فكرة الكتاب الرئيسية
يقوم الكتاب على فكرة أن الجامعات الأمريكية أصبحت معاقل للفكر اليساري المتطرف، وأن الأساتذة الذين يحملون هذه الآراء يقومون بتلقينها للطلاب، مما يؤثر سلبًا على مستقبل البلاد. يزعم هورويتز أن هؤلاء الأساتذة يقومون بتشويه الحقائق التاريخية، وتقويض القيم الأمريكية التقليدية، ونشر الكراهية تجاه الولايات المتحدة.
من هم “أخطر 101 أكاديمي”؟
يضم الكتاب قائمة بـ 101 أستاذ جامعي يعتبرهم هورويتز “خطرين”. وتشمل هذه القائمة مجموعة متنوعة من الأكاديميين من مختلف التخصصات، بما في ذلك التاريخ، والعلوم السياسية، والأدب، والدراسات العرقية. يتم اختيار هؤلاء الأساتذة بناءً على تصريحاتهم وكتاباتهم ومواقفهم السياسية التي يعتبرها هورويتز معادية لأمريكا أو مؤيدة للإرهاب أو مناهضة للرأسمالية.
نقد الكتاب
أثار كتاب “الأساتذة” جدلاً واسعًا منذ نشره. فقد أشاد به المحافظون باعتباره كشفًا ضروريًا للتحيزات اليسارية في الجامعات، بينما انتقده الليبراليون والأكاديميون باعتباره هجومًا غير عادل على حرية التعبير الأكاديمية. اتهم النقاد هورويتز بتشويه آراء الأساتذة الذين تم تضمينهم في الكتاب، وإخراج تصريحاتهم من سياقها، وتجاهل الحقائق التي لا تتفق مع وجهة نظره.
من بين الانتقادات الرئيسية التي وجهت للكتاب:
- المنهجية: يجادل النقاد بأن هورويتز لم يستخدم منهجية علمية في اختيار الأساتذة الذين تم تضمينهم في الكتاب، وأن اختياراته كانت تعسفية وتستند إلى معايير سياسية ضيقة.
- التشويه: يتهم النقاد هورويتز بتشويه آراء الأساتذة الذين تم تضمينهم في الكتاب، وإخراج تصريحاتهم من سياقها، وتجاهل الحقائق التي لا تتفق مع وجهة نظره.
- الرقابة: يخشى النقاد من أن الكتاب يمكن أن يستخدم كأداة للرقابة على حرية التعبير الأكاديمية، وأن الأساتذة قد يترددون في التعبير عن آرائهم بحرية خوفًا من أن يتم تضمينهم في قائمة مماثلة.
تأثير الكتاب
على الرغم من الانتقادات التي وجهت إليه، كان لكتاب “الأساتذة” تأثير كبير على النقاش حول التعليم العالي في الولايات المتحدة. فقد ساهم الكتاب في إثارة المخاوف بشأن التحيزات اليسارية في الجامعات، ودفع بعض المؤسسات التعليمية إلى مراجعة سياساتها المتعلقة بحرية التعبير الأكاديمية. كما ألهم الكتاب منظمات محافظة أخرى لشن حملات مماثلة ضد الأساتذة الذين يعتبرونهم “خطرين”.
أمثلة على الأساتذة المدرجين في الكتاب
من بين الأساتذة الذين تم تضمينهم في كتاب “الأساتذة”:
- نعوم تشومسكي: أستاذ اللغويات والفلسفة في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، وهو معروف بانتقاداته للسياسة الخارجية الأمريكية.
- هوارد زين: مؤرخ وكاتب مسرحي، ومؤلف كتاب “تاريخ الشعب الأمريكي” الذي يقدم سردًا بديلًا للتاريخ الأمريكي من وجهة نظر المهمشين.
- إدوارد سعيد: أستاذ الأدب المقارن في جامعة كولومبيا، ومؤلف كتاب “الاستشراق” الذي ينتقد الطريقة التي يصور بها الغرب الشرق.
- أنجيلا ديفيس: ناشطة سياسية وفيلسوفة وأستاذة جامعية، وهي معروفة بدفاعها عن حقوق الإنسان ومكافحة العنصرية.
ردود فعل الأساتذة المستهدفين
رد العديد من الأساتذة الذين تم تضمينهم في كتاب “الأساتذة” بغضب واستنكار. اتهموا هورويتز بتشويه آرائهم، وإخراج تصريحاتهم من سياقها، ومحاولة إسكاتهم. كما دافعوا عن حقهم في التعبير عن آرائهم بحرية، وأكدوا أنهم ملتزمون بتعليم الطلاب التفكير النقدي وحل المشكلات.
الحرية الأكاديمية مقابل المسؤولية
يثير كتاب “الأساتذة” أسئلة مهمة حول العلاقة بين الحرية الأكاديمية والمسؤولية. فمن ناحية، يجب أن يتمتع الأساتذة بحرية التعبير عن آرائهم بحرية، حتى لو كانت هذه الآراء غير شعبية أو مثيرة للجدل. ومن ناحية أخرى، يجب على الأساتذة أن يكونوا مسؤولين عن التأكد من أنهم يقدمون للطلاب معلومات دقيقة وموضوعية، وأنهم لا يستخدمون مناصبهم للترويج لأجندة سياسية معينة.
يكمن التحدي في إيجاد توازن بين هاتين القيمتين المتعارضتين. فمن الضروري حماية الحرية الأكاديمية لضمان استمرار الجامعات في كونها أماكن للحوار والنقاش المفتوح. وفي الوقت نفسه، من الضروري محاسبة الأساتذة على التأكد من أنهم يوفون بمسؤولياتهم تجاه الطلاب والمجتمع.
خاتمة
كتاب “الأساتذة: أخطر 101 أكاديمي في أمريكا” هو عمل مثير للجدل يهدف إلى تسليط الضوء على ما يعتبره المؤلف تحيزات يسارية متطرفة في الجامعات الأمريكية. أثار الكتاب جدلاً واسعًا، حيث أشاد به المحافظون وانتقده الليبراليون والأكاديميون. على الرغم من الانتقادات التي وجهت إليه، كان للكتاب تأثير كبير على النقاش حول التعليم العالي في الولايات المتحدة، وساهم في إثارة المخاوف بشأن التحيزات اليسارية في الجامعات. يثير الكتاب أسئلة مهمة حول العلاقة بين الحرية الأكاديمية والمسؤولية، ويؤكد على أهمية إيجاد توازن بين هاتين القيمتين المتعارضتين.