<![CDATA[
مقدمة
فيلم “قريب من الوطن” (Close to Home) هو فيلم درامي إسرائيلي صدر عام 2005، من إخراج داليا هاجر وفيدي بيلو، وبطولة سمادار سايار ونعمة شيدار. يتناول الفيلم قصة مجندتين إسرائيليتين تخدمان في القدس وتقومان بدوريات في الشوارع، ويستكشف الفيلم التحديات النفسية والعاطفية التي تواجههما في ظل الاحتلال الإسرائيلي.
ملخص الفيلم
تدور أحداث الفيلم حول شخصيتي سمادار ونعمة، وهما مجندتان إسرائيليتان يتم تعيينهما للخدمة في القدس. تتشاركان غرفة واحدة في الثكنات وتقومان بدوريات روتينية في شوارع المدينة. في البداية، تبدو سمادار أكثر التزامًا بالقواعد العسكرية وأكثر حماسة لأداء واجبها، بينما تبدو نعمة أكثر تمردًا وأقل اهتمامًا بالانضباط. ومع مرور الوقت، تبدأ الاثنتان في تطوير صداقة قوية، ولكنهما تواجهان أيضًا صعوبات وتحديات كبيرة بسبب طبيعة عملهما والظروف المحيطة بهما.
أثناء قيامهما بدورية في أحد الأحياء الفلسطينية في القدس، يتعرضان لمواقف صعبة ومؤلمة. تشهدان عنفًا واشتباكات بين الفلسطينيين والجنود الإسرائيليين، وتضطران إلى التعامل مع هذه المواقف بشكل مباشر. تثير هذه التجارب أسئلة عميقة في داخلهما حول طبيعة الاحتلال والصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وتؤثر على نظرتهما للحياة والمستقبل.
تتعرض نعمة لحادثة شخصية تجعلها أكثر انعزالًا واكتئابًا. تحاول سمادار مساعدتها ودعمها، ولكنها تجد صعوبة في فهم ما تمر به صديقتها. تتدهور حالة نعمة تدريجيًا، وتصبح غير قادرة على أداء واجباتها العسكرية بشكل صحيح. في النهاية، يتم تسريحها من الجيش بسبب حالتها النفسية.
تشعر سمادار بالوحدة والضياع بعد رحيل نعمة. تدرك أنها فقدت صديقة مقربة وشريكة في تحمل أعباء الخدمة العسكرية. تحاول التأقلم مع الوضع الجديد، ولكنها تجد صعوبة في ذلك. في نهاية الفيلم، تقف سمادار وحيدة في أحد شوارع القدس، وهي تفكر في مستقبلها ومستقبل بلدها.
الشخصيات الرئيسية
- سمادار (Smadar): مجندة إسرائيلية ملتزمة بواجباتها العسكرية، تحاول التأقلم مع طبيعة عملها والظروف المحيطة بها.
- نعمة (Naama): مجندة إسرائيلية متمردة، تعاني من مشاكل نفسية وعاطفية تجعلها غير قادرة على الاستمرار في الخدمة العسكرية.
القضايا التي يطرحها الفيلم
يطرح فيلم “قريب من الوطن” العديد من القضايا الهامة المتعلقة بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي وتأثيره على حياة الأفراد والمجتمع. من بين هذه القضايا:
- تأثير الاحتلال على الجنود الإسرائيليين: يوضح الفيلم كيف يؤثر الاحتلال على الجنود الإسرائيليين الذين يضطرون إلى التعامل مع الفلسطينيين بشكل يومي، وكيف يمكن أن يؤدي ذلك إلى مشاكل نفسية وعاطفية.
- معاناة الفلسطينيين تحت الاحتلال: يصور الفيلم معاناة الفلسطينيين تحت الاحتلال، والعنف الذي يتعرضون له من قبل الجنود الإسرائيليين.
- العلاقات الإنسانية في ظل الصراع: يستكشف الفيلم إمكانية وجود علاقات إنسانية بين الإسرائيليين والفلسطينيين، على الرغم من الصراع السياسي القائم بينهما.
