حياته المبكرة وتعليمه
ولد ويليام أ. تيلر في تورنتو، كندا، عام 1929. حصل على درجة البكالوريوس في العلوم التطبيقية (B.A.Sc.) في الهندسة الفيزيائية من جامعة تورنتو عام 1952. ثم تابع دراساته العليا في جامعة تورنتو، وحصل على درجة الماجستير في العلوم التطبيقية (M.A.Sc.) في علم المعادن عام 1953، ودكتوراه في الفلسفة (Ph.D.) في الفيزياء الهندسية عام 1955. كان تركيزه المبكر في البحث على سلوك المواد عند درجات الحرارة العالية وعمليات التجمد.
مسيرته الأكاديمية
بعد الانتهاء من الدكتوراه، انضم تيلر إلى مختبرات أبحاث وستنجهاوس كعالم أبحاث، حيث عمل على مجموعة متنوعة من المشاكل المتعلقة بالمواد. في عام 1964، انضم إلى هيئة التدريس في جامعة ستانفورد كأستاذ مشارك في علوم وهندسة المواد. تمت ترقيته إلى أستاذ كامل في عام 1968 وظل في ستانفورد حتى تقاعده في عام 1999.
خلال فترة وجوده في ستانفورد، أشرف تيلر على العديد من طلاب الدراسات العليا وأجرى أبحاثًا واسعة النطاق في مجموعة متنوعة من المجالات، بما في ذلك:
- تصلب التجمد: دراسة كيفية تجمد المعادن والسبائك، وكيف تؤثر هذه العملية على البنية المجهرية والخصائص الميكانيكية للمادة.
- علم الحركة الحرارية: دراسة التفاعلات الحرارية بين المواد المختلفة، وتطبيقاتها في معالجة المواد.
- تأثيرات الحقول الكهربائية والمغناطيسية على العمليات الفيزيائية والكيميائية: بحث في كيفية تأثير الحقول الكهربائية والمغناطيسية على العمليات مثل التبلور والانتشار والتركيب الكيميائي.
مساهماته العلمية
كان ويليام تيلر عالمًا غزير الإنتاج، نشر أكثر من 300 ورقة بحثية في مجلات علمية محكمة. كان له تأثير كبير على مجال علم المواد، وخاصة في مجال تصلب التجمد. ساهم عمله في فهم كيفية التحكم في بنية المواد وخصائصها من خلال التحكم في عملية التجمد. وقد أدت أبحاثه أيضًا إلى تطوير تقنيات جديدة لمعالجة المواد، مثل استخدام الحقول الكهربائية والمغناطيسية لتعديل بنية المواد.
بالإضافة إلى عمله في مجال علم المواد، كان تيلر مهتمًا أيضًا باستكشاف مجالات جديدة من البحث، بما في ذلك علم النفس الفيزيائي والطب التكميلي. بدأ في دراسة هذه المجالات في الثمانينيات، وأجرى عددًا من التجارب التي تهدف إلى التحقيق في تأثير الوعي البشري على العمليات الفيزيائية. أثارت هذه الأبحاث جدلاً كبيرًا، حيث اعتبرها البعض غير علمية وتفتقر إلى الأدلة التجريبية الصارمة.
الجدل والانتقادات
أثارت أبحاث تيلر في علم النفس الفيزيائي والطب التكميلي جدلاً واسعاً. شكك العديد من العلماء في صحة منهجيته واستنتاجاته، زاعمين أنها تفتقر إلى الأدلة التجريبية الصارمة وتعتمد على تفسيرات ذاتية وغير قابلة للتكرار. كما انتقد البعض استخدامه للمفاهيم والمصطلحات العلمية لوصف الظواهر التي لا يمكن تفسيرها بسهولة من خلال العلم التقليدي.
