقة.
الإرث والتأثير
على الرغم من الخلافات والتغييرات في التشكيلة، تركت بوني إم بصمة واضحة في تاريخ الموسيقى. تعتبر أغانيهم من كلاسيكيات الديسكو، ولا تزال تحظى بشعبية كبيرة حتى اليوم. ألهمت بوني إم العديد من الفنانين والموسيقيين، وساهمت في انتشار موسيقى الديسكو والفانك في جميع أنحاء العالم.
استمرار الفرقة بعد الانفصال
بعد الانفصال عن المنتج فرانك فاريان، استمر العديد من أعضاء الفرقة الأصلية في تقديم عروض تحت اسم بوني إم، مع تشكيلات مختلفة. أدى هذا إلى وجود عدة فرق تحمل نفس الاسم، مما أثار بعض الارتباك بين الجمهور. ومع ذلك، استمرت هذه الفرق في تقديم أغاني بوني إم الكلاسيكية في الحفلات والمناسبات المختلفة.
بوبي فاريل: الشخصية الجدلية
كان بوبي فاريل شخصية محورية في بوني إم، وذلك بفضل حضوره المسرحي المتميز وطاقته العالية. ومع ذلك، فقد أثيرت حوله بعض الجدالات، حيث تبين أنه لم يكن يغني في التسجيلات الأصلية، بل كان يقوم فقط بالرقص والتمثيل على المسرح. على الرغم من ذلك، فقد كان فاريل جزءًا لا يتجزأ من صورة الفرقة ونجاحها.
الأغاني في الأفلام والإعلانات
تم استخدام العديد من أغاني بوني إم في الأفلام والإعلانات التلفزيونية، مما ساهم في الحفاظ على شعبيتها عبر الأجيال. ظهرت أغانيهم في أفلام كوميدية ودرامية وأفلام حركة، مما أكد على قدرتها على التكيف مع مختلف السياقات والأجواء.
بوني إم في الثقافة الشعبية
أصبحت بوني إم جزءًا من الثقافة الشعبية، حيث يتم تذكرهم كرمز لعصر الديسكو. تتميز أغانيهم بقدرتها على إثارة الحنين إلى الماضي وإضفاء جو من المرح والبهجة. لا تزال أغانيهم تُذاع على نطاق واسع في الإذاعات ومحطات التلفزيون، وتُستخدم في الحفلات والمناسبات الاجتماعية.
الجوائز والتكريمات
خلال مسيرتهم الفنية، حصلت بوني إم على العديد من الجوائز والتكريمات، تقديرًا لمساهمتهم في عالم الموسيقى. على الرغم من أنهم لم يحصلوا على جوائز جرامي، إلا أنهم حققوا مبيعات قياسية وحصلوا على العديد من الجوائز البلاتينية والذهبية في مختلف البلدان.
خاتمة
بوني إم هي فرقة ألمانية تركت بصمة لا تُمحى في عالم الموسيقى. بفضل إيقاعاتها الراقصة وألحانها الجذابة، استطاعت الفرقة أن تحقق نجاحًا عالميًا واسعًا وأن تصبح واحدة من أبرز فرق الديسكو في التاريخ. على الرغم من الخلافات والتغييرات في التشكيلة، لا تزال أغاني بوني إم تحظى بشعبية كبيرة حتى اليوم، وتُعتبر من كلاسيكيات الديسكو الخالدة.