<![CDATA[
السياسة الخارجية
تتمثل الأهداف الرئيسية للسياسة الخارجية للبوسنة والهرسك في:
- الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.
- المشاركة في برنامج الشراكة من أجل السلام التابع لحلف شمال الأطلسي (الناتو).
- تعزيز العلاقات الثنائية والإقليمية الجيدة مع الدول المجاورة.
- المساهمة في مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة.
- جذب الاستثمارات الأجنبية.
تعتمد البوسنة والهرسك سياسة خارجية متعددة الأطراف، وتسعى إلى الحفاظ على علاقات جيدة مع جميع الدول. تعتبر البوسنة والهرسك عضوًا في العديد من المنظمات الدولية، بما في ذلك الأمم المتحدة ومجلس أوروبا ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا.
العلاقات مع الدول المجاورة
تحافظ البوسنة والهرسك على علاقات وثيقة مع الدول المجاورة، وخاصة كرواتيا وصربيا والجبل الأسود. تعتبر هذه العلاقات حيوية للاستقرار الإقليمي والتنمية الاقتصادية. تعمل البوسنة والهرسك مع جيرانها على تعزيز التجارة والاستثمار والنقل والطاقة.
كرواتيا: تربط البوسنة والهرسك وكرواتيا علاقات تاريخية وثقافية واقتصادية قوية. كرواتيا هي واحدة من أهم الشركاء التجاريين للبوسنة والهرسك، وتستثمر كرواتيا بشكل كبير في البوسنة والهرسك. تدعم كرواتيا بقوة انضمام البوسنة والهرسك إلى الاتحاد الأوروبي.
صربيا: شهدت العلاقات بين البوسنة والهرسك وصربيا تحسنًا كبيرًا في السنوات الأخيرة، على الرغم من التحديات التي لا تزال قائمة بسبب الماضي. صربيا هي أيضًا شريك تجاري مهم للبوسنة والهرسك، وهناك تعاون متزايد في مجالات مثل الطاقة والبنية التحتية. تلعب صربيا دورًا مهمًا في الحفاظ على الاستقرار الإقليمي.
الجبل الأسود: تتمتع البوسنة والهرسك والجبل الأسود بعلاقات جيدة وتعاون في مختلف المجالات، بما في ذلك السياحة والطاقة والبنية التحتية. يدعم الجبل الأسود أيضًا انضمام البوسنة والهرسك إلى الاتحاد الأوروبي.
العلاقات مع الاتحاد الأوروبي
الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي هو الهدف الاستراتيجي الرئيسي للبوسنة والهرسك. تقدمت البوسنة والهرسك بطلب للحصول على عضوية الاتحاد الأوروبي في عام 2016، وحصلت على وضع المرشح في عام 2022. تتطلب عملية الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي إصلاحات كبيرة في مجالات مثل سيادة القانون والاقتصاد والإدارة العامة.
يقدم الاتحاد الأوروبي للبوسنة والهرسك دعمًا ماليًا وفنيًا كبيرًا لمساعدتها على تنفيذ الإصلاحات اللازمة. يعتبر الاتحاد الأوروبي أيضًا أكبر شريك تجاري للبوسنة والهرسك.
العلاقات مع الولايات المتحدة
تتمتع البوسنة والهرسك بعلاقات قوية مع الولايات المتحدة. لعبت الولايات المتحدة دورًا حاسمًا في إنهاء الحرب في البوسنة والهرسك في التسعينيات، ومنذ ذلك الحين قدمت الولايات المتحدة دعمًا كبيرًا لإعادة بناء الدولة وتطويرها.
تدعم الولايات المتحدة بقوة انضمام البوسنة والهرسك إلى الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي. تقدم الولايات المتحدة أيضًا مساعدات اقتصادية وعسكرية للبوسنة والهرسك.
العلاقات مع روسيا
تحافظ البوسنة والهرسك على علاقات مع روسيا، لكن هذه العلاقات معقدة بسبب مواقف روسيا بشأن بعض القضايا المتعلقة بالبوسنة والهرسك، وخاصة فيما يتعلق بدور الممثل السامي الدولي ودعمها لبعض الأحزاب السياسية في البلاد.
