تاريخ التقويم الأرمني
يعود تاريخ التقويم الأرمني إلى عام 552 بعد الميلاد، وهو العام الذي اعتمد فيه الأرمن على نظامهم التقويمي الجديد. يمثل هذا العام بداية التقويم الأرمني، ويُعرف باسم “السنة الأرمينية”. يعتمد التقويم على بعض الاعتبارات الفلكية والروحية التي كانت سائدة في ذلك الوقت.
يرتبط التقويم الأرمني ارتباطًا وثيقًا بالتقويم اليولياني، الذي كان سائدًا في الإمبراطورية الرومانية في ذلك الوقت. ومع ذلك، قام الأرمن بتكييف التقويم ليناسب ثقافتهم ومعتقداتهم الدينية. وقد تأثر التقويم الأرمني أيضًا بالتقويم الساساني، الذي كان مستخدمًا في بلاد فارس في ذلك الوقت.
بنية التقويم الأرمني
يتكون التقويم الأرمني من 12 شهرًا، وكل شهر يتكون من 30 يومًا، بالإضافة إلى شهر إضافي يسمى “أضافي” أو “هيفاني”، ويتكون من 5 أيام (أو 6 أيام في السنوات الكبيسة). وبذلك، يبلغ إجمالي عدد أيام السنة الأرمنية 365 يومًا، مع إضافة يوم إضافي كل 4 سنوات في السنة الكبيسة.
- الأشهر الأرمنية: كان لكل شهر اسم خاص به باللغة الأرمنية القديمة، وكانت هذه الأسماء مرتبطة غالبًا بالأحداث الدينية أو الزراعية.
- اليوم الأرمني: كان اليوم في التقويم الأرمني يبدأ عند شروق الشمس وينتهي عند غروبها، ويقسم إلى 24 ساعة.
- السنة الأرمنية: كانت السنة الأرمنية تبدأ في 1 من شهر “ماردي” (Marti)، وهو ما يوافق تقريبًا شهر مارس في التقويم الغريغوري.
أسماء الأشهر الأرمنية
كانت أسماء الأشهر في التقويم الأرمني تعكس في الغالب أهمية الأحداث الزراعية والدينية في حياة الأرمن. إليك قائمة بأسماء الأشهر الأرمنية وترجمتها التقريبية:
- ماردي (Marti): بداية السنة
- هوري (Hori): شهر الرياح
- ساهمي (Sahmi): شهر البذور
- تريهي (Trehi): شهر الحصاد
- كادوسي (Kadusi): شهر الأعشاب
- باردي (Bardzi): شهر المطر
- توزي (Tozi): شهر النار
- أغري (Agri): شهر العنب
- تيازي (Tiazi): شهر الدعم
- أريجي (Aradzi): شهر الحجر
- جيهي (Jehi): شهر الثلج
- بانسي (Pansi): شهر الفاكهة
- أضافي (Afavi): الشهر الإضافي (5 أو 6 أيام)
العلاقة بين التقويم الأرمني والتقويم الغريغوري
بمرور الوقت، أصبح التقويم الأرمني يختلف عن التقويم الغريغوري، الذي هو التقويم الأكثر استخدامًا في العالم اليوم. يعود هذا الاختلاف إلى الفرق في بداية السنة، وكذلك إلى الاختلاف في حساب السنوات الكبيسة.
لتحويل تاريخ من التقويم الأرمني إلى التقويم الغريغوري، يجب إضافة 551 عامًا إلى السنة الأرمنية. على سبيل المثال، إذا كانت السنة الأرمنية هي 1472، فإن السنة الغريغورية المقابلة هي 2023 (1472 + 551 = 2023). ومع ذلك، يجب أيضًا مراعاة الفرق في تواريخ بدء السنة، حيث أن بداية السنة الأرمنية قد تختلف عن بداية السنة الغريغورية.
الاحتفالات والمناسبات في التقويم الأرمني
على الرغم من أن التقويم الأرمني لم يعد قيد الاستخدام الواسع النطاق اليوم، إلا أنه لا يزال له أهمية ثقافية ودينية للأرمن. العديد من المناسبات الدينية والوطنية الأرمنية كانت تعتمد على التقويم الأرمني.
