الأناجيل القانونية في المسيحية
تعتبر الأناجيل القانونية (أو الأناجيل الرسمية) النصوص الأساسية في الديانة المسيحية. وهي الأناجيل التي قبلتها الكنائس المسيحية المختلفة كجزء من الكتاب المقدس. هذه الأناجيل هي:
- إنجيل متى
- إنجيل مرقس
- إنجيل لوقا
- إنجيل يوحنا
تصف هذه الأناجيل حياة وتعاليم يسوع المسيح، وتعتبر المصدر الرئيسي للمعرفة حول حياته وخدمته وموته وقيامته. تُقدم الأناجيل الأربعة روايات مختلفة، ولكنها متوافقة بشكل عام، حول هذه الأحداث. على الرغم من وجود اختلافات في التفاصيل والتركيز، إلا أنها تشترك في الأساس في رسالتها.
أهمية الأناجيل في المسيحية
تلعب الأناجيل دورًا محوريًا في العقيدة المسيحية. فهي:
- تكشف عن شخصية يسوع المسيح: تقدم الأناجيل صورة متكاملة لشخصية يسوع، كونه المعلم والرب والابن.
- تنقل تعاليم يسوع: تحتوي الأناجيل على العديد من التعاليم والمواعظ والأمثال التي قدمها يسوع لتوجيه أتباعه.
- تشهد على موت وقيامة يسوع: تعتبر الأناجيل شهادة على الأحداث التي يعتقد المسيحيون أنها جوهر إيمانهم، وهي موت يسوع على الصليب وقيامته من بين الأموات.
- توفر أساسًا للعبادة والممارسات المسيحية: تشكل الأناجيل الأساس الذي تقوم عليه العديد من الطقوس والممارسات المسيحية، مثل المعمودية والعشاء الرباني.
تُقرأ الأناجيل في الكنائس المسيحية في جميع أنحاء العالم كجزء من الليتورجيا، وتعتبر مصدر إلهام وتعزية للمؤمنين.
أصل وتاريخ الأناجيل
لم يُكتب أي من الأناجيل الأربعة بواسطة يسوع نفسه. بل كُتبت من قبل أتباعه وتلاميذه أو من قبل مؤلفين آخرين في فترة زمنية قريبة من حياة يسوع. يُعتقد أن إنجيل مرقس هو الأقدم بين الأناجيل الأربعة، وقد كُتب في الفترة ما بين 65 و 75 ميلادية. يعتقد أن إنجيل متى ولوقا قد استخدما إنجيل مرقس كمصدر، بالإضافة إلى مصدر آخر يُعرف باسم “Q” (Quelle، أي “المصدر” بالألمانية) وهو عبارة عن مجموعة من الأقوال والأمثال التي نُسبت ليسوع. كتب إنجيل يوحنا في وقت لاحق، ربما بين 80 و 90 ميلادية.
مرت الأناجيل بعملية تجميع وقبول كجزء من الكتاب المقدس. وقد استغرق هذا بعض الوقت، حيث كانت هناك العديد من الأناجيل الأخرى التي انتشرت في الفترة الأولى للمسيحية، ولكن لم يتم اعتبارها قانونية. بحلول القرن الثاني الميلادي، بدأت الكنائس في تحديد الكتب التي تعتبر قانونية، وبحلول نهاية القرن الرابع، كان لدى المسيحيين إجماع على الكتب التي تشكل العهد الجديد، بما في ذلك الأناجيل الأربعة.
الفرق بين الأناجيل
على الرغم من أن الأناجيل الأربعة تروي نفس القصة الأساسية عن حياة يسوع، إلا أنها تختلف في أسلوبها وتركيزها وجمهورها المستهدف.
- إنجيل متى: يركز على يسوع كملك ومخلص للشعب اليهودي. يقتبس متى من العهد القديم بشكل متكرر لإظهار أن يسوع هو تحقيق للنبوءات.
- إنجيل مرقس: يقدم صورة سريعة ومكثفة لحياة يسوع، مع التركيز على أفعاله أكثر من أقواله. يعتبر إنجيل مرقس هو الأقصر بين الأناجيل الأربعة.
- إنجيل لوقا: يركز على يسوع كشخص رحيم ومتعاطف مع الفقراء والمهمشين. يولي لوقا اهتمامًا خاصًا للنساء والأشخاص من مختلف الخلفيات.
