مقدمة
هيرمان أوغست فريدريش بريس (24 مايو 1901 – 2 فبراير 1985) كان جنرالًا ألمانيًا في قوات الأمن الخاصة (Waffen-SS) ومجرم حرب خلال الحرب العالمية الثانية. اشتهر بدوره القيادي في العديد من معارك الجبهة الشرقية، ولاحقًا في معركة الأردين. بعد الحرب، أدين بارتكاب جرائم حرب وحكم عليه بالسجن.
الحياة المبكرة والمسيرة العسكرية
ولد هيرمان بريس في مارينبورغ، بروسيا الغربية (مالبورك، بولندا حاليًا) في عام 1901. انضم إلى الجيش الألماني (Reichswehr) في عام 1920 وخدم في وحدات مختلفة. في عام 1934، انضم إلى قوات الأمن الخاصة، وهي منظمة شبه عسكرية تابعة للحزب النازي. سرعان ما ارتقى في الرتب، وأظهر كفاءة وقدرة على القيادة.
خلال السنوات التي سبقت الحرب العالمية الثانية، شغل بريس مناصب مختلفة في قوات الأمن الخاصة، بما في ذلك التدريب والإدارة. أظهر التزامه بالنظام النازي وقيمه، مما ساهم في تقدمه السريع في الرتب.
الحرب العالمية الثانية
بدأت الحرب العالمية الثانية بدايةً لمسيرة بريس العسكرية. شارك في الغزو الألماني لبولندا عام 1939، وبعد ذلك تم نقله إلى الجبهة الشرقية. هناك، قاد وحدات مختلفة، بما في ذلك فوج المشاة الآلية الثاني عشر التابع لفرقة المشاة الآلية الأولى لقوات الأمن الخاصة (Leibstandarte SS Adolf Hitler).
الجبهة الشرقية: لعب بريس دورًا هامًا في العمليات العسكرية الرئيسية على الجبهة الشرقية، بما في ذلك:
- عملية بارباروسا (غزو الاتحاد السوفيتي): شارك في المراحل الأولى من الغزو، حيث حققت قوات الأمن الخاصة مكاسب كبيرة.
- معركة خاركوف الثالثة: قاد وحداته في هذه المعركة المضادة الناجحة، مما ساهم في استعادة الألمان لمدينة خاركوف.
- معركة كورسك: شارك في هذه المعركة الضخمة، التي كانت واحدة من أكبر معارك الدبابات في التاريخ.
خلال هذه المعارك، أظهر بريس مهارات قيادية كبيرة، لكنه أيضًا تورط في جرائم حرب، بما في ذلك قتل المدنيين وأسرى الحرب.
معركة الأردين: في ديسمبر 1944، تم تعيين بريس لقيادة فرقة بانزر الأولى لقوات الأمن الخاصة (I SS Panzer Corps) خلال معركة الأردين، وهي هجوم ألماني واسع النطاق في جبهة غرب أوروبا. كان الهجوم يهدف إلى تقسيم قوات الحلفاء وإعادة الاستيلاء على ميناء أنتويرب المهم. على الرغم من التقدم الأولي، فشل الهجوم في نهاية المطاف، ويرجع ذلك جزئيًا إلى المقاومة الشديدة من قبل قوات الحلفاء ونقص الإمدادات الألمانية.
خلال معركة الأردين، ارتكبت وحدات تابعة لقيادة بريس جرائم حرب أخرى، بما في ذلك مذبحة مالميدي، حيث قتلت قوات الأمن الخاصة أسرى حرب أمريكيين. تم توجيه اتهامات لبريس شخصيًا بالتواطؤ في هذه الجرائم.
الاعتقال والمحاكمة والسجن
بعد الحرب، تم القبض على بريس من قبل قوات الحلفاء. تمت محاكمته من قبل محكمة عسكرية أمريكية في محاكمات مالميدي، التي عقدت في داخاو عام 1946. أدين بارتكاب جرائم حرب لدوره في مذبحة مالميدي وحكم عليه بالإعدام. ومع ذلك، تم تخفيف الحكم لاحقًا إلى السجن المؤبد. تم إطلاق سراحه من السجن في عام 1954.
الحياة بعد السجن
بعد إطلاق سراحه من السجن، عاش بريس حياة هادئة في ألمانيا الغربية. لم يعبر أبدًا عن ندمه على أفعاله خلال الحرب، وظل ملتزمًا بالأيديولوجية النازية. توفي في عام 1985 عن عمر يناهز 83 عامًا.
الإرث
يعتبر إرث هيرمان بريس مثيرًا للجدل. يرى البعض أنه قائد عسكري كفء، بينما يعتبره آخرون مجرم حرب مسؤولاً عن الفظائع التي ارتكبتها وحداته. بغض النظر عن وجهة النظر، فإن دوره في الحرب العالمية الثانية وجرائم الحرب التي ارتكبها تظل وصمة عار على تاريخ ألمانيا.
رتب هيرمان بريس العسكرية في قوات الأمن الخاصة
- 1934: هوبتستثرمفيرر (Hauptsturmführer)
- 1936: شتورمبانفورر (Sturmbannführer)
- 1939: أوبرستورمبانفورر (Obersturmbannführer)
- 1941: شتاندارتن فوهرر (Standartenführer)
- 1943: أوبر فوهرر (Oberführer)
- 1943: بريغاد فوهرر (Brigadeführer)
- 1944: غروبن فوهرر (Gruppenführer)
- 1945: أوبر غروبن فوهرر (Obergruppenführer)
أوسمة هيرمان بريس
- الصليب الحديدي من الدرجة الثانية
- الصليب الحديدي من الدرجة الأولى
- وسام الفارس الصليبي الحديدي
- أوراق البلوط بوسام الفارس الصليبي الحديدي
- سيوف لأوراق البلوط بوسام الفارس الصليبي الحديدي
خاتمة
كان هيرمان بريس شخصية بارزة في قوات الأمن الخاصة خلال الحرب العالمية الثانية. شارك في العديد من المعارك الرئيسية على الجبهة الشرقية وفي معركة الأردين. بعد الحرب، أدين بارتكاب جرائم حرب وقضى عدة سنوات في السجن. يعتبر إرثه مثيرًا للجدل، حيث يراه البعض قائدًا عسكريًا كفئًا، بينما يعتبره آخرون مجرم حرب.