من بين هذه الاحتفالات:
- عيد الميلاد (التقويم الأرمني): يحتفل الأرمن بعيد الميلاد في 6 يناير، وهو تاريخ يختلف عن تاريخ عيد الميلاد في التقويم الغريغوري (25 ديسمبر).
- عيد الفصح (التقويم الأرمني): يحدد عيد الفصح في التقويم الأرمني بناءً على حسابات فلكية معقدة، وهو يختلف أيضًا عن تاريخ عيد الفصح في التقويم الغريغوري.
- الاحتفالات الوطنية والدينية الأخرى: بالإضافة إلى ذلك، كانت هناك العديد من الاحتفالات الأخرى التي تعتمد على التقويم الأرمني، والتي كانت تحدد تواريخها بناءً على هذا التقويم.
تراجع استخدام التقويم الأرمني
مع انتشار التقويم الغريغوري في جميع أنحاء العالم، بدأ استخدام التقويم الأرمني في التراجع. اليوم، يستخدم التقويم الغريغوري على نطاق واسع في أرمينيا، في حين أن التقويم الأرمني يستخدم بشكل رئيسي في السياقات الدينية والثقافية.
هناك عدة عوامل ساهمت في تراجع استخدام التقويم الأرمني:
- التواصل العالمي: مع تزايد التواصل العالمي، أصبح من الضروري استخدام تقويم موحد لتسهيل التجارة والتبادل الثقافي.
- التأثير الغربي: تعرضت أرمينيا لتأثيرات ثقافية غربية قوية، مما أدى إلى اعتماد التقويم الغريغوري.
- التبسيط: يعتبر التقويم الغريغوري أسهل في الاستخدام والفهم من التقويم الأرمني.
أهمية التقويم الأرمني التاريخية والثقافية
على الرغم من تراجع استخدامه العملي، يظل التقويم الأرمني يحمل أهمية تاريخية وثقافية كبيرة. إنه يمثل جزءًا مهمًا من التراث الأرمني، ويساعد على الحفاظ على الهوية الثقافية للأرمن.
تظهر أهمية التقويم الأرمني في:
- الحفاظ على التراث: يساعد التقويم الأرمني على الحفاظ على التراث التاريخي للأرمن، وربطهم بماضيهم.
- الدراسات الأكاديمية: يستخدم التقويم الأرمني في الدراسات الأكاديمية، وخاصة في مجالات التاريخ وعلم الآثار.
- المناسبات الدينية والثقافية: لا يزال التقويم الأرمني يستخدم في بعض المناسبات الدينية والثقافية، مثل احتفالات الكنيسة الأرمنية.
التقويم الأرمني في العصر الحديث
اليوم، يمكن العثور على التقويم الأرمني في بعض الكتب والمقالات التاريخية، وفي بعض المواقع الإلكترونية التي تهتم بالتراث الأرمني. هناك أيضًا بعض البرامج والتطبيقات التي تحول التواريخ من التقويم الأرمني إلى التقويم الغريغوري والعكس.
على الرغم من أنه لم يعد مستخدمًا على نطاق واسع، إلا أن التقويم الأرمني يظل رمزًا مهمًا للتراث الأرمني. إنه يذكرنا بتاريخ وثقافة الشعب الأرمني، ويساعد على الحفاظ على هويتهم الثقافية.
خاتمة
التقويم الأرمني هو نظام تقويم فريد من نوعه، استخدم في أرمينيا خلال العصور الوسطى. يعتمد هذا التقويم على بداية تاريخية مميزة، وتفاصيل فلكية خاصة. على الرغم من تراجع استخدامه، فإنه لا يزال يحمل أهمية تاريخية وثقافية كبيرة للأرمن. يمثل التقويم الأرمني جزءًا من التراث الأرمني، ويذكرنا بتاريخ وثقافة الشعب الأرمني، ويساعد على الحفاظ على هويتهم الثقافية. استكشاف التقويم الأرمني يوفر نظرة ثاقبة على تاريخ وثقافة أرمينيا القديمة، ويسلط الضوء على التنوع الثقافي للتقويمات المستخدمة عبر التاريخ.