الجغرافيا والموقع
تقع محافظة ماليكو في الجزء الشمالي من منطقة أراوكانيا، وتمتد على مساحة تقدر بحوالي 13,433 كيلومتر مربع. تحدها من الشمال منطقة بيو بيو، ومن الشرق الأرجنتين، ومن الجنوب محافظة كوتين، ومن الغرب محافظة أروكو.
تتميز تضاريس المحافظة بتنوعها، حيث تتضمن سهولًا خصبة، وسلاسل جبلية وعرة، وبحيرات وأنهار جليدية. تلعب جبال الأنديز دورًا هامًا في تشكيل المناخ والجغرافيا في الجزء الشرقي من المحافظة.
المناخ
يسود محافظة ماليكو مناخ معتدل رطب، يتميز بصيف دافئ وجاف وشتاء بارد وممطر. تتراوح درجات الحرارة في الصيف بين 20 و 30 درجة مئوية، بينما تتراوح في الشتاء بين 5 و 15 درجة مئوية. تهطل الأمطار بغزارة على مدار العام، حيث يتجاوز المتوسط السنوي لهطول الأمطار 1000 مليمتر.
التاريخ
تعود أصول محافظة ماليكو إلى فترة ما قبل وصول الإسبان، حيث كانت المنطقة مأهولة بشعب المابوتشي الأصلي. قاوم المابوتشي بشدة الغزو الإسباني، واستمرت الحروب بين الطرفين لعدة قرون.
في القرن التاسع عشر، وبعد استقلال تشيلي، بدأت الحكومة التشيلية في تشجيع الهجرة إلى منطقة أراوكانيا، بهدف دمج المنطقة في الدولة التشيلية. أدت هذه الهجرة إلى تغييرات كبيرة في التركيبة السكانية والثقافة في المنطقة.
تأسست محافظة ماليكو رسميًا في عام 1887، وأصبحت أنجول عاصمة لها.
التركيبة السكانية
يبلغ عدد سكان محافظة ماليكو حوالي 205,350 نسمة (تعداد 2017). يشكل المنحدرون من أصول أوروبية الغالبية العظمى من السكان، بينما يشكل شعب المابوتشي الأصلي أقلية كبيرة. يتوزع السكان بشكل غير متساوٍ في جميع أنحاء المحافظة، حيث يتركز معظمهم في المناطق الحضرية.
تعتبر أنجول أكبر مدينة في المحافظة، وتليها ترايغوين، وكوليبولي، ولوس ساوسيس.
الاقتصاد
يعتمد اقتصاد محافظة ماليكو بشكل أساسي على الزراعة والغابات. تعتبر المحافظة منطقة زراعية هامة، حيث تزرع فيها مجموعة متنوعة من المحاصيل، مثل القمح والشوفان والشعير والبطاطس والبنجر السكري. تلعب الغابات أيضًا دورًا هامًا في الاقتصاد المحلي، حيث يتم قطع الأشجار وتصنيعها في المناشر المحلية.
بالإضافة إلى ذلك، هناك قطاع سياحي متنامٍ في المحافظة، حيث يجذب المناظر الطبيعية الخلابة والأنشطة الخارجية العديد من الزوار.
المدن والبلدات الرئيسية
- أنجول (Angol): عاصمة المحافظة وأكبر مدنها.
- ترايغوين (Traiguén): مدينة زراعية هامة.
- كوليبولي (Collipulli): مدينة تقع على ضفاف نهر ماليكو.
- لوس ساوسيس (Los Sauces): مدينة صغيرة تشتهر بإنتاج العسل.
- كوراليكو (Curacautín): مدينة سياحية تقع بالقرب من منتجع التزلج لاس أراوكارياس.
- إركيلا (Ercilla): مدينة ذات تاريخ غني في حروب المابوتشي.
- لونكوكي (Lonquimay): مدينة تقع في جبال الأنديز، وتشتهر بمناظرها الطبيعية الخلابة.
- بورين (Purén): مدينة تاريخية كانت حصنًا هامًا خلال حرب أراوكو.
- رينيهوي (Renaico): مدينة تقع على ضفاف نهر رينيهوي.
- فيكتوريا (Victoria): مدينة تقع على الطريق السريع الرئيسي بين سانتياغو وتيموكو.
السياحة
تعتبر محافظة ماليكو وجهة سياحية جذابة، وذلك بفضل مناظرها الطبيعية الخلابة وتراثها الثقافي الغني. تشمل مناطق الجذب السياحي الرئيسية:
- منتجع التزلج لاس أراوكارياس (Las Araucarias Ski Resort): منتجع تزلج يقع في جبال الأنديز، ويوفر فرصًا ممتازة للتزلج والتزحلق على الجليد.
