تأسيس وتنظيم الفرقة
تأسست الفرقة الثالثة والعشرون في سبتمبر 1914، كجزء من الجيش الجديد الذي شكله وزير الحرب اللورد كتشنر. كان الهدف من إنشاء هذا الجيش هو توسيع القوات البريطانية استعدادًا للحرب العالمية الأولى. تكونت الفرقة في البداية من مجندين من مقاطعات نورثمبريا، بما في ذلك نورثمبرلاند ودرهام. تم تنظيم الفرقة حول ثلاثة ألوية مشاة، كل منها يتألف من أربعة كتائب.
- اللواء 68: كتيبة واحدة من فوج دورهام الخفيف، وكتيبة واحدة من فوج نورثمبرلاند الملكي، وكتيبتان من فوج يوركشاير.
- اللواء 69: أربع كتائب من فوج نورثمبرلاند الملكي.
- اللواء 70: أربع كتائب من فوج دورهام الخفيف.
بالإضافة إلى ألوية المشاة، تضمنت الفرقة أيضًا وحدات دعم متنوعة، بما في ذلك مدفعية الميدان، والمهندسين الملكيين، وسلاح الإشارة. تم تجهيز الفرقة بالأسلحة والمعدات القياسية للجيش البريطاني في ذلك الوقت، بما في ذلك البنادق والمدافع الرشاشة والمدافع الميدانية.
التدريب والاستعدادات للحرب العالمية الأولى
بعد تشكيلها، بدأت الفرقة في التدريب المكثف استعدادًا للحرب. تم التركيز على التدريب الأساسي للمشاة، بما في ذلك المشي، وإطلاق النار، والقتال القريب. كما تم تدريب الجنود على استخدام الأسلحة والمعدات المتخصصة. استمر التدريب لعدة أشهر، حتى أصبحت الفرقة جاهزة للانتشار في الخارج.
في عام 1915، تم إرسال الفرقة الثالثة والعشرون إلى فرنسا، حيث انضمت إلى الجيش البريطاني على الجبهة الغربية. شاركت الفرقة في عدد من المعارك الكبرى، بما في ذلك معركة السوم ومعركة إيبر. أثبتت الفرقة شجاعتها وتصميمها في مواجهة الأعداء، على الرغم من الخسائر الفادحة.
المشاركة في الحرب العالمية الثانية
أعيد تشكيل الفرقة الثالثة والعشرون في عام 1939، مع بداية الحرب العالمية الثانية. في هذه المرة، تم تجنيد أفراد الفرقة من منطقة شمال إنجلترا، ولكن أيضًا من مناطق أخرى في المملكة المتحدة. تلقت الفرقة تدريبًا إضافيًا استعدادًا للقتال في أوروبا. في عام 1940، تم إرسال الفرقة إلى فرنسا كجزء من القوة الاستطلاعية البريطانية.
شاركت الفرقة في القتال ضد القوات الألمانية الغازية. في مايو 1940، شاركت الفرقة في معركة فرنسا. على الرغم من شجاعة الجنود، إلا أن الفرقة عانت من خسائر فادحة في القتال، واضطرت إلى التراجع. تم إجلاء معظم أفراد الفرقة من فرنسا خلال عملية دينامو (إخلاء دونكيرك). بعد عودتها إلى بريطانيا، تم حل الفرقة في وقت لاحق من عام 1940.
العمليات والواجبات خلال الحرب العالمية الثانية
خلال فترة وجودها القصيرة في الحرب العالمية الثانية، قامت الفرقة الثالثة والعشرون ببعض المهام والعمليات الهامة. كانت الفرقة جزءًا من القوة الاستطلاعية البريطانية التي تم إرسالها إلى فرنسا في عام 1939. كان من المفترض أن تساعد هذه القوة في الدفاع عن فرنسا ضد الغزو الألماني المحتمل.
عندما بدأت ألمانيا في غزو فرنسا في مايو 1940، شاركت الفرقة في القتال. قاتلت الفرقة بشجاعة في محاولة لإبطاء التقدم الألماني. ومع ذلك، كانت القوات الألمانية متفوقة في العدد والعتاد، واضطرت الفرقة إلى التراجع. شاركت الفرقة في عملية الإخلاء من دونكيرك، حيث تم إجلاء آلاف الجنود البريطانيين والحلفاء إلى بريطانيا.
بعد عودتها إلى بريطانيا، تم حل الفرقة في وقت لاحق من عام 1940. على الرغم من فترة خدمتها القصيرة، إلا أن الفرقة الثالثة والعشرون تركت بصمة واضحة في التاريخ العسكري البريطاني. شاركت الفرقة في بعض المعارك الأكثر أهمية في الحرب العالمية الثانية، وأظهر جنودها شجاعة وتصميمًا في مواجهة العدو.
