تاريخ التطوير
بدأ تطوير بندقية آر تي-20 في منتصف التسعينيات، خلال فترة صراع الاستقلال الكرواتي. في تلك الفترة، كان الجيش الكرواتي بحاجة إلى سلاح قوي يمكنه التعامل مع التهديدات المدرعة التي يواجهونها. نتيجة لذلك، قامت شركة ميتاليك بتصميم هذه البندقية لتلبية هذه الحاجة الملحة.
كانت الفكرة الرئيسية وراء تصميم آر تي-20 هي توفير سلاح قادر على اختراق الدروع وتدمير الأهداف على مسافات بعيدة. تم اختيار عيار 20 ملم نظرًا لقدرته على حمل رأس حربي كبير يوفر قوة تدميرية عالية. كما أن تصميم البولبوب يسمح بالحفاظ على طول إجمالي قصير للسلاح مع الحفاظ على طول ماسورة مناسب لإطلاق الرصاصة.
التصميم والميزات
تتميز بندقية آر تي-20 بتصميم بولبوب، حيث تقع آلية الإطلاق والمخزن خلف الزناد. هذا التصميم يقلل من الطول الإجمالي للسلاح، مما يجعله أكثر سهولة في المناورة في الأماكن الضيقة. ومع ذلك، فإن تصميم البولبوب يضع مركز الثقل بالقرب من كتف الرامي، مما قد يؤثر على التوازن.
من أبرز ميزات آر تي-20:
- العيار: 20 × 110 ملم، مما يوفر قوة تدميرية كبيرة.
- التصميم: بولبوب، يوفر طولًا إجماليًا قصيرًا.
- الوزن: يبلغ وزن البندقية حوالي 19.2 كجم، مما يجعلها ثقيلة نسبيًا.
- المدى: يبلغ المدى الفعال حوالي 1800 متر.
- الآلية: تعمل بنظام الارتداد القصير.
- المخزن: يتسع لطلقة واحدة (بسبب حجم الذخيرة).
تشتمل البندقية على مكبح فوهة كبير لتقليل الارتداد، وهو أمر ضروري نظرًا لقوة الذخيرة المستخدمة. كما أنها مجهزة بمنظار بصري لزيادة دقة التصويب على المسافات البعيدة. غالبًا ما يتم تركيب حامل ثلاثي القوائم لتوفير الاستقرار أثناء الإطلاق، نظرًا لوزن البندقية الكبير.
الذخيرة
تستخدم آر تي-20 ذخيرة عيار 20 × 110 ملم، وهي ذخيرة مصممة خصيصًا لهذا السلاح. تتضمن الذخيرة رأسًا حربيًا شديد الانفجار، قادرًا على إحداث أضرار جسيمة في الأهداف المدرعة. تم تصميم هذه الذخيرة لتدمير الأهداف الهامة مثل الدبابات والمركبات المدرعة الخفيفة، بالإضافة إلى تدمير التحصينات والملاجئ.
يعني استخدام طلقة واحدة في كل مرة (بسبب حجمها) أن معدل إطلاق النار منخفض نسبيًا. ومع ذلك، فإن القوة التدميرية للطلقة تعوض عن هذا النقص. يمكن للرامي أن يختار بعناية الأهداف التي تستحق الإطلاق عليها، مما يزيد من فعالية البندقية في ساحة المعركة.
الاستخدام والعمليات
شهدت بندقية آر تي-20 استخدامًا محدودًا في العمليات القتالية، بشكل أساسي خلال حرب الاستقلال الكرواتية. نظرًا لقدرتها على اختراق الدروع وتدمير الأهداف على مسافات بعيدة، كانت مفيدة في التعامل مع الأهداف المدرعة التي يواجهها الجيش الكرواتي. ومع ذلك، نظرًا لوزنها الكبير وتعقيدها، لم يتم اعتمادها على نطاق واسع.
كانت آر تي-20 فعالة بشكل خاص في المهام التي تتطلب تدمير الأهداف الثابتة، مثل تحطيم المركبات المدرعة أو تعطيل التحصينات. ومع ذلك، لم تكن مناسبة للاشتباكات القتالية السريعة أو القتالية القريبة نظرًا لبطء معدل إطلاق النار. تم استخدام البندقية من قبل وحدات مختارة من الجيش الكرواتي، وعادةً ما كانت تعمل كجزء من فريق مكون من شخصين: رامٍ ومساعد.
