<![CDATA[
نشأته وتعليمه
ولد ديفيد ويذرال في مدينة ليفربول بإنجلترا. حصل على درجة البكالوريوس في الطب والعلوم من جامعة ليفربول في عام 1956. ثم حصل على شهادة الزمالة من الكلية الملكية للأطباء في عام 1962. كان شغفه بالطب والبحث واضحًا منذ بداية مسيرته الأكاديمية. أكمل تدريبه الطبي في مستشفى لندن، حيث بدأ في تطوير اهتمامه بأمراض الدم.
مسيرته المهنية
بدأ ويذرال مسيرته المهنية في مستشفى لندن، ثم انتقل إلى جامعة جونز هوبكنز في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث عمل كزميل بحثي. عاد إلى المملكة المتحدة في عام 1964، حيث شغل منصب محاضر في قسم الطب بجامعة ليفربول. في عام 1974، تم تعيينه أستاذاً للطب في جامعة أكسفورد، وهي الفترة التي شهدت فيها مسيرته البحثية والمهنية ذروتها. شغل أيضًا منصب رئيس قسم الطب في مستشفى جون رادكليف في أكسفورد.
إسهاماته في مجال البحث العلمي
كان ويذرال رائدًا في مجال علم الوراثة الجزيئية وأمراض الدم. ركزت أبحاثه على فهم الأساس الجيني لأمراض الدم الوراثية، ولا سيما الثلاسيميا وفقر الدم المنجلي. الثلاسيميا هي مجموعة من الاضطرابات الوراثية التي تؤثر على إنتاج الهيموجلوبين، وهو البروتين الموجود في خلايا الدم الحمراء الذي يحمل الأكسجين. فقر الدم المنجلي هو اضطراب وراثي آخر يسبب تشوه خلايا الدم الحمراء، مما يؤدي إلى مجموعة متنوعة من المشاكل الصحية.
من خلال عمله، كشف ويذرال عن الآليات الجزيئية التي تكمن وراء هذه الأمراض، مما مهد الطريق لتشخيصها وعلاجها بشكل أفضل. أحد أهم إنجازاته كان تحديده للعيوب الجينية المحددة التي تسبب الثلاسيميا. ساعد هذا الاكتشاف في تطوير اختبارات التشخيص والتدخلات العلاجية، بما في ذلك العلاج الجيني.
بالإضافة إلى أبحاثه حول الثلاسيميا، قدم ويذرال مساهمات كبيرة في فهم فقر الدم المنجلي. درس تأثيرات التغيرات الجينية على سلوك خلايا الدم الحمراء، وكشف عن كيفية تسبب هذه التغييرات في أعراض المرض. ساهمت أبحاثه في تطوير علاجات جديدة لفقر الدم المنجلي، بما في ذلك العلاج الهيدروكسي يوريا وزرع الخلايا الجذعية.
الجوائز والتكريمات
حصل ديفيد ويذرال على العديد من الجوائز والتكريمات المرموقة تقديرًا لإسهاماته في مجال العلوم الطبية. تم انتخابه زميلاً في الجمعية الملكية في عام 1975، وهي أرفع منظمة علمية في المملكة المتحدة. حصل على لقب فارس في عام 1987 تقديرًا لخدماته في الطب. حصل على درجة الدكتوراه الفخرية من العديد من الجامعات، بما في ذلك جامعة أكسفورد وجامعة كامبريدج.
تشمل الجوائز الأخرى التي حصل عليها:
- جائزة لاسكر-ديباكي للبحوث السريرية الطبية (1993).
- ميدالية قلادة العلوم الوطنية (2006).
التأثير والارث
لم يكن ديفيد ويذرال مجرد عالم وباحث بارز، بل كان أيضًا معلمًا ومرشدًا ملهمًا للعديد من الأطباء والعلماء الشباب. أشرف على تدريب عدد كبير من الباحثين الذين واصلوا مسيرة النجاح في مجالاتهم الخاصة. كان معروفًا بتفانيه في التدريس وتشجيع الجيل القادم من العلماء.
