التصميم والبناء
تم تصميم إمبيراتريتسا ماريا كجزء من برنامج إعادة تسليح واسع النطاق للبحرية الروسية. تميز تصميمها بالتوازن بين الحماية النارية والتدريع، بما يتماشى مع معايير الدريدنوت في ذلك الوقت. تم وضع العارضة في حوض بناء السفن في أودسا في أكتوبر 1911، وتم إطلاقها في أكتوبر 1913، ودخلت الخدمة في يوليو 1915. كلفت البارجة ما يقرب من 10.5 مليون روبل.
كانت إمبيراتريتسا ماريا بطول 168 مترًا (551 قدمًا) وعرضها 27 مترًا (89 قدمًا) وغاطسها 8.2 مترًا (27 قدمًا). بلغت إزاحتها 23,000 طن متري (23,000 طن طويل؛ 25,000 طن قصير). كانت مسلحة بـ 12 مدفعًا رئيسيًا عيار 305 ملم (12 بوصة) في أربعة أبراج ثلاثية، بالإضافة إلى 20 مدفعًا ثانويًا عيار 130 ملم (5.1 بوصة)، وأربعة أنابيب طوربيد عيار 457 ملم (18 بوصة). كانت محمية بدرع سميك يتراوح من 75 إلى 200 ملم (3.0 إلى 7.9 بوصة) على حزامها الرئيسي و 25-125 ملم (0.98 إلى 4.9 بوصة) على أسطحها. بلغت سرعتها القصوى 21 عقدة (39 كم/س؛ 24 ميل في الساعة) بفضل محركات التوربينات البخارية التي تعمل بالفحم.
الخدمة في الحرب العالمية الأولى
بدأت إمبيراتريتسا ماريا خدمتها في البحرية الروسية خلال الحرب العالمية الأولى في منطقة البحر الأسود. أصبحت بسرعة العمود الفقري للقوة البحرية الروسية، وشاركت في العديد من العمليات ضد الإمبراطورية العثمانية. لعبت البارجة دورًا حاسمًا في حماية السواحل الروسية وتعطيل عمليات الإمداد العثمانية.
شاركت إمبيراتريتسا ماريا في عدة معارك بارزة. في عام 1915، شاركت في قصف الموانئ والمنشآت العثمانية على طول الساحل التركي. في عام 1916، شاركت في معركة مضيق البوسفور، حيث حاولت تعطيل حركة المرور البحرية العثمانية. ساهمت مدفعيتها الثقيلة في إلحاق أضرار كبيرة بالسفن والمواقع العثمانية.
غرق البارجة
في 7 أكتوبر 1916، بينما كانت ترسو في ميناء سيفاستوبول، اندلعت سلسلة من الانفجارات المدمرة على متن إمبيراتريتسا ماريا. تسببت الانفجارات في غرق السفينة بسرعة، مما أسفر عن مقتل مئات البحارة. أدى التحقيق في الحادث إلى اتهامات بالتخريب، ولكن لم يتم تحديد السبب النهائي للانفجارات على وجه اليقين. هناك نظريات متعددة، بما في ذلك الحريق العرضي في مخزن الذخيرة، والتخريب من قبل عملاء ألمان، أو حتى عيب في تصميم السفينة.
كانت خسارة إمبيراتريتسا ماريا ضربة قوية للبحرية الروسية، ليس فقط بسبب فقدان السفينة نفسها، ولكن أيضًا بسبب فقدان العديد من أفراد الطاقم ذوي الخبرة. أثر غرقها بشكل كبير على معنويات البحرية الروسية وأضعف بشكل كبير قدرتها على العمل في البحر الأسود. على الرغم من الجهود المبذولة لانتشال السفينة، إلا أنها ظلت في قاع البحر حتى تم تفكيكها في عام 1926.
الاستنتاجات والنقاش حول الأسباب المحتملة للغرق
لا يزال سبب غرق إمبيراتريتسا ماريا لغزًا حتى اليوم. على الرغم من التحقيقات المكثفة التي أجريت في أعقاب الحادث، إلا أن السبب النهائي لم يتم تحديده بشكل قاطع. هناك العديد من النظريات المطروحة، ولكل منها أدلة وقيود.
