نشأتها وبداية مسيرتها
ولدت كورنيليا فورت في ناشفيل، ولاية تينيسي. كانت تنتمي إلى عائلة ميسورة الحال، مما سمح لها بالوصول إلى التعليم والفرص التي لم تكن متاحة للعديد من النساء في ذلك الوقت. بدأت فورت في تعلم الطيران في عام 1940 في نادي الطيران المحلي في ناشفيل. سرعان ما أظهرت موهبة طبيعية وقدرة على تعلم الطيران بسرعة. كانت لديها شخصية مستقلة ومغامرة، وكانت تسعى دائمًا إلى تجاوز الحدود التي فرضها المجتمع على النساء في ذلك الوقت.
في أوائل الأربعينيات، بدأت الولايات المتحدة في الاستعداد للحرب العالمية الثانية. أدركت الحكومة الحاجة إلى تدريب عدد كبير من الطيارين. تم إنشاء برنامج تدريب الطيارين المدنيين (CPTP) لتلبية هذه الحاجة. انضمت فورت إلى برنامج CPTP في عام 1941، وأصبحت واحدة من أوائل النساء اللواتي تم قبولهن في البرنامج.
شاهدة على الهجوم على بيرل هاربور
كانت فورت تعمل كمدربة طيران في مدرسة طيران مدنية بالقرب من بيرل هاربور في هاواي في 7 ديسمبر 1941، عندما هاجمت اليابان القاعدة البحرية الأمريكية. كانت تقود طائرة تدريب عندما رأت الطائرات اليابانية تقترب. أدركت على الفور أن ما يحدث هو هجوم. في هذه الأثناء، كان أحد الطلاب يقود الطائرة. طلبت منه على الفور النزول، وتولت القيادة. في محاولة يائسة، حاولت الإقلاع بالطائرة من الأرض وتجنب الطائرات اليابانية، ولكنها أُصيبت بنيران مدفع رشاش. تمكنت من الهبوط بالطائرة بسلام، ولكنها كانت قد شهدت بالفعل جزءًا من الهجوم. كانت فورت واحدة من القلائل الذين شهدوا الهجوم على بيرل هاربور من الجو.
أصبحت فورت بعد ذلك رمزًا للشجاعة والصمود. تحدثت علنًا عن تجربتها، وشاركت قصتها مع الصحافة والجمهور. ساعدت قصتها في إلهام الأمريكيين للانضمام إلى المجهود الحربي.
مسيرتها في مجال الطيران العسكري
بعد الهجوم على بيرل هاربور، سعت فورت إلى الانضمام إلى الخدمة العسكرية. ومع ذلك، لم يكن مسموحًا للنساء بالتحليق في مهام قتالية في ذلك الوقت. بدلًا من ذلك، انضمت إلى فيلق طياري الجيش (WAFS)، وهو برنامج تجريبي مدني يدير رحلات نقل عسكرية. تم إنشاء برنامج WAFS لتوفير الطيارين المدنيين الذين يمكنهم نقل الطائرات الجديدة من المصانع إلى القواعد الجوية. كانت فورت واحدة من أوائل 28 امرأة تم قبولهن في البرنامج.
في عام 1942، بدأت فورت مسيرتها في WAFS. قامت بنقل مجموعة متنوعة من الطائرات، بما في ذلك المقاتلات والقاذفات. أصبحت طيارًا ماهرًا، وحصلت على احترام زملائها الرجال. كان عملها ضروريًا للمجهود الحربي. سمح لطياري الذكور بالتركيز على المهام القتالية.
وفاتها وتكريمها
في 21 مارس 1943، كانت فورت تقوم برحلة تدريب مع طيار آخر. تحطمت الطائرة التي كانت تقودها واختلست بحياة كليهما. كانت فورت أول طيار في WAFS يموت في الخدمة. في عمر 24 عامًا، تركت إرثًا من الشجاعة والإلهام.
بعد وفاتها، تم تكريم فورت بعدة طرق. تم تسمية أحد المطارات في ناشفيل باسمها. تم إدراج اسمها في قاعة مشاهير الطيران الوطنية. ألهمت قصتها العديد من الكتب والأفلام. لا تزال قصتها تذكرنا بأهمية الشجاعة والمثابرة، وقدرة الأفراد على إحداث فرق في العالم.
إرثها
كانت كورنيليا فورت رائدة في مجال الطيران، وساعدت في تمهيد الطريق للنساء الأخريات في صناعة الطيران. لقد أظهرت للعالم أن النساء قادرات على الطيران بنفس القدر الذي يمتلكه الرجال. كما كانت رمزًا للشجاعة والصمود، وألهمت الآخرين على خدمة بلادهم. لقد تركت إرثًا دائمًا من الشجاعة والإلهام.
