الحياة المبكرة والمسيرة المهنية
ولد جيري لويس باسم جوزيف ليفيتش في 16 مارس 1926، في نيوآرك، نيو جيرسي. كان والداه من الفنانين في الفودفيل، وبدأ لويس مسيرته المهنية في سن مبكرة، حيث أدى عروضًا فردية في النوادي الليلية والحانات. في عام 1946، شكّل لويس شراكة كوميدية مع المغني دين مارتن. أصبح الثنائي مشهورًا على الفور، حيث قدموا عروضًا في جميع أنحاء البلاد، وحققوا نجاحًا كبيرًا في السينما والتلفزيون والراديو. اشتهروا بأسلوبهم الكوميدي الذي يعتمد على المزج بين كوميديا لويس الجسدية والفوضوية، وغناء مارتن السلس.
في أوائل الخمسينيات، أصبح لويس ومارتن من أكبر النجوم في أمريكا. قاموا ببطولة العديد من الأفلام الناجحة، بما في ذلك “My Friend Irma” (1949)، و “At War with the Army” (1950)، و “The Caddy” (1953). كما قاموا بتقديم برنامج تلفزيوني أسبوعي، وحصلوا على شعبية واسعة من خلال عروضهم المسرحية المباشرة. ومع ذلك، بدأت العلاقة بين لويس ومارتن في التدهور في أواخر الخمسينيات، ويرجع ذلك جزئيًا إلى المنافسة المتزايدة بينهما. انفصل الثنائي في عام 1956، مما صدم الكثيرين من معجبيهم.
العمل الفردي والنجاح السينمائي
بعد انفصاله عن دين مارتن، بدأ لويس مسيرة مهنية منفردة. أثبت أنه فنان موهوب بشكل لا يصدق، حيث قام ببطولة العديد من الأفلام الناجحة، مثل “The Delicate Delinquent” (1957)، و “The Bellboy” (1960)، و “The Nutty Professor” (1963). كان لويس أيضًا مخرجًا وكاتب سيناريو للعديد من أفلامه، مما منحه سيطرة إبداعية كاملة على مشاريعه. تميزت أفلامه الفردية بكوميديا جسدية مبالغ فيها، وشخصيات غريبة الأطوار، وغالبًا ما كانت تعرض انتقادات اجتماعية خفية. يعتبر فيلم “The Nutty Professor” بشكل خاص من بين أفضل أعماله، حيث لعب دورين مختلفين، أحدهما بشخصية العالم الخجول “جوليوس كيلب”، والآخر بشخصية شخصيته المتغيرة المتغطرسة “بادي لوف”.
في الستينيات، أصبح لويس واحدًا من أكبر نجوم شباك التذاكر في العالم. لقد ابتكر أسلوبًا كوميديًا فريدًا، وهو ما أثار إعجاب الكثيرين، بينما لم يرق لآخرين. لكن لا يمكن إنكار تأثيره على الكوميديا. كان لويس معروفًا بحبه للمرح، وإصراره على تجاوز الحدود.
العمل الخيري والتلفزيون
بالإضافة إلى عمله السينمائي، اشتهر لويس بمساعيه الخيرية. لقد استضاف برنامجًا تلفزيونيًا سنويًا لجمع التبرعات لصالح جمعية ضمور العضلات الأمريكية (MDA) لأكثر من أربعين عامًا. أصبح برنامج “Jerry Lewis MDA Telethon” تقليدًا سنويًا، وجمع مئات الملايين من الدولارات للأبحاث والخدمات الخاصة بالأشخاص المصابين بضمور العضلات. لقد كان لويس متحمسًا للغاية لعمله مع MDA، وكان يعتبره جزءًا مهمًا من حياته المهنية.
على الرغم من نجاحاته، واجه لويس أيضًا بعض الجدل. تعرض لانتقادات بسبب استخدامه المفترض لبعض الأساليب الكوميدية، وكذلك بسبب بعض تعليقاته الشخصية. ومع ذلك، ظل لويس شخصية محبوبة ومحترمة في عالم الترفيه، واستمر في العمل حتى أواخر حياته.
السنوات اللاحقة والميراث
في السنوات الأخيرة من حياته، استمر لويس في الظهور في الأفلام والتلفزيون، وألقى محاضرات عامة. كما كتب سيرته الذاتية، التي لاقت استحسانًا كبيرًا. توفي جيري لويس في 20 أغسطس 2017، عن عمر يناهز 91 عامًا. ترك وراءه إرثًا دائمًا كواحد من أعظم الفنانين الكوميديين في كل العصور. إن إسهاماته في الكوميديا، والسينما، والعمل الخيري لا يمكن إنكارها.
