التصميم والبناء
تم تصميم مدمرات الفئة الثانية من طراز هانت لتلبية الحاجة إلى سفن مرافقة سريعة وقادرة على تحمل ظروف المحيط الأطلسي القاسية. تميزت هيرسلي بتصميمها القوي وتجهيزاتها المتطورة في ذلك الوقت. تم بناء هيرسلي في حوض بناء السفن في سوان هنتر، والينغتون في وولسيند، وتم إطلاقها في 22 مايو 1940، ودخلت الخدمة في 10 يناير 1941.
بلغ طول هيرسلي الإجمالي 85.3 مترًا، وعرضها 9.6 مترًا، وغاطسها 2.7 مترًا. كانت تزيح 1050 طنًا قياسيًا و1430 طنًا بكامل حمولتها. تم تجهيز السفينة بمحركات بخارية تعمل بالتروس، والتي تولد قوة دفع تبلغ 19000 حصان، مما يسمح لها بالوصول إلى سرعة قصوى تبلغ 27 عقدة. كان طاقم السفينة يتكون عادة من 160 ضابطًا ورجلًا.
تسليح هيرسلي الرئيسي كان يتكون من ستة مدافع عيار 4 بوصات (102 ملم) في ثلاثة أبراج مزدوجة. كان لديها أيضًا مدفع مضاد للطائرات من عيار 40 ملم، وعدد من المدافع الرشاشة المضادة للطائرات عيار 20 ملم. بالإضافة إلى ذلك، كانت هيرسلي تحمل قاذفات أعماق وقضبان تفجير أعماق، بالإضافة إلى مجموعات من طوربيدات عيار 21 بوصة.
الخدمة في الحرب العالمية الثانية
بدأت هيرسلي خدمتها النشطة في بداية عام 1941، حيث انضمت إلى الأسطول المحلي البريطاني. تم تكليفها في البداية بحماية القوافل التي تبحر عبر المحيط الأطلسي. كانت هذه القوافل هدفًا رئيسيًا لهجمات الغواصات الألمانية، وكانت هيرسلي تلعب دورًا حاسمًا في حماية السفن التجارية من هذه الهجمات. قامت هيرسلي بالعديد من العمليات الناجحة، حيث ساعدت في إغراق العديد من الغواصات الألمانية.
في عام 1942، شاركت هيرسلي في عملية “شيربرغ”، وهي غارة على ميناء شيربورغ في فرنسا. خلال هذه العملية، وفرت هيرسلي دعمًا ناريًا للقوات البريطانية والكوماندوز التي هاجمت الميناء. على الرغم من أن الغارة لم تكن ناجحة بالكامل، إلا أن هيرسلي أثبتت قدرتها على توفير الدعم الناري في ظروف صعبة.
في عام 1943، شاركت هيرسلي في معركة الأطلسي، وهي حملة طويلة ومريرة لمكافحة الغواصات الألمانية. قامت هيرسلي بدوريات في المحيط الأطلسي، وحمت القوافل من هجمات الغواصات. خلال هذه الفترة، ساعدت هيرسلي في إغراق العديد من الغواصات الألمانية، وساهمت في تحقيق النصر في معركة الأطلسي.
في عام 1944، شاركت هيرسلي في عملية “نبتون”، وهي عملية الإنزال في نورماندي. وفرت هيرسلي الدعم الناري للقوات المتحالفة التي نزلت على الشواطئ الفرنسية. لعبت هيرسلي دورًا حيويًا في هذه العملية، حيث ساعدت في حماية القوات المتحالفة من هجمات الألمان.
بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، استمرت هيرسلي في الخدمة لفترة قصيرة. تم بيعها إلى شركة تجارية في عام 1949، وتم تحويلها إلى سفينة تجارية. تم تغيير اسمها إلى “كولنغووود” في عام 1950، وتم تفكيكها في عام 1958.
العمليات والمهام البارزة
شاركت إتش إم إس هيرسلي في عدد من العمليات والمهام البارزة خلال خدمتها. بعض هذه العمليات تشمل:
- حماية القوافل عبر المحيط الأطلسي: قامت هيرسلي بحماية السفن التجارية من هجمات الغواصات الألمانية.
- عملية شيربورغ (1942): شاركت في غارة على ميناء شيربورغ في فرنسا، ووفرت الدعم الناري.
- معركة الأطلسي (1943): شاركت في معركة طويلة لمكافحة الغواصات الألمانية، وساعدت في إغراق العديد منها.
- عملية نبتون (1944): وفرت الدعم الناري للقوات المتحالفة خلال الإنزال في نورماندي.
التميز والإنجازات
خلال فترة خدمتها، حصلت إتش إم إس هيرسلي على العديد من الإشادات والإنجازات. تميزت السفينة بالعديد من الجوانب، بما في ذلك:
- القيادة والشجاعة: أظهر طاقم هيرسلي شجاعة كبيرة في مواجهة العدو.
- الكفاءة: أثبتت هيرسلي كفاءتها في العديد من المهام الصعبة.
- المساهمة في النصر: ساهمت هيرسلي بشكل كبير في تحقيق النصر في الحرب العالمية الثانية.
التأثير والتراث
تركت إتش إم إس هيرسلي إرثًا دائمًا في تاريخ البحرية الملكية البريطانية. تم تخليد ذكرى السفينة وطاقمها من خلال:
- الذاكرة الجماعية: تم تذكر هيرسلي كرمز للشجاعة والتفاني.
- الدراسات التاريخية: تم دراسة دور هيرسلي في الحرب العالمية الثانية من قبل المؤرخين والباحثين.
- النماذج والمجسمات: تم بناء نماذج ومجسمات لهيرسلي لتخليد ذكراها.
أهمية سفن الفئة الثانية من طراز هانت
كانت مدمرات الفئة الثانية من طراز هانت ضرورية لجهود الحرب. لقد قدموا الدعم الحاسم في مجموعة متنوعة من الأدوار، بما في ذلك حماية القوافل ومكافحة الغواصات وتقديم الدعم الناري للقوات البرية. إن تصميمها القوي وقدرتها على تحمل الظروف الجوية القاسية جعلتها أصولًا قيمة للبحرية الملكية البريطانية.
كانت إتش إم إس هيرسلي مثالاً على هذه السفن، حيث خدمت بشجاعة وكفاءة طوال الحرب. كان إرثها بمثابة شهادة على تفاني وشجاعة طاقمها، ومساهمتها في النصر في الحرب العالمية الثانية.
خاتمة
كانت إتش إم إس هيرسلي مدمرة مرافقة من الفئة الثانية من طراز هانت، وخدمت في البحرية الملكية البريطانية خلال الحرب العالمية الثانية. شاركت في العديد من العمليات الهامة، بما في ذلك حماية القوافل، ومكافحة الغواصات، وعمليات الإنزال في نورماندي. أظهر طاقم هيرسلي شجاعة وكفاءة كبيرين، وساهمت السفينة بشكل كبير في جهود الحرب. تم بيع هيرسلي بعد الحرب وتحويلها إلى سفينة تجارية، لكن إرثها كرمز للشجاعة والتفاني لا يزال حيًا حتى اليوم.
المراجع
“`