- إنجيل يوحنا: يركز على لاهوت يسوع وعلاقته بالآب. يقدم يوحنا صورة عميقة ومعقدة ليسوع، مع التركيز على معجزاته وأقواله الروحية.
هذه الاختلافات تعكس وجهات نظر مختلفة للمؤلفين وتوجهاتهم اللاهوتية، مما يثري فهمنا ليسوع وتعاليمه.
الأناجيل الأخرى
بالإضافة إلى الأناجيل الأربعة القانونية، هناك عدد من الأناجيل الأخرى التي لم يتم تضمينها في العهد الجديد. هذه الأناجيل تُعرف باسم الأناجيل المنحولة. كتبت هذه الأناجيل في وقت مبكر نسبيًا، ولكنها لم تحظَ بالقبول من قبل الكنائس المسيحية الرئيسية. غالبًا ما تحتوي هذه الأناجيل على قصص وأحداث إضافية حول حياة يسوع، ولكنها تختلف في الجودة والموثوقية. بعض الأمثلة على الأناجيل المنحولة تشمل:
- إنجيل توما
- إنجيل فيلبس
- إنجيل الطفولة لتوما
تُدرس الأناجيل المنحولة من قبل الباحثين لفهم التنوع في المعتقدات المسيحية المبكرة، ولكنها لا تُعتبر جزءًا من الكتاب المقدس.
الأناجيل الأربعة لفناني الإيف
يشير مصطلح “الأناجيل الأربعة” أيضًا إلى مجموعة من المخطوطات المزخرفة المعروفة باسم “الأناجيل الأربعة لفناني الإيف”. هذه المخطوطات كتبها الراهب الأيرلندي، إيف، في القرن التاسع. تعتبر هذه المخطوطات من الأمثلة الرائعة على فن الكتابة الأيرلندي في العصور الوسطى، وهي مزينة برسوم توضيحية معقدة وخطوط جميلة. إنها بمثابة كنز فني وتاريخي، وهي اليوم في حوزة مكتبة ترينيتي في دبلن، أيرلندا.
تعكس هذه المخطوطات أيضًا أهمية الأناجيل الأربعة في الثقافة المسيحية. استخدام الفنانين لهذه النصوص لإبداع هذه الأعمال الفنية يوضح مدى تقدير الأناجيل في حياة المؤمنين.
الأهمية المستمرة للأناجيل
تستمر الأناجيل في التأثير على حياة الملايين من الأشخاص في جميع أنحاء العالم. فهي لا تزال تشكل الأساس الذي تقوم عليه العقيدة المسيحية، وتوفر إرشادات أخلاقية وروحية للمؤمنين. تُقرأ وتُدرس الأناجيل في الكنائس والمنازل وفي كل مكان يجتمع فيه المسيحيون للعبادة. كما أنها مصدر إلهام للفنانين والكتاب والموسيقيين، الذين يستمدون من الأناجيل الإلهام لإبداع أعمال فنية تعبر عن الإيمان والرجاء والمحبة.
بالإضافة إلى ذلك، تواصل الأناجيل جذب اهتمام الباحثين والمؤرخين، الذين يدرسونها لفهم الثقافة والتاريخ في العصور القديمة. دراسة الأناجيل تساعدنا على فهم العالم الذي عاش فيه يسوع، والطرق التي تفاعل بها مع الناس من حوله.
خاتمة
بإيجاز، الأناجيل الأربعة هي نصوص أساسية في المسيحية، تقدم روايات عن حياة يسوع المسيح وتعاليمه. هذه الأناجيل، المكتوبة من قبل متى ومرقس ولوقا ويوحنا، توفر أساسًا للعقيدة المسيحية والعبادة والممارسات. بالإضافة إلى الأناجيل القانونية، هناك أيضًا أناجيل أخرى، بما في ذلك الأناجيل المنحولة. كما يشير المصطلح إلى الأناجيل الأربعة لفناني الإيف، وهي مخطوطات أيرلندية رائعة من العصور الوسطى. الأناجيل الأربعة لها أهمية مستمرة في حياة المسيحيين، وهي مصدر إلهام وتعزية وتعليم، وتستمر في التأثير على الثقافة والفن والدراسة الأكاديمية.