كان جيري لويس فنانًا متعدد المواهب ترك بصمة لا تمحى في عالم الترفيه. من خلال عمله مع دين مارتن، إلى مسيرته الفردية الناجحة، إلى التزامه بالعمل الخيري، ترك لويس وراءه إرثًا دائمًا من الضحك والرحمة. سيُذكر دائمًا كواحد من أعظم الكوميديين في كل العصور.
إرث كوميدي
ترك جيري لويس إرثًا ضخمًا في الكوميديا، أثر على أجيال من الفنانين الكوميديين. اشتهر بأسلوبه الكوميدي الجسدي المفرط والمبالغ فيه، والذي كان في كثير من الأحيان يعتمد على التعابير المضحكة، والحركات الغريبة، والفوضى المتقنة. كما تميزت عروضه بذكائه، وقدرته على الارتجال، وقدرته على التواصل مع الجمهور.
ابتكر لويس شخصيات كوميدية لا تُنسى، مثل “البواب” في فيلم “The Bellboy”، و “جوليوس كيلب” في فيلم “The Nutty Professor”. قدم هذه الشخصيات إلى الحياة من خلال تركيزه المذهل على التفاصيل الجسدية، وقدرته على تغيير صوته، واستعداده للذهاب إلى أقصى الحدود لتحقيق الضحك. أثرت أعماله بشكل كبير على الكوميديين اللاحقين مثل جيم كاري، وآدم ساندلر، وآخرين.
إرث سينمائي
بالإضافة إلى مساهماته في الكوميديا، ترك لويس إرثًا سينمائيًا مهمًا. أخرج وكتب سيناريو العديد من أفلامه، مما منحه سيطرة إبداعية كاملة على مشاريعه. سمحت له هذه السيطرة باستكشاف مجموعة متنوعة من المواضيع، من الهزلية الخفيفة إلى التعليقات الاجتماعية الأكثر عمقًا.
تميزت أفلام لويس بأسلوب بصري فريد من نوعه، غالبًا ما تضمنت زوايا تصوير غريبة، وتعديلات في التحرير، واستخدام الألوان الزاهية. كما كان معروفًا بقدرته على استخدام الموسيقى لخلق تأثيرات كوميدية وعاطفية. من بين أبرز أفلامه “The Bellboy”، و “The Nutty Professor”، و “Cinderfella”، و “The Errand Boy”.
إرث الإنسانية والعمل الخيري
بالإضافة إلى إنجازاته في مجال الترفيه، اشتهر جيري لويس بعمله الخيري. كان مكرسًا بشكل خاص لقضية جمعية ضمور العضلات الأمريكية (MDA). استضاف برنامجًا تلفزيونيًا سنويًا لجمع التبرعات لصالح MDA لأكثر من أربعين عامًا. ساعد هذا البرنامج في جمع مئات الملايين من الدولارات للأبحاث والخدمات الخاصة بالأشخاص المصابين بضمور العضلات.
كان لويس متحمسًا لقضية MDA، وكان يعتبرها جزءًا مهمًا من حياته المهنية. ألهم تفانيه الآخرين على التبرع ودعم القضية، مما ساعد على زيادة الوعي بمرض ضمور العضلات. أصبح برنامج “Jerry Lewis MDA Telethon” تقليدًا سنويًا، وشاهده الملايين من الناس في جميع أنحاء العالم.
خاتمة
جيري لويس كان شخصية بارزة في عالم الترفيه، حيث ترك بصمة لا تمحى كفنان كوميدي، وممثل، ومخرج، وفاعل خير. من خلال أسلوبه الكوميدي الفريد، وأفلامه السينمائية المبتكرة، والتزامه بقضية جمعية ضمور العضلات الأمريكية، ألهم لويس ملايين الأشخاص. سيُذكر دائمًا كأحد أعظم الكوميديين في كل العصور.
المراجع
- صفحة جيري لويس في قاعدة بيانات الأفلام على الإنترنت (IMDb)
- مقالة جيري لويس في موسوعة بريتانيكا
- معلومات حول برنامج Jerry Lewis MDA Telethon على موقع جمعية ضمور العضلات الأمريكية (MDA)
- مقالة عن وفاة جيري لويس في صحيفة نيويورك تايمز
“`