المميزات والعيوب
المميزات:
- قوة تدميرية عالية: قادرة على تدمير الأهداف المدرعة.
- المدى الفعال: يمكنها الاشتباك مع الأهداف على مسافات بعيدة.
- تصميم البولبوب: يوفر طولًا إجماليًا قصيرًا نسبيًا.
العيوب:
- الوزن: ثقيلة جدًا، مما يجعلها صعبة الحمل والتنقل.
- معدل إطلاق النار: منخفض جدًا بسبب تصميم الطلقة الواحدة.
- الارتداد: كبير، على الرغم من وجود مكبح فوهة.
- التعقيد: تصميم معقد يتطلب صيانة متخصصة.
المقارنة مع الأسلحة الأخرى
عند مقارنتها بالأسلحة المضادة للمواد الأخرى، فإن آر تي-20 لديها بعض المزايا والعيوب. على سبيل المثال، بالمقارنة مع قاذفات الصواريخ المضادة للدبابات المحمولة على الكتف، مثل “إف جي إم-148 جافلن” (FGM-148 Javelin)، فإن آر تي-20 توفر مدى أطول وربما تكون أكثر دقة. ومع ذلك، فإن قاذفات الصواريخ أكثر مرونة، حيث يمكن إطلاقها بسهولة أكبر والتعامل معها من قبل فرد واحد.
بالمقارنة مع البنادق المضادة للمواد الأخرى، مثل “باريت إم82” (Barrett M82)، فإن آر تي-20 تتميز بقوة تدميرية أكبر بسبب عيارها الأكبر. ومع ذلك، فإن الباريت أخف وزنًا وأسهل في الاستخدام. تعتمد الأفضلية بين هذه الأسلحة على طبيعة المهمة والأهداف المراد الاشتباك معها.
التصميم والإنتاج
تم تصميم آر تي-20 في كرواتيا من قبل شركة ميتاليك. تم التركيز على استخدام المكونات المتاحة، مما ساهم في سرعة الإنتاج. كانت عملية الإنتاج محدودة إلى حد كبير، نظرًا لقلة الطلب على هذا النوع من الأسلحة بعد انتهاء حرب الاستقلال الكرواتية. لا يزال عدد قليل من هذه البنادق قيد التشغيل في الخدمة الكرواتية.
تم تصميم السلاح ليكون سهل الاستخدام نسبيًا، على الرغم من تعقيد آلية الإطلاق. يتطلب التشغيل تدريبًا متخصصًا لضمان الاستخدام الفعال والآمن. غالبًا ما كان يتم تدريب الرماة على استخدام البندقية كجزء من فريق مكون من شخصين، مما يسمح لهم بمشاركة عبء الوزن وتوفير الدعم المتبادل.
المستقبل
يبدو أن مستقبل آر تي-20 محدود. نظرًا لوزنها الكبير ومعدل إطلاق النار المنخفض، فإنها ليست مناسبة لساحات القتال الحديثة المتغيرة بسرعة. ومع ذلك، يمكن أن تكون فعالة في المهام المتخصصة التي تتطلب قوة تدميرية عالية على مسافات بعيدة. من المحتمل أن يستمر استخدامها من قبل القوات المسلحة الكرواتية في الأدوار المحدودة.
مع تطور التكنولوجيا العسكرية، من المرجح أن تحل الأسلحة الأكثر تطوراً محل آر تي-20. قد تشمل هذه الأسلحة بنادق مضادة للمواد أخف وزنًا وأكثر مرونة، أو أنظمة صواريخ موجهة بدقة. على الرغم من ذلك، فإن آر تي-20 تظل قطعة مهمة من التاريخ العسكري الكرواتي، وتذكرنا بالحاجة إلى حلول مبتكرة خلال فترات الصراع.
خاتمة
بندقية آر تي-20 هي سلاح فريد من نوعه يمثل تصميمًا كرواتيًا مضادًا للمواد تم تطويره خلال حرب الاستقلال الكرواتية. على الرغم من قوتها التدميرية الهائلة والمدى الفعال، إلا أن وزنها الكبير ومعدل إطلاق النار المنخفض يحدان من استخدامها. ومع ذلك، فإنها تظل مثالًا على الابتكار العسكري في ظل ظروف صعبة، وتجسد الحاجة إلى حلول سريعة وعملية خلال فترة صراع.