ترك ويذرال إرثًا دائمًا في مجال العلوم الطبية. كان عمله الرائد في علم الوراثة الجزيئية وأمراض الدم له تأثير كبير على فهمنا لهذه الأمراض وعلاجها. ساعدت أبحاثه في إنقاذ حياة عدد لا يحصى من الأفراد في جميع أنحاء العالم. بالإضافة إلى ذلك، ساهمت قيادته وتوجيهه في تطوير جيل جديد من العلماء الذين سيواصلون العمل في هذا المجال المهم.
أسس ويذرال أيضًا وحدة أبحاث الثلاسيميا في أكسفورد، والتي أصبحت مركزًا عالميًا للتميز في أبحاث الثلاسيميا والوقاية منها. كانت الوحدة مسؤولة عن العديد من الاكتشافات الهامة، بما في ذلك تطوير اختبارات التشخيص المبكرة وتطوير العلاجات الجديدة.
بفضل إسهاماته، ساهم ديفيد ويذرال في تحسين حياة الملايين من الأشخاص الذين يعانون من أمراض الدم الوراثية. كانت رؤيته وشغفه بالبحث العلمي مصدر إلهام للعديد من العلماء والأطباء في جميع أنحاء العالم. سيبقى إرثه حيًا من خلال العمل المستمر في مجال علم الوراثة وأمراض الدم.
أعماله المنشورة
خلال مسيرته المهنية، نشر ديفيد ويذرال عددًا كبيرًا من الأوراق البحثية والمقالات والكتب. تضمنت بعض أعماله الأكثر شهرة:
- “The Thalassemia Syndromes” (متلازمات الثلاسيميا)
- “Genetic Variation and Human Disease” (التنوع الجيني والأمراض البشرية)
- “ABC of Clinical Genetics” (أبجديات علم الوراثة السريرية)
كانت هذه الكتب بمثابة مصادر قيّمة للطلاب والباحثين والأطباء على حد سواء، وقدمت نظرة شاملة على أحدث التطورات في مجال علم الوراثة وأمراض الدم.
حياته الشخصية
تزوج ديفيد ويذرال من باربرا إليزابيث براون في عام 1958. كان لديهم ثلاثة أطفال. كان معروفًا بحبه للطبيعة والموسيقى، واستمتع بالقراءة والسفر. كان شخصًا متواضعًا ومخلصًا، وكان يحظى باحترام كبير من قبل زملائه وأصدقائه.
المساهمة في تطوير الرعاية الصحية
بالإضافة إلى أبحاثه، لعب ويذرال دورًا مهمًا في تطوير الرعاية الصحية. شغل مناصب قيادية في العديد من المنظمات الطبية، بما في ذلك مجلس البحوث الطبية. ساهمت قيادته في وضع السياسات الصحية وتخصيص الموارد للبحث العلمي. دعم ويذرال أيضًا تطوير البنية التحتية للرعاية الصحية، مما ساهم في تحسين جودة الرعاية المقدمة للمرضى.
الوفاة
توفي السير ديفيد ويذرال في 8 ديسمبر 2018، عن عمر يناهز 85 عامًا. ترك وراءه إرثًا دائمًا من التميز العلمي والتفاني في خدمة الآخرين. سيظل ذكراه حية من خلال عمله وإلهامه للعلماء والأطباء في جميع أنحاء العالم.
خاتمة
كان السير ديفيد ويذرال عالمًا وباحثًا بارزًا في علم الوراثة الجزيئية وأمراض الدم. ساهمت أبحاثه الرائدة في فهمنا لأمراض الدم الوراثية، وتطوير علاجات جديدة، وتحسين حياة عدد لا يحصى من الأفراد. بالإضافة إلى إسهاماته العلمية، كان معلمًا ومرشدًا ملهمًا، وترك إرثًا دائمًا في مجال العلوم الطبية.