جوزيف سماغورينسكي (Joseph Smagorinsky)

الحياة المبكرة والتعليم

ولد جوزيف سماغورينسكي في مدينة نيويورك. أظهر اهتمامًا مبكرًا بالعلوم، وحصل على درجة البكالوريوس في الفيزياء من جامعة نيويورك في عام 1943. بعد ذلك، خدم في الجيش الأمريكي خلال الحرب العالمية الثانية. بعد عودته من الحرب، حصل على درجة الماجستير والدكتوراه في الأرصاد الجوية من جامعة شيكاغو في عامي 1949 و 1953 على التوالي. كان لتعليمه في جامعة شيكاغو، التي كانت مركزًا رائدًا في الأرصاد الجوية في ذلك الوقت، تأثير كبير على مسيرته المهنية.

المسيرة المهنية المبكرة

بدأ سماغورينسكي مسيرته المهنية في مكتب الأرصاد الجوية الأمريكي (لاحقًا الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي، NOAA) في عام 1953. كان في هذا الوقت يركز على تطوير نماذج رياضية للتنبؤ بالطقس. أدرك سماغورينسكي الإمكانات الهائلة للحواسيب في محاكاة العمليات المعقدة في الغلاف الجوي. بدأ هو وفريقه في استخدام الحواسيب في محاكاة الطقس والمناخ، وهو جهد رائد في ذلك الوقت. كان عمله في هذه الفترة حاسمًا في وضع الأساس للنماذج المناخية الحديثة.

الريادة في النمذجة المناخية

كان سماغورينسكي رائدًا في تطوير النماذج المناخية الحاسوبية. أدرك أن فهم نظام المناخ يتطلب محاكاة شاملة للعلاقات المعقدة بين الغلاف الجوي والمحيطات والجليد والنظم البيئية. بدأ هو وزملاؤه في تطوير نماذج رياضية معقدة تحاكي هذه العمليات. استخدموا الحواسيب العملاقة في ذلك الوقت لإجراء هذه المحاكاة، التي كانت تتطلب قدرة حوسبة هائلة. كان عمله في هذا المجال رائدًا، وأسهم بشكل كبير في تطوير النماذج المناخية التي نستخدمها اليوم.

كانت إحدى أهم مساهمات سماغورينسكي هي تطوير ما يسمى بـ “نماذج الدوران العام” (GCMs). هذه النماذج هي نماذج رياضية معقدة تحاكي العمليات الفيزيائية والكيميائية التي تحدث في الغلاف الجوي والمحيطات. تستخدم هذه النماذج للتنبؤ بالطقس والمناخ على المدى الطويل. كان عمل سماغورينسكي حاسمًا في تطوير هذه النماذج وجعلها أداة أساسية في علم المناخ.

المركز الوطني لأبحاث المحيطات والغلاف الجوي (NCAR)

في عام 1960، تم تعيين سماغورينسكي كأول مدير للمركز الوطني لأبحاث المحيطات والغلاف الجوي (NCAR) في بولدر، كولورادو. كان NCAR مؤسسة جديدة تأسست لتعزيز أبحاث الغلاف الجوي والمحيطات. تحت قيادة سماغورينسكي، أصبح NCAR مركزًا عالميًا رائدًا في أبحاث المناخ. قام بتجميع فريق من العلماء والباحثين المتميزين، وشجع على التعاون بين التخصصات المختلفة. ساعد في تأسيس NCAR كمؤسسة رائدة في أبحاث المناخ، وساهم في تعزيز فهمنا للعمليات المعقدة التي تشكل نظام المناخ.

خلال فترة عمله في NCAR، دعم سماغورينسكي تطوير العديد من المشاريع البحثية الهامة. وشملت هذه المشاريع دراسة تأثير التغيرات في تركيبة الغلاف الجوي على المناخ، وتطوير نماذج مناخية أكثر دقة، وتحسين فهمنا لدور المحيطات في المناخ. كما عمل على تعزيز التعاون الدولي في أبحاث المناخ، مما ساهم في تطوير فهم عالمي للتغيرات المناخية.

