خلفية تاريخية
تعود جذور كنيسة استعادة يسوع المسيح إلى كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة التي أسسها جوزيف سميث في عام 1830. بعد وفاة سميث في عام 1844، انقسمت الكنيسة إلى عدة فصائل مختلفة. بقي معظم أعضاء الكنيسة مع بريغام يونغ في ولاية يوتا، بينما تبع آخرون قادة آخرين. شكلت كنيسة استعادة يسوع المسيح في الأساس من قبل أتباع فرع صغير انشق عن الكنيسة الرئيسية في يوتا.
تأسست كنيسة استعادة يسوع المسيح رسميًا في عام 1909 في سولت ليك سيتي، يوتا، بقيادة ويليام بي. سكالز. كان سكالز نفسه قد انشق عن كنيسة LDS. كان الهدف الأساسي للكنيسة هو استعادة ما اعتقدوا أنه الإيمان الأصلي ليسوع المسيح كما تم التعبير عنه في الكتاب المقدس.
العقائد والممارسات
شاركت كنيسة استعادة يسوع المسيح في العديد من المعتقدات والممارسات المشتركة مع كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة، ولكن كان هناك أيضًا اختلافات مهمة. بعض المعتقدات والممارسات الأساسية شملت:
- الإيمان: آمنت الكنيسة بالثالوث المقدس (الله الآب، والابن يسوع المسيح، والروح القدس)، وبكتاب مورمون، والكتاب المقدس، والعقائد والعهود، واللؤلؤة الثمينة ككتب مقدسة.
- اللاهوت: اعتنقت الكنيسة مبدأ التجسيد، الذي يفيد بأن الله له جسد من اللحم والعظام. آمنوا أيضًا بـ “الخلاص بالإيمان والنعمة” كطريق للخلاص.
- الطقوس: مارست الكنيسة طقوس المعمودية بالتغطيس، وتأكيد العضوية، والشركة المقدسة، والزواج الأبدي في الهياكل.
- الكتاب المقدس: اعتبرت الكنيسة الكتاب المقدس كلمة الله الموحى بها. ومع ذلك، فقد أخذوا أيضًا في الاعتبار كتاب مورمون والكتب المقدسة الأخرى.
- الأنبياء والرؤى: آمنت الكنيسة بأن الله لا يزال يكشف إرادته للبشر من خلال الأنبياء والرؤى.
- القيادة: كانت الكنيسة تدار من قبل رئيس، ومجلس من الرسل الاثني عشر، وقادة آخرين.
- الزواج: على عكس كنيسة LDS، لم تمارس الكنيسة تعدد الزوجات. شجعت الكنيسة على الزواج الأحادي كجزء من خطة الله للأسر.
ركزت كنيسة استعادة يسوع المسيح على تعليم الإنجيل، وخدمة الآخرين، وبناء مجتمع من المؤمنين. كان لديهم برامج للشباب، والمدارس الأحد، والمنظمات النسائية.
الخلافات والتحولات
على الرغم من أن كنيسة استعادة يسوع المسيح كانت تحاول استعادة بعض جوانب الإيمان المسيحي، إلا أنها واجهت بعض التحديات. أحد أكبر التحديات كان الحفاظ على الوحدة في العقيدة والممارسة. كان هناك انقسامات داخل الكنيسة حول قضايا مثل قيادة الكنيسة، وتفسير الكتب المقدسة، والتفاعل مع العالم الحديث.
شهدت الكنيسة أيضًا انخفاضًا في العضوية على مر السنين. أدى هذا الانخفاض إلى بعض الصعوبات المالية والتنظيمية. في محاولة لمعالجة هذه المشاكل، اتخذت الكنيسة بعض القرارات الصعبة، بما في ذلك بيع بعض الممتلكات، وتقليص عدد البرامج، وتغيير بعض الممارسات.
في أواخر القرن العشرين، بدأت كنيسة استعادة يسوع المسيح في مراجعة بعض معتقداتها وممارساتها. على سبيل المثال، خففت الكنيسة موقفها بشأن بعض القضايا الاجتماعية، مثل حقوق المرأة والمساواة بين الأعراق. كما بدأت في الانفتاح على التعاون مع الكنائس الأخرى.
في عام 2001، اتخذت الكنيسة خطوة مهمة أخرى، حيث غيرت اسمها إلى “كنيسة المسيح”. كان هذا التغيير يهدف إلى التأكيد على تركيز الكنيسة على يسوع المسيح والوحدة مع المسيحيين الآخرين. في عام 2008، اندمجت كنيسة المسيح مع كنيسة أخرى من طائفة “المسيحيين”، وهي “كنيسة المسيح” في إنديانابوليس. أدى هذا الاندماج إلى إنشاء أكبر كنيسة في طائفة “المسيحيين” العالمية.
