خلفية تاريخية
في أوائل القرن العشرين، كانت الهند تحت الحكم البريطاني المباشر. أدت سياسات الإمبراطورية البريطانية إلى استياء واسع النطاق بين الهنود. كانت هناك حركات مختلفة تطالب بالاستقلال الذاتي أو الحكم الذاتي، ولكن معظمها كانت سلمية. ومع ذلك، كان هناك أيضًا عدد قليل من الجماعات الثورية التي آمنت باستخدام العنف لتحقيق الاستقلال.
كانت البنغال في طليعة هذه الحركات الثورية. شهدت المنطقة عددًا من الحوادث التي أدت إلى زيادة التوتر بين الهنود والبريطانيين. كان تقسيم البنغال عام 1905، والذي قسم المقاطعة على أسس دينية، أحد هذه الأحداث التي أثارت غضبًا واسع النطاق وأدت إلى ظهور حركات مناهضة للبريطانيين.
في هذا المناخ السياسي المتوتر، ظهر فيلق متطوعي البنغال كمنظمة ثورية تهدف إلى استخدام القوة لإنهاء الحكم البريطاني.
التأسيس والأهداف
تأسس فيلق متطوعي البنغال في عام 1928 على يد سوبهاش تشاندرا بوس وهيم شاندرا كانونجو. كان بوس شخصية بارزة في المؤتمر الوطني الهندي، لكنه كان يعتقد أن النضال السلمي وحده لن يكون كافيًا لتحقيق الاستقلال. كان كانونجو ثوريًا متمرسًا تدرب على استخدام الأسلحة والمتفجرات في أوروبا.
كان الهدف الرئيسي للفيلق هو طرد الحكم البريطاني من الهند. آمن الفيلق بأن الطريقة الوحيدة لتحقيق ذلك هي استخدام القوة. كان الفيلق يهدف إلى تنظيم الشباب البنغاليين وتدريبهم على استخدام الأسلحة والمتفجرات، ثم شن هجمات على المسؤولين البريطانيين والمؤسسات الحكومية.
بالإضافة إلى ذلك، سعى الفيلق إلى:
- إلهام حركة ثورية في جميع أنحاء الهند.
- إظهار أن الحكم البريطاني لم يكن منيعًا.
- تحقيق الاستقلال الكامل للهند.
الأنشطة والعمليات
نفذ فيلق متطوعي البنغال عددًا من العمليات الجريئة ضد الحكم البريطاني. شملت هذه العمليات:
- غارة ترسانة شيتاغونغ (Chittagong Armoury Raid) عام 1930: كانت هذه العملية واحدة من أشهر عمليات فيلق متطوعي البنغال. في 18 أبريل 1930، قاد مجموعة من الثوار بقيادة سوريا سين، المعروف أيضًا باسم ماستردا، غارة على ترسانة الشرطة والوحدات المساعدة في شيتاغونغ (الآن في بنغلاديش). كان الهدف هو الاستيلاء على الأسلحة والذخيرة لاستخدامها في انتفاضة مسلحة ضد الحكم البريطاني. على الرغم من نجاحهم في الاستيلاء على الترسانة، لم يتمكن الثوار من إشعال الانتفاضة المخطط لها وتم القبض عليهم أو قتلهم في نهاية المطاف.
- اغتيال حكام المقاطعات: نفذ الفيلق عددًا من الاغتيالات ضد المسؤولين البريطانيين. في عام 1932، اغتال بينائي باسو وبادل جوبتا ودينيش جوبتا المفتش العام للسجون في البنغال، العقيد ن.س. سيمبسون.
- هجمات على المباني الحكومية: شن الفيلق هجمات على المباني الحكومية في محاولة لتعطيل الإدارة البريطانية.
كانت هذه العمليات تهدف إلى إظهار أن الحكم البريطاني لم يكن منيعًا وأن الهنود كانوا على استعداد للقتال من أجل استقلالهم. على الرغم من أن هذه العمليات لم تنجح في طرد البريطانيين من الهند على الفور، إلا أنها ساهمت في إلهام حركة الاستقلال الهندية الأوسع.
الشخصيات البارزة
لعب العديد من الأفراد البارزين دورًا حيويًا في فيلق متطوعي البنغال، ومن بينهم:
- سوبهاش تشاندرا بوس: أحد مؤسسي الفيلق وشخصية بارزة في حركة الاستقلال الهندية. لعب دورًا حاسمًا في تشكيل أيديولوجية الفيلق وتجنيد الأعضاء.
- هيم شاندرا كانونجو: المؤسس المشارك للفيلق وخبير في الأسلحة والمتفجرات. قام بتدريب أعضاء الفيلق على استخدام الأسلحة والمتفجرات.
- سوريا سين (ماستردا): قاد غارة ترسانة شيتاغونغ. كان شخصية محترمة بين الثوار.
- بينائي باسو، وبادل جوبتا، ودينيش جوبتا: اغتالوا المفتش العام للسجون في البنغال، العقيد ن.س. سيمبسون.
- كالياني داس: ناشطة بارزة في الفيلق وشاركت في العديد من الأنشطة السرية.
- بينا داس: شاركت في محاولة اغتيال حاكم البنغال، ستانلي جاكسون.
القمع والتأثير
واجه فيلق متطوعي البنغال قمعًا شديدًا من قبل الحكومة البريطانية. تم اعتقال العديد من أعضاء الفيلق وسجنهم أو قتلهم. ومع ذلك، استمر الفيلق في العمل سرا حتى الاستقلال الهندي عام 1947.
على الرغم من أن فيلق متطوعي البنغال لم ينجح في طرد البريطانيين من الهند على الفور، إلا أنه لعب دورًا مهمًا في حركة الاستقلال الهندية. ساهمت أنشطة الفيلق في إلهام حركة الاستقلال الهندية الأوسع وأظهرت أن الهنود كانوا على استعداد للقتال من أجل استقلالهم. بالإضافة إلى ذلك، ساعد الفيلق في تعزيز الشعور بالوحدة الوطنية بين الهنود.
لقد ألهمت تضحيات أعضاء فيلق متطوعي البنغال أجيالًا من الهنود وما زالت تلهمهم حتى اليوم. يُنظر إليهم على أنهم أبطال قاتلوا من أجل حرية الهند واستقلالها.
خاتمة
كان فيلق متطوعي البنغال منظمة ثورية سرية لعبت دورًا هامًا في حركة الاستقلال الهندية. على الرغم من أن الفيلق واجه قمعًا شديدًا من قبل الحكومة البريطانية، إلا أنه استمر في العمل سرا حتى الاستقلال الهندي عام 1947. ساهمت أنشطة الفيلق في إلهام حركة الاستقلال الهندية الأوسع وأظهرت أن الهنود كانوا على استعداد للقتال من أجل استقلالهم. يُنظر إلى أعضاء الفيلق على أنهم أبطال قاتلوا من أجل حرية الهند واستقلالها.