على الرغم من الانتقادات، دافع تيلر عن عمله، مؤكدًا أنه كان يتبع منهجًا علميًا صارمًا وأنه كان يسعى إلى استكشاف حدود المعرفة العلمية. جادل بأن العلم التقليدي غالبًا ما يكون محدودًا في قدرته على فهم الظواهر المعقدة، وأنه من المهم الانفتاح على طرق جديدة للتفكير والبحث.
أبحاث علم النفس الفيزيائي والطب التكميلي
في أواخر حياته المهنية، وجه تيلر اهتمامه نحو دراسة الظواهر التي تقع خارج نطاق العلم التقليدي، مثل تأثير الوعي البشري على العمليات الفيزيائية والكيميائية. أجرى تجارب تهدف إلى التحقيق في تأثير “النية” على خصائص الماء ومواد أخرى. زعم أن التجارب أظهرت أن النية الواعية يمكن أن تغير الخصائص الفيزيائية للمادة، وهو ما أثار جدلاً واسعاً في المجتمع العلمي.
كما استكشف تيلر مفهوم “المادة الأثيرية”، وهو مفهوم مثير للجدل يشير إلى وجود مستوى من الواقع يتجاوز المادة والطاقة المادية. جادل بأن هذا المستوى من الواقع يمكن أن يكون له تأثير على العمليات الفيزيائية والكيميائية، وأنه يمكن استخدامه لشرح الظواهر التي لا يمكن تفسيرها من خلال العلم التقليدي.
عمل تيلر في هذا المجال تضمن دراسة ما أسماه “الأجهزة القصدية”، وهي الأجهزة التي يُزعم أنها تتأثر بنوايا الإنسان. زعم أن هذه الأجهزة يمكن أن تحدث تغييرات قابلة للقياس في بيئتها، حتى عن بعد. وقد نشر عدة كتب ومقالات حول هذه الموضوعات، ولكنها قوبلت في الغالب بالتشكيك من قبل المجتمع العلمي السائد.
مؤلفاته
نشر ويليام أ. تيلر عددًا من الكتب والمقالات حول علم المواد وعلم النفس الفيزيائي والطب التكميلي، بما في ذلك:
- The Science of Crystallization: Microscopic Interfacial Phenomena (Cambridge University Press, 1991)
- Science and Human Transformation: Subtle Energies, Intentionality and Consciousness (Pavior Publishing, 1997)
- Conscious Acts of Creation: The Emergence of a New Physics (Pavior Publishing, 2001)
جوائز وتكريمات
حصل ويليام أ. تيلر على العديد من الجوائز والتكريمات طوال حياته المهنية، بما في ذلك:
- زمالة جمعية المعادن الأمريكية (American Society for Metals)
- جائزة Hume-Rothery من معهد المعادن والمواد والتعدين (Institute of Materials, Minerals and Mining)
حياته الشخصية
تزوج ويليام أ. تيلر من لويز تيلر، وأنجبا معًا أربعة أطفال. كان لديه اهتمام قوي بالطبيعة والفنون، وكان يستمتع بالمشي لمسافات طويلة والرسم.
وفاته
توفي ويليام أ. تيلر في 7 فبراير 2022 في سكوتسديل، أريزونا، عن عمر يناهز 92 عامًا. ترك وراءه إرثًا من المساهمات العلمية الهامة، فضلاً عن إرث من الجدل والإثارة للجدل.
خاتمة
كان ويليام أ. تيلر عالمًا بارزًا في مجال علم المواد، قدم مساهمات كبيرة في فهم تصلب التجمد وتأثيرات الحقول الكهربائية والمغناطيسية على العمليات الفيزيائية والكيميائية. في وقت لاحق من حياته المهنية، انخرط في البحث في مجالات مثيرة للجدل مثل علم النفس الفيزيائي والطب التكميلي، مما أثار جدلاً واسعاً في المجتمع العلمي. على الرغم من الانتقادات، دافع تيلر عن عمله، مؤكدًا أنه كان يسعى إلى استكشاف حدود المعرفة العلمية.