التأثير والإرث
على الرغم من أنها لم تعد موجودة كمنظمة مستقلة، إلا أن كنيسة استعادة يسوع المسيح تركت أثرًا على حركة قديسي الأيام الأخيرة. ساعدت الكنيسة في نشر رسالة استعادة الإنجيل. كما ساهمت في تطوير بعض الجوانب المهمة للعقيدة والممارسة في حركة قديسي الأيام الأخيرة. على سبيل المثال، ساعدت الكنيسة في التأكيد على أهمية الكتاب المقدس والتركيز على يسوع المسيح. بالإضافة إلى ذلك، فقد كان لها دور في تطوير الحوار بين مختلف طوائف قديسي الأيام الأخيرة. قد تكون إرث كنيسة استعادة يسوع المسيح هو إلهام الأجيال القادمة من المؤمنين للبحث عن الحقيقة وإعادة بناء إيمانهم على أسس متينة.
كانت كنيسة استعادة يسوع المسيح أيضًا مؤثرة في مجتمعها. كانت الكنيسة تشارك في العديد من البرامج الخيرية، وقدمت الدعم لأفراد المجتمع المحتاجين. كما لعبت دورًا في تعزيز قيم مثل الأسرة والتعليم.
على الرغم من أن كنيسة استعادة يسوع المسيح لم تعد موجودة كمنظمة مستقلة، إلا أن إرثها لا يزال قائمًا. من خلال تركيزها على رسالة استعادة الإنجيل، ومساهمتها في حركة قديسي الأيام الأخيرة، وتأثيرها على مجتمعها، تركت كنيسة استعادة يسوع المسيح بصمة دائمة.
التحديات والمستقبل
كما ذكرنا، واجهت كنيسة استعادة يسوع المسيح تحديات مختلفة، من بينها: التحديات الداخلية المتعلقة بالحفاظ على الوحدة في العقيدة والممارسة، والتحديات الخارجية المتعلقة بالتفاعل مع العالم الحديث وتلبية احتياجات الأعضاء المتغيرة. كان أحد أكبر التحديات هو انخفاض العضوية.
بالنظر إلى المستقبل، يبدو أن التحدي الأكبر هو كيفية الحفاظ على الإرث الروحي للكنيسة مع التكيف مع التغييرات في العالم. قد يشمل ذلك الحفاظ على قيم الكنيسة الأساسية، مثل الإيمان بيسوع المسيح، وتعليم الإنجيل، وخدمة الآخرين، مع الانفتاح على التعاون مع الكنائس الأخرى. قد يشمل أيضًا تطوير طرق جديدة للوصول إلى الناس وتلبية احتياجاتهم.
يبدو أن مستقبل كنيسة استعادة يسوع المسيح، أو بالأحرى، إرثها، سيعتمد على قدرتها على مواجهة هذه التحديات. من خلال الحفاظ على قيمها الأساسية، والتكيف مع التغييرات في العالم، والتعاون مع الكنائس الأخرى، يمكن للكنيسة أن تستمر في لعب دور مهم في حياة الناس، وتأثيرًا في المجتمع.
القيم الأساسية
على الرغم من التحديات التي واجهتها الكنيسة، إلا أنها كانت تقوم على مجموعة من القيم الأساسية التي شكلت هويتها ووجهت ممارساتها. هذه القيم هي:
- الإيمان بيسوع المسيح: كان الإيمان بيسوع المسيح هو جوهر إيمان الكنيسة، مع التركيز على تعليمه، وموته، وقيامته.
- الكتاب المقدس: اعتبرت الكنيسة الكتاب المقدس كلمة الله الموحى بها.
- التعليم: أولت الكنيسة أهمية كبيرة لتعليم الإنجيل، وتوفير الفرص للأفراد للنمو في إيمانهم.
- الخدمة: شجعت الكنيسة أعضائها على خدمة الآخرين، سواء داخل الكنيسة أو في المجتمع.
- الوحدة: سعت الكنيسة إلى بناء مجتمع من المؤمنين المتحدين في الإيمان والمحبة.
- الأسرة: ركزت الكنيسة على أهمية الأسرة كوحدة أساسية في المجتمع.
هذه القيم الأساسية شكلت أساس إرث كنيسة استعادة يسوع المسيح.
خاتمة
كانت كنيسة استعادة يسوع المسيح كنيسة مهمة في تاريخ حركة قديسي الأيام الأخيرة. على الرغم من أنها لم تعد موجودة كمنظمة مستقلة، إلا أن إرثها لا يزال قائمًا. لقد ساعدت الكنيسة في نشر رسالة استعادة الإنجيل، والتأكيد على أهمية الكتاب المقدس، وتعزيز قيم مثل الأسرة والتعليم. كما لعبت دورًا في تطوير الحوار بين مختلف طوائف قديسي الأيام الأخيرة. يمثل تاريخها تحديًا للباحثين لفهم تطور الحركات الدينية وتأثيرها على المجتمعات.