تُذكر كورنيليا فورت كشخصية مهمة في تاريخ الطيران الأمريكي. ساهمت في الحرب العالمية الثانية كطيارة مدربة، وشهدت الهجوم على بيرل هاربور. قصتها هي قصة شجاعة ومثابرة، وهي لا تزال تلهم الناس حتى اليوم.
حقائق إضافية عن كورنيليا فورت
- شخصيتها: كانت معروفة بشخصيتها الجريئة والمستقلة، وكانت تحب المغامرة.
- تعليمها: التحقت بكلية فينش في نيويورك، حيث درست الفنون الجميلة.
- هواياتها: بالإضافة إلى الطيران، كانت تهوى الرسم والموسيقى.
- عائلتها: جاءت من عائلة مرموقة في ناشفيل، تينيسي.
- تأثيرها: ألهمت النساء الأخريات على السعي لتحقيق أحلامهن في مجال الطيران والمجالات الأخرى التي كانت تهيمن عليها الذكور في ذلك الوقت.
العوامل التي ساهمت في شهرتها
هناك عدة عوامل ساهمت في شهرة كورنيليا فورت:
- شهادتها على بيرل هاربور: كانت واحدة من القلائل الذين شهدوا الهجوم على بيرل هاربور، مما جعلها شاهدًا على التاريخ.
- كونها رائدة في الطيران: كانت من أوائل النساء اللواتي تدربن على الطيران، مما جعلها شخصية ملهمة للنساء الأخريات.
- وفاتها في الخدمة: وفاتها في سن مبكرة أثناء أداء واجبها، مما أضفى عليها هالة من البطولة والتضحية.
تأثيرها على المرأة في مجال الطيران
لعبت كورنيليا فورت دورًا كبيرًا في تغيير نظرة المجتمع للمرأة في مجال الطيران. بكونها امرأة طيار في فترة كانت تهيمن فيها الذكور على هذا المجال، تحدت فورت القواعد الاجتماعية وأثبتت أن النساء قادرات على تحقيق النجاح في الطيران. ألهمت النساء الأخريات على متابعة أحلامهن، وساعدت في فتح الباب أمام المزيد من الفرص للنساء في صناعة الطيران.
الفرق بين WAFS و WASP
من المهم التمييز بين برنامج WAFS (Women’s Auxiliary Ferrying Squadron) الذي انضمت إليه فورت، وبرنامج WASP (Women Airforce Service Pilots). في حين أن كلاهما كان برنامجًا طيارًا للنساء أثناء الحرب العالمية الثانية، إلا أن هناك بعض الاختلافات:
- WAFS: تأسس عام 1942، وكان يركز على نقل الطائرات العسكرية من المصانع إلى القواعد الجوية.
- WASP: تأسس عام 1943، كان يقدم مجموعة أوسع من الخدمات، بما في ذلك التدريب والقطر الجوي، بالإضافة إلى النقل.
- القيادة: كان WAFS بقيادة نانسي هالف، بينما كان WASP بقيادة جاكلين كوشران.
كانت فورت جزءًا من المجموعة الأولى، التي مهدت الطريق لبرامج مثل WASP.
الدروس المستفادة من حياة كورنيليا فورت
تقدم حياة كورنيليا فورت عددًا من الدروس المهمة:
- الشجاعة والمثابرة: أظهرت فورت شجاعة كبيرة في مواجهة الهجوم على بيرل هاربور، ومثابرة في سعيها لتحقيق أحلامها في الطيران.
- تحدي الأعراف الاجتماعية: تحدت فورت الأعراف الاجتماعية في وقتها من خلال العمل في مجال كان يسيطر عليه الرجال.
- أهمية التضحية: دفعت فورت حياتها ثمناً لخدمة بلدها.
- الإلهام: ألهمت فورت الآخرين على السعي لتحقيق أحلامهم والمساهمة في مجتمعهم.
خاتمة
كانت كورنيليا فورت طيارة أمريكية رائدة تركت بصمة دائمة في تاريخ الطيران الأمريكي. كانت شاهدة على الهجوم على بيرل هاربور، وأصبحت رمزًا للشجاعة والصمود. شاركت في الحرب العالمية الثانية كطيارة، ودفعت حياتها ثمناً لخدمة بلدها. ألهمت قصتها العديد من الأشخاص، ولا تزال تلهمهم حتى اليوم. كانت فورت امرأة استثنائية، وأرست إرثًا من الشجاعة والمثابرة والإلهام.
المراجع
- National Park Service – Cornelia Fort
- History.com – The attack on Pearl Harbor
- National Women’s History Museum – Pioneers of Flight: Women Airforce Service Pilots
- Federal Aviation Administration – Women in Aviation
“`