نشأته وحياته المبكرة
ولد جيمس بوكانان في 23 أبريل 1791، في مقاطعة فرانكلين، بنسلفانيا. كان والده تاجرًا ثريًا، وتلقى بوكانان تعليمًا جيدًا. التحق بكلية ديكنسون في عام 1809، وتخرج منها في عام 1813. درس القانون وبدأ ممارسة المحاماة في لانكستر، بنسلفانيا.
في شبابه، كان بوكانان عضوًا نشطًا في الحزب الفيدرالي. خدم في جيش ولاية بنسلفانيا خلال حرب عام 1812، على الرغم من أنه لم يرَ أي قتال فعلي. بعد الحرب، تحول إلى السياسة.
مسيرته السياسية المبكرة
بدأ بوكانان مسيرته السياسية في عام 1814، عندما انتُخب لعضوية مجلس النواب في ولاية بنسلفانيا. خدم في المجلس حتى عام 1816. في عام 1820، فاز بانتخابات لمجلس النواب الأمريكي، ممثلاً ولاية بنسلفانيا. خدم في مجلس النواب لمدة عشر سنوات، من 1821 إلى 1831.
خلال فترة وجوده في الكونجرس، كان بوكانان مؤيدًا قويًا لأندرو جاكسون وسياساته. كان أيضًا مؤيدًا قويًا للاتحاد، وعارض بشدة نظرية الإبطال، التي ادعت أن الولايات يمكنها إبطال القوانين الفيدرالية. في عام 1831، استقال بوكانان من مجلس النواب ليتولى منصب وزير الولايات المتحدة في روسيا.
وزير الخارجية
في عام 1834، عاد بوكانان إلى الولايات المتحدة ليخدم في مجلس الشيوخ الأمريكي. خدم في مجلس الشيوخ لمدة اثني عشر عامًا، من 1834 إلى 1845. خلال فترة وجوده في مجلس الشيوخ، واصل دعم سياسات جاكسون. أصبح أيضًا مؤيدًا قويًا للتوسع الأمريكي، وأيد ضم تكساس.
في عام 1845، استقال بوكانان من مجلس الشيوخ ليصبح وزير الخارجية في عهد الرئيس جيمس بولك. بصفته وزيرًا للخارجية، لعب بوكانان دورًا رئيسيًا في التفاوض على معاهدة أوريغون، التي حددت حدود الولايات المتحدة مع بريطانيا العظمى في الشمال الغربي. كما لعب دورًا في مفاوضات مع المكسيك التي أدت إلى حرب بينهما.
سفير إلى المملكة المتحدة
بعد انتهاء ولاية بولك، عاد بوكانان إلى الحياة الخاصة. في عام 1853، عُيّن سفيرًا للولايات المتحدة لدى المملكة المتحدة من قبل الرئيس فرانكلين بيرس. خدم في هذا المنصب لمدة ثلاث سنوات.
الرئاسة
في عام 1856، ترشح بوكانان لمنصب رئيس الولايات المتحدة. فاز في الانتخابات، متغلبًا على جون سي. فريمونت وميلارد فيلمور. أدى اليمين الدستورية كرئيس في 4 مارس 1857.
بصفته رئيسًا، واجه بوكانان العديد من التحديات الصعبة، وأبرزها مسألة العبودية. كان بوكانان يعتقد أن العبودية قضية يجب أن تحل من قبل الولايات، وليس من قبل الحكومة الفيدرالية. حاول تجنب اتخاذ أي إجراء من شأنه أن يثير غضب الجنوبيين أو الشماليين. أيد قرار المحكمة العليا في قضية “دِريد سكوت ضد ساندفورد”، والذي أعلن أن الأمريكيين من أصل أفريقي المستعبدين ليسوا مواطنين ولا يمكنهم رفع دعاوى قضائية في المحاكم الفيدرالية، وأنه لا يمكن للحكومة الفيدرالية حظر العبودية في الأراضي.
أدت سياسات بوكانان إلى تفاقم التوتر بين الشمال والجنوب. في عام 1860، انفصلت ولاية ساوث كارولينا عن الاتحاد، وتبعتها ولايات أخرى. فشل بوكانان في اتخاذ أي إجراء فعال لمنع الحرب الأهلية. استمرت الحرب الأهلية طوال فترة ولايته.