تركز العلاقات الاقتصادية بين البوسنة والهرسك وروسيا بشكل أساسي على الطاقة، حيث تعتمد البوسنة والهرسك على الغاز الطبيعي الروسي.
التحديات والآفاق المستقبلية
تواجه السياسة الخارجية للبوسنة والهرسك عددًا من التحديات، بما في ذلك:
- الاستقطاب السياسي الداخلي.
- التأثيرات الخارجية من دول أخرى.
- الفساد والجريمة المنظمة.
- بطء وتيرة الإصلاحات.
على الرغم من هذه التحديات، فإن البوسنة والهرسك لديها آفاق مستقبلية واعدة. مع استمرار جهود الإصلاح والتعاون الإقليمي والدعم الدولي، يمكن للبوسنة والهرسك أن تحقق أهدافها في الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي والمساهمة في الاستقرار الإقليمي.
قضايا إقليمية
تعتبر البوسنة والهرسك جزءًا لا يتجزأ من منطقة غرب البلقان، وتشارك بنشاط في المبادرات الإقليمية لتعزيز التعاون والتكامل. تشمل هذه المبادرات:
- عملية برلين: وهي منصة للتعاون الإقليمي تهدف إلى تعزيز التكامل الاقتصادي والتنمية المستدامة في غرب البلقان.
- اتفاقية التجارة الحرة لأوروبا الوسطى (CEFTA): وهي اتفاقية تجارية بين دول غرب البلقان تهدف إلى تسهيل التجارة والاستثمار.
- مبادرة الأدرياتيكي الأيونية: وهي مبادرة إقليمية تهدف إلى تعزيز التعاون في مجالات مثل السياحة والنقل والطاقة.
تعتبر البوسنة والهرسك أيضًا عضوًا نشطًا في العديد من المنظمات الإقليمية الأخرى، مثل مجلس التعاون الإقليمي (RCC) ومنظمة التعاون الاقتصادي للبحر الأسود (BSEC).
الدبلوماسية البوسنية
تسعى البوسنة والهرسك إلى تطوير دبلوماسية فعالة وقوية قادرة على تمثيل مصالحها في الساحة الدولية. تعمل وزارة الخارجية البوسنية على تعزيز قدرات دبلوماسييها وتوسيع شبكة بعثاتها الدبلوماسية في الخارج.
تعتمد الدبلوماسية البوسنية على الحوار والتفاوض والتعاون كأدوات لحل النزاعات وتعزيز السلام والأمن. تسعى البوسنة والهرسك أيضًا إلى تعزيز التعددية واحترام القانون الدولي.
المشاركة في حفظ السلام
تشارك البوسنة والهرسك في عمليات حفظ السلام الدولية، وذلك كجزء من التزامها بالمساهمة في الأمن والاستقرار العالميين. ترسل البوسنة والهرسك قوات عسكرية وشرطية للمشاركة في بعثات حفظ السلام التي تقودها الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي.
تعتبر المشاركة في عمليات حفظ السلام فرصة للبوسنة والهرسك لتعزيز قدراتها العسكرية والأمنية، وكذلك لتعزيز صورتها كشريك مسؤول في المجتمع الدولي.
تعزيز حقوق الإنسان
تولي البوسنة والهرسك أهمية كبيرة لتعزيز حقوق الإنسان والحريات الأساسية. تعمل البوسنة والهرسك على تنفيذ المعاهدات الدولية لحقوق الإنسان وضمان احترام حقوق الإنسان لجميع المواطنين.
تتعاون البوسنة والهرسك مع المنظمات الدولية لحقوق الإنسان لتعزيز حقوق الإنسان ومكافحة التمييز والعنف. تدعم البوسنة والهرسك أيضًا عمل المحكمة الجنائية الدولية.
خاتمة
باختصار، تسعى البوسنة والهرسك إلى تحقيق التكامل الأوروبي والأطلسي، وتعزيز العلاقات الجيدة مع الدول المجاورة، والمساهمة في السلام والأمن الإقليميين والدوليين. تواجه السياسة الخارجية للبوسنة والهرسك تحديات، لكن لديها أيضًا آفاق مستقبلية واعدة. من خلال الإصلاحات والتعاون والدعم الدولي، يمكن للبوسنة والهرسك أن تحقق أهدافها وتصبح عضوًا كاملاً في المجتمع الدولي.