- دور المرأة في الجيش: يسلط الفيلم الضوء على دور المرأة في الجيش الإسرائيلي، والتحديات التي تواجهها في ظل ثقافة عسكرية ذكورية.
- الصداقة في أوقات الشدة: يوضح الفيلم أهمية الصداقة في أوقات الشدة، وكيف يمكن للأصدقاء أن يدعموا بعضهم البعض في مواجهة الصعوبات.
الرمزية في الفيلم
يستخدم الفيلم العديد من الرموز للتعبير عن الأفكار والمشاعر التي يحاول إيصالها. من بين هذه الرموز:
- القدس: تمثل القدس المدينة المقدسة التي تشهد صراعًا دائمًا بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
- الحواجز العسكرية: ترمز الحواجز العسكرية إلى القيود التي يفرضها الاحتلال على الفلسطينيين.
- الزي العسكري: يمثل الزي العسكري السلطة والقوة التي يتمتع بها الجنود الإسرائيليون.
- البنادق: ترمز البنادق إلى العنف والقتل الذي يمارسه الجنود الإسرائيليون ضد الفلسطينيين.
الجوائز والترشيحات
حصل فيلم “قريب من الوطن” على العديد من الجوائز والترشيحات في مهرجانات سينمائية دولية، من بينها:
- جائزة أفضل فيلم في مهرجان تل أبيب السينمائي.
- جائزة أفضل مخرجة في مهرجان كارلوفي فاري السينمائي.
- جائزة أفضل ممثلة (سمادار سايار) في مهرجان القدس السينمائي.
الاستقبال النقدي
حظي فيلم “قريب من الوطن” باستقبال نقدي إيجابي، حيث أشاد النقاد بواقعية الفيلم وقدرته على تصوير الصراع الفلسطيني الإسرائيلي من منظور إنساني. كما أشادوا بأداء الممثلتين سمادار سايار ونعمة شيدار.
ملاحظات حول الإخراج والإنتاج
تميز الفيلم بإخراجه الواقعي وقدرته على خلق جو من التوتر والتشويق. استخدم المخرجون داليا هاجر وفيدي بيلو أسلوبًا وثائقيًا في تصوير الفيلم، مما جعله يبدو أكثر واقعية ومصداقية. كما تميز الفيلم بتصويره السينمائي الجميل وموسيقاه التصويرية المؤثرة.
تأثير الفيلم على الجمهور
أثار فيلم “قريب من الوطن” جدلاً واسعًا في إسرائيل وخارجها، حيث اعتبره البعض فيلمًا مؤيدًا للفلسطينيين، بينما اعتبره البعض الآخر فيلمًا يصور معاناة الجنود الإسرائيليين. بغض النظر عن وجهة النظر، فقد نجح الفيلم في إثارة نقاش جاد حول الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وتأثيره على حياة الأفراد والمجتمع.
أهمية الفيلم في السينما الإسرائيلية
يعتبر فيلم “قريب من الوطن” من أهم الأفلام في السينما الإسرائيلية الحديثة، حيث نجح في تصوير الصراع الفلسطيني الإسرائيلي من منظور مختلف، وقدم صورة واقعية لمعاناة الجنود الإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء. كما ساهم الفيلم في فتح نقاش جاد حول دور الجيش الإسرائيلي في الاحتلال وتأثيره على المجتمع الإسرائيلي.
خاتمة
فيلم “قريب من الوطن” هو فيلم درامي مؤثر يلقي الضوء على التحديات النفسية والعاطفية التي تواجه المجندات الإسرائيليات في ظل الاحتلال. من خلال قصة سمادار ونعمة، يستكشف الفيلم قضايا الصداقة والواجب والضمير في سياق الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. الفيلم لا يقدم إجابات سهلة، بل يثير أسئلة مهمة حول طبيعة الاحتلال وتأثيره على الأفراد والمجتمع.