اتُهم بوكانان بالضعف والتردد في التعامل مع الأزمة. في الواقع، كان يعتقد أن على الولايات أن تقرر مصيرها فيما يتعلق بالعبودية، وأنه يجب على الاتحاد أن يظل سليمًا. لم يكن لدى بوكانان قدرة قيادية كافية للتعامل مع الأزمة المتصاعدة. غالبًا ما يُنظر إليه على أنه قد فشل في القيام بما هو ضروري للحفاظ على الوحدة الوطنية. في نهاية ولايته، ترك البلاد على شفا الحرب الأهلية.
خلال فترة رئاسته، كان هناك العديد من الأحداث الهامة، بما في ذلك:
- أزمة بانيك عام 1857: انهيار اقتصادي كبير، مما زاد من التوترات الاجتماعية والسياسية.
- قضية دريد سكوت: قرار المحكمة العليا الذي أشعل غضب الشماليين.
- شغب جون براون: هجوم جون براون على هاربر فيري، مما زاد من حدة التوترات.
- انفصال الولايات الجنوبية: بداية سلسلة من الانفصالات التي أدت إلى الحرب الأهلية.
الحياة بعد الرئاسة
بعد انتهاء ولايته في عام 1861، تقاعد بوكانان إلى منزله في ويلكسبار، بنسلفانيا. توفي في 1 يونيو 1868، عن عمر يناهز 77 عامًا. دفن في مقبرة وودوارد هيل في لانكستر، بنسلفانيا.
إرثه
يعتبر إرث بوكانان موضوعًا للجدل. غالبًا ما يُنظر إليه على أنه رئيس فاشل، ويرجع ذلك في جزء كبير منه إلى فشله في التعامل مع مسألة العبودية التي أدت إلى الحرب الأهلية. ومع ذلك، جادل البعض بأنه حاول الحفاظ على الاتحاد، وأن الظروف في ذلك الوقت كانت صعبة للغاية بحيث لا يمكن لرئيس واحد أن يحلها. يعتقد البعض أنه كان ضحية لظروف عصيبة، وأنه حاول فعل ما هو الأفضل في ظل تلك الظروف.
على الرغم من الانتقادات الموجهة إليه، إلا أن بوكانان كان سياسيًا ذا خبرة وخدم في مناصب مختلفة لسنوات عديدة. كان له دور في تشكيل السياسة الخارجية للولايات المتحدة، وخاصة في عهد بولك. يظل موضوعًا للدراسة والتحليل التاريخي.
الأحداث الرئيسية في حياته
تشمل الأحداث الرئيسية في حياة جيمس بوكانان ما يلي:
- 1791: ولد في مقاطعة فرانكلين، بنسلفانيا.
- 1814-1816: عضو في مجلس النواب في ولاية بنسلفانيا.
- 1821-1831: عضو في مجلس النواب الأمريكي.
- 1831-1833: وزير الولايات المتحدة في روسيا.
- 1834-1845: عضو في مجلس الشيوخ الأمريكي.
- 1845-1849: وزير الخارجية في عهد الرئيس جيمس بولك.
- 1853-1856: سفير الولايات المتحدة لدى المملكة المتحدة.
- 1857-1861: الرئيس الخامس عشر للولايات المتحدة.
- 1868: توفي في ويلكسبار، بنسلفانيا.
خاتمة
كان جيمس بوكانان شخصية سياسية بارزة في القرن التاسع عشر، وشغل منصب الرئيس في فترة حاسمة من تاريخ الولايات المتحدة. على الرغم من خبرته الواسعة في الشؤون الحكومية، فقد واجه تحديات هائلة خلال فترة رئاسته، لا سيما مسألة العبودية التي أدت إلى الحرب الأهلية. يعتبر إرثه معقدًا، وهو موضوع نقاش مستمر، حيث يختلف المؤرخون حول مدى فعاليته في التعامل مع التوترات التي أدت إلى صراع مدمر.
المراجع
- موقع البيت الأبيض – جيمس بوكانان
- موسوعة بريتانيكا – جيمس بوكانان
- مركز ميلر – جيمس بوكانان
- الأرشيف الوطني – جيمس بوكانان
“`