الأحداث البارزة
شاركت الفرقة الثالثة والعشرون في عدد قليل من الأحداث البارزة خلال وجودها القصير.
- معركة فرنسا: كانت الفرقة جزءًا من القوات البريطانية التي شاركت في معركة فرنسا في عام 1940. قاتلت الفرقة بشجاعة، ولكنها تكبدت خسائر فادحة في القتال ضد القوات الألمانية المتقدمة.
- عملية الإخلاء من دونكيرك: شاركت الفرقة في عملية الإخلاء من دونكيرك، والتي شهدت إجلاء آلاف الجنود البريطانيين والحلفاء إلى بريطانيا. لعبت الفرقة دورًا في تأمين بعض المناطق التي تم منها الإخلاء.
على الرغم من فترة خدمتها القصيرة، تركت الفرقة الثالثة والعشرون بصمة واضحة في التاريخ العسكري البريطاني. كان الجنود الذين خدموا في الفرقة يمثلون قيم الشجاعة والتصميم. تعتبر الفرقة مثالًا على التضحية التي قدمها الجنود البريطانيون خلال الحرب العالمية الثانية.
التراث والإرث
على الرغم من حل الفرقة في عام 1940، إلا أن إرثها لا يزال حيًا حتى اليوم. يتم تذكر الفرقة وشجاعة جنودها من خلال العديد من النصب التذكارية والاحتفالات. تعتبر الفرقة الثالثة والعشرون رمزًا للشجاعة والتضحية التي قدمها الجنود البريطانيون خلال الحرب العالمية الثانية.
توجد العديد من الجمعيات والمؤسسات التي تحتفي بذكرى الفرقة. تنظم هذه الجمعيات فعاليات وندوات لتثقيف الجمهور حول تاريخ الفرقة ودورها في الحرب. بالإضافة إلى ذلك، يتم الاحتفاظ بسجلات الفرقة في العديد من المتاحف والمكتبات، مما يسمح للباحثين والمهتمين بالتعرف على تاريخ الفرقة بشكل مفصل.
التأثير على المجتمع
كان للفرقة الثالثة والعشرون تأثير كبير على المجتمع البريطاني. لقد ساهمت الفرقة في تعبئة المجتمع بأكمله للمجهود الحربي. كان الشباب الذين انضموا إلى الفرقة يمثلون قيم الوطنية والواجب، وألهموا الآخرين للانضمام إلى الجيش والمساهمة في الحرب. ساهمت الفرقة أيضًا في توحيد المجتمع البريطاني في مواجهة التحديات التي فرضتها الحرب.
بعد الحرب، ساهم قدامى المحاربين في الفرقة في إعادة بناء المجتمع البريطاني. لقد استخدموا المهارات التي اكتسبوها في الحرب لبناء مجتمع أفضل، وشغلوا مناصب قيادية في مختلف المجالات. تعتبر قصة الفرقة الثالثة والعشرون قصة ملهمة عن الشجاعة والتضحية والوحدة، وهي جزء مهم من التاريخ البريطاني.
الفرق الأخرى التي حملت الرقم 23
بالإضافة إلى الفرقة الثالثة والعشرون (نورثمبريا)، كان هناك وحدات أخرى في الجيش البريطاني حملت الرقم 23، بما في ذلك:
- اللواء 23: لواء مشاة في الجيش البريطاني خلال الحرب العالمية الأولى.
- كتيبة المدفعية الميدانية 23: وحدة مدفعية في الجيش البريطاني خلال الحرب العالمية الثانية.
- وحدات أخرى: كانت هناك أيضًا وحدات أصغر تحمل الرقم 23 في مختلف فروع الجيش البريطاني.
من المهم التمييز بين الفرقة الثالثة والعشرون (نورثمبريا) والوحدات الأخرى التي حملت الرقم 23. كانت الفرقة الثالثة والعشرون وحدة مشاة رئيسية شاركت في الحرب العالمية الثانية، بينما كانت الوحدات الأخرى أصغر حجمًا وتخصصت في مهام أخرى.
خاتمة
الفرقة الثالثة والعشرون (نورثمبريا) كانت فرقة مشاة بريطانية قاتلت بشجاعة في معركة فرنسا خلال الحرب العالمية الثانية. على الرغم من أن فترة خدمتها كانت قصيرة، إلا أنها تركت بصمة مهمة في التاريخ العسكري البريطاني. يذكرنا إرث الفرقة بالتضحيات التي قدمها الجنود البريطانيون خلال الحرب، ويؤكد على قيم الشجاعة والوحدة. كانت الفرقة الثالثة والعشرون مثالاً على الروح القتالية والتصميم التي ميزت القوات البريطانية خلال فترة الحرب.