- حديقة كونجيلو الوطنية (Conguillío National Park): حديقة وطنية تضم بحيرات وشلالات وغابات كثيفة، وتشتهر ببركان ليموي.
- نهر بيو بيو (Biobío River): أطول نهر في تشيلي، ويوفر فرصًا لممارسة رياضة التجديف وركوب الرمث.
- المواقع التاريخية المتعلقة بحروب المابوتشي: بما في ذلك حصن بورين وغيرها من المواقع التي شهدت معارك بين المابوتشي والإسبان والتشيليين.
- بحيرة جاليتو (Galletué Lake): بحيرة خلابة تقع في جبال الأنديز، وتشتهر بمياهها الصافية ومناظرها الطبيعية الجميلة.
الثقافة
تتميز محافظة ماليكو بثقافة غنية ومتنوعة، تجمع بين التراث الأوروبي وتراث المابوتشي الأصلي. يمكن للزوار التعرف على ثقافة المابوتشي من خلال زيارة المجتمعات المحلية والمشاركة في الاحتفالات التقليدية.
تشتهر المنطقة أيضًا بفنونها وحرفها اليدوية، بما في ذلك المنسوجات الخشبية والفخارية.
الإدارة
تنقسم محافظة ماليكو إدارياً إلى 11 بلدية:
- أنجول
- كوراليكو
- كوليبولي
- إركيلا
- لونكوكي
- لوس ساوسيس
- بورين
- رينيهوي
- ترايغوين
- فيكتوريا
- نيجريتي (تم إنشاؤها لاحقًا)
يتولى حاكم يعينه رئيس الجمهورية إدارة المحافظة. البلديات مسؤولة عن إدارة الشؤون المحلية، مثل التعليم والصحة والصرف الصحي.
النقل
ترتبط محافظة ماليكو ببقية أنحاء تشيلي عن طريق شبكة من الطرق السريعة والطرق الثانوية. يمر الطريق السريع رقم 5، وهو الطريق السريع الرئيسي في تشيلي، عبر المحافظة، مما يربطها بالعاصمة سانتياغو والمدن الرئيسية الأخرى.
يوجد أيضًا مطار صغير في أنجول، لكنه لا يقدم خدمات جوية تجارية منتظمة. أقرب مطار دولي هو مطار لا أراوكانيا الدولي في تيموكو.
أهمية محافظة ماليكو
تتمتع محافظة ماليكو بأهمية كبيرة لتشيلي، وذلك لأسباب عديدة:
- أهمية اقتصادية: تعتبر المحافظة منطقة زراعية وغابية هامة، وتساهم بشكل كبير في الاقتصاد الوطني.
- أهمية ثقافية: تعتبر المحافظة موطنًا لشعب المابوتشي الأصلي، وتحافظ على تراث ثقافي غني.
- أهمية سياحية: تجذب المحافظة العديد من السياح بفضل مناظرها الطبيعية الخلابة وتراثها الثقافي الغني.
- أهمية استراتيجية: تقع المحافظة على الحدود مع الأرجنتين، وتلعب دورًا هامًا في حماية حدود البلاد.
التحديات
تواجه محافظة ماليكو عددًا من التحديات، بما في ذلك:
- الفقر: يعاني جزء كبير من سكان المحافظة من الفقر والبطالة.
- النزاعات مع شعب المابوتشي: لا تزال هناك نزاعات مستمرة بين الحكومة التشيلية وشعب المابوتشي بشأن الأراضي والحقوق.
- التدهور البيئي: تواجه المحافظة تحديات بيئية، مثل تدهور الغابات وتلوث المياه.
الحلول المقترحة
لمواجهة التحديات التي تواجه محافظة ماليكو، يمكن اتخاذ عدد من الإجراءات، بما في ذلك:
- الاستثمار في التعليم والتدريب المهني: لتحسين فرص العمل للسكان المحليين.
- تعزيز التنمية الاقتصادية المستدامة: لخلق فرص عمل جديدة وحماية البيئة.
- إجراء حوار مع شعب المابوتشي: لحل النزاعات القائمة بشكل سلمي وعادل.
- حماية البيئة: من خلال تطبيق قوانين صارمة وتنفيذ مشاريع ترميم بيئي.
خاتمة
تعد محافظة ماليكو منطقة فريدة من نوعها في تشيلي، تجمع بين الجمال الطبيعي والتراث الثقافي الغني والتاريخ المضطرب. على الرغم من التحديات التي تواجهها، إلا أنها تتمتع بإمكانيات كبيرة للنمو والتطور في المستقبل.