- التخريب: نظرًا لأن الحرب كانت مستعرة، كان التخريب احتمالًا واردًا. كان لدى ألمانيا، التي كانت في حالة حرب مع روسيا، مصلحة في إضعاف القوة البحرية الروسية. ومع ذلك، لم يتم العثور على دليل ملموس على التخريب.
- الحريق العرضي: قد يكون الحريق في مخزن الذخيرة هو السبب الأكثر ترجيحًا. يمكن أن تشتعل الذخيرة بسبب مجموعة متنوعة من الأسباب، مثل الحريق أو الاحتكاك أو المشاكل في التعامل مع المتفجرات. يمكن أن يؤدي الحريق إلى انفجارات كارثية مثل تلك التي دمرت إمبيراتريتسا ماريا.
- عيوب التصميم: كانت سفن الدريدنوت معقدة، وكانت هناك بعض المشاكل في تصميم إمبيراتريتسا ماريا. يمكن أن يؤدي التصميم غير السليم أو عيوب في البناء إلى وقوع حوادث. ومع ذلك، لا يوجد دليل قاطع على أن عيوب التصميم كانت السبب المباشر للغرق.
بغض النظر عن السبب الدقيق، فإن غرق إمبيراتريتسا ماريا كان خسارة كبيرة للبحرية الروسية. فقدت السفينة القيادية، وأودت بحياة المئات من البحارة. أضعف الحادث بشكل كبير القوة البحرية الروسية في البحر الأسود، وأثر على مسار الحرب في المنطقة.
التأثير والإرث
كان لغرق إمبيراتريتسا ماريا تأثير كبير على البحرية الروسية. أدى فقدان السفينة القيادية إلى إضعاف معنويات البحارة وأثر على قدرة الأسطول على العمل بفعالية. تسبب الحادث أيضًا في تغييرات في إجراءات السلامة البحرية، بهدف منع وقوع حوادث مماثلة في المستقبل. أصبح غرق إمبيراتريتسا ماريا موضوعًا للتحقيقات والتكهنات لسنوات عديدة.
اليوم، لا تزال إمبيراتريتسا ماريا تُذكر كرمز للبراعة البحرية الروسية والتراجيديا التي صاحبت الحرب العالمية الأولى. وهي تذكرنا بتضحيات البحارة الذين خدموا على متنها وبتأثير الحرب المدمر.
الخصائص الرئيسية لإمبيراتريتسا ماريا
- النوع: بارجة حربية (دريدنوت)
- الدولة: الإمبراطورية الروسية
- الفئة: فئة إمبيراتريتسا ماريا (ثلاث سفن)
- المدفعية الرئيسية: 12 × 305 ملم (12 بوصة)
- السرعة: 21 عقدة (39 كم/س؛ 24 ميل في الساعة)
- الإزاحة: 23,000 طن متري (23,000 طن طويل؛ 25,000 طن قصير)
- الطاقم: حوالي 1200-1300 ضابط وبحار
- المصير: غرق في عام 1916 بسبب انفجارات غامضة
خاتمة
إمبيراتريتسا ماريا كانت بارجة حربية قوية خدمت في البحرية الإمبراطورية الروسية خلال الحرب العالمية الأولى. على الرغم من تصميمها المتطور وتسلحها القوي، إلا أنها غرقت بشكل مأساوي في عام 1916 بسبب انفجارات غامضة. لا يزال سبب الغرق لغزًا حتى اليوم، مما يجعله موضوعًا للدراسة والتحليل. يمثل هذا الحادث خسارة كبيرة للبحرية الروسية وتذكيرًا بالتضحيات التي قدمها البحارة خلال الحرب.
المراجع
- Imperial Russian Battleship Imperatritsa Mariya
- Russian battleship Imperatritsa Mariya – Wikipedia
- Naval Weapons of the First World War
- Imperatritsa Mariya – GlobalSecurity.org
“`