المساهمات في العلوم والسياسة

بالإضافة إلى عمله العلمي، كان سماغورينسكي ناشطًا في سياسات المناخ. أدرك أهمية التواصل بين العلماء وصناع القرار، وعمل على توصيل نتائج الأبحاث العلمية إلى الجمهور وصناع السياسات. شهد على أهمية التغيرات المناخية في الكونغرس الأمريكي، وساهم في صياغة السياسات المتعلقة بالتغيرات المناخية. كان صوته مسموعًا في نقاشات السياسات المتعلقة بالمناخ، وساهم في رفع الوعي بأهمية معالجة قضية التغيرات المناخية.

كان لسماغورينسكي دور فعال في تأسيس البرنامج العالمي لأبحاث المناخ (WCRP)، وهو برنامج دولي يهدف إلى تنسيق أبحاث المناخ في جميع أنحاء العالم. كان إسهامه في هذا البرنامج حاسمًا في تعزيز التعاون الدولي في أبحاث المناخ. ساعد في جمع العلماء من مختلف البلدان معًا للعمل على فهم نظام المناخ بشكل أفضل. لقد كان حجر الزاوية في الجهود الدولية للتعامل مع تحدي التغيرات المناخية.

الإرث

ترك جوزيف سماغورينسكي إرثًا دائمًا في علم المناخ. كان رائدًا في النمذجة المناخية، وأسهمت أبحاثه في فهمنا الحالي للتغيرات المناخية وتأثيراتها. كان له دور فعال في تطوير نماذج المناخ التي نستخدمها اليوم للتنبؤ بالطقس والمناخ على المدى الطويل. كما كان له دور قيادي في تأسيس NCAR، الذي أصبح مركزًا عالميًا رائدًا في أبحاث المناخ. بالإضافة إلى ذلك، كان ناشطًا في سياسات المناخ، وعمل على توصيل نتائج الأبحاث العلمية إلى الجمهور وصناع السياسات. لقد أثرت مساهماته بشكل كبير على فهمنا للعمليات المعقدة التي تشكل نظام المناخ، ومساعدتنا على الاستعداد للتغيرات المناخية المستقبلية.

التكريم والتقدير

حصل جوزيف سماغورينسكي على العديد من الجوائز والتكريمات خلال حياته المهنية. حصل على جائزة “لورنس جي سميث” من الجمعية الأمريكية للأرصاد الجوية. حصل أيضًا على وسام الخدمة المتميزة من وزارة التجارة الأمريكية. كان عضوًا في الأكاديمية الوطنية للعلوم. هذه الجوائز والتكريمات تعكس التقدير الواسع النطاق لمساهماته في علم المناخ.

التأثير على علم المناخ

كان تأثير جوزيف سماغورينسكي على علم المناخ هائلاً. لقد وضع الأساس للنماذج المناخية الحديثة، وأسهم في تطوير فهمنا للتغيرات المناخية. لقد أظهر كيف يمكن استخدام الحواسيب في محاكاة العمليات المعقدة في الغلاف الجوي. كما شجع على التعاون بين التخصصات المختلفة، مما ساهم في تطوير فهم شامل لنظام المناخ. كان عمله حاسمًا في تطوير النماذج المناخية التي نستخدمها اليوم للتنبؤ بالطقس والمناخ على المدى الطويل. تأثيره يمتد إلى يومنا هذا، حيث تستمر النماذج المناخية في التحسن بناءً على الأساس الذي وضعه.

خاتمة

كان جوزيف سماغورينسكي عالمًا بارزًا في مجال الأرصاد الجوية وعلم المناخ، وترك بصمة لا تُمحى في هذا المجال. كان رائدًا في النمذجة المناخية، وأسهمت أبحاثه في فهمنا الحالي للتغيرات المناخية. أسس المركز الوطني لأبحاث المحيطات والغلاف الجوي (NCAR)، وقام بتوجيه هذا المركز ليصبح مركزًا رائدًا في أبحاث المناخ على مستوى العالم. بالإضافة إلى ذلك، كان ناشطًا في سياسات المناخ، وعمل على توصيل نتائج الأبحاث العلمية إلى الجمهور وصناع السياسات. يعتبر إرثه العلمي والقيادي مصدر إلهام للعديد من العلماء والباحثين في جميع أنحاء العالم.

المراجع

“`