تاريخ وتصنيف الأسماك الفلكية
تم وصف جنس Astronotus لأول مرة في عام 1831 من قبل عالم الحيوان النمساوي يوهان ياكوب هيكل. الاسم “Astronotus” مشتق من الكلمات اليونانية “Astron” (نجمة) و “Notus” (الظهر)، في إشارة إلى البقع الشبيهة بالنجوم الموجودة على ظهر الأسماك. تم تصنيف Astronotus في الأصل ضمن عائلة أسماك الكارب، ولكن تم نقله لاحقًا إلى عائلة البلطية بناءً على التشابهات الهيكلية والسلوكية.
يُعتقد أن الأسماك الفلكية تطورت في أحواض الأمازون وأورينوكو في أمريكا الجنوبية. لقد تكيفوا مع مجموعة متنوعة من البيئات، من الأنهار ذات التيار السريع إلى البحيرات والمستنقعات الهادئة. أدى هذا التكيف إلى مجموعة متنوعة من الألوان والأنماط داخل الأنواع المختلفة.
في الوقت الحالي، هناك نوعان معترف بهما بشكل قاطع داخل جنس Astronotus:
- Astronotus ocellatus: وهو الأكثر شيوعًا، ويتميز بألوانه المتنوعة وشخصيته الجريئة.
- Astronotus orbicularis: وهو أقل شيوعًا، ويميل إلى أن يكون ذو شكل أكثر استدارة وألوان أقل إشراقًا.
هناك أيضًا بعض الاختلافات اللونية والتشكلية التي قد تشير إلى أنواع أخرى، ولكن هناك حاجة إلى مزيد من البحث لتأكيد ذلك.
المظهر والسلوك
تتميز الأسماك الفلكية بمظهرها المميز وسلوكها الجذاب. وهي أسماك كبيرة نسبيًا، حيث يمكن أن يصل طولها إلى 45 سم (18 بوصة) في البرية، على الرغم من أنها قد تكون أصغر في الأسر. يتميز الجسم بشكل بيضاوي أو مستطيل، برأس كبير وعينين صغيرتين نسبيًا. الفم كبير وعريض، مع أسنان قوية مصممة للإمساك بالفريسة.
الألوان: تختلف ألوان الأسماك الفلكية بشكل كبير، اعتمادًا على النوع والموقع الجغرافي. تشمل الألوان الشائعة البني والأسود والأحمر والبرتقالي والأصفر والأبيض. قد يكون لديهم أيضًا بقع أو خطوط أو بقع مختلفة على أجسامهم. واحدة من أكثر السمات المميزة لـ Astronotus ocellatus هي “البقعة العينية” أو “العين” على قاعدة الزعنفة الذيلية، والتي يُعتقد أنها تساعد في تشتيت الحيوانات المفترسة.
السلوك: الأسماك الفلكية هي أسماك ذكية وذات سلوك اجتماعي. يمكنهم التعرف على أصحابها وبعضهم البعض، وغالبًا ما يتفاعلون مع البشر في محيطهم. إنهم فضوليون ومستكشفون، وغالبًا ما يقومون بفحص بيئتهم بحثًا عن الطعام أو التفاعل. في الأسر، يمكنهم إظهار مجموعة متنوعة من السلوكيات، بما في ذلك السباحة بنشاط، واللعب بالأشياء، وحتى البحث عن الطعام من أيدي أصحابها.
تعتبر الأسماك الفلكية من الأسماك الإقليمية، خاصة خلال موسم التكاثر. قد يظهرون سلوكًا عدوانيًا تجاه الأسماك الأخرى في أحواضهم، خاصة إذا كانت الأسماك الأخرى مشابهة في الحجم أو الشكل. لذلك، من المهم توفير مساحة واسعة وأماكن للاختباء للأسماك في حوض السمك لتجنب النزاعات.
بيئة المعيشة والرعاية في الأسر
تعد رعاية الأسماك الفلكية في الأسر تحديًا نسبيًا بسبب حجمها وسلوكها. ومع ذلك، مع الرعاية المناسبة، يمكنهم أن يكونوا إضافة مجزية لأي حوض سمك.
حجم الحوض: تتطلب الأسماك الفلكية أحواضًا كبيرة. يجب أن يكون الحوض الأقل حجمًا لأسماك البالغين على الأقل 150 جالونًا (568 لترًا)، مع حجم أكبر يفضل لتوفير مساحة أكبر للسباحة وتقليل العدوان.
المياه: يجب أن تكون المياه في حوض السمك نظيفة وجيدة التهوية. يجب أن تكون درجة الحرارة بين 24 و 30 درجة مئوية (75-86 درجة فهرنهايت)، مع درجة حموضة (pH) بين 6.0 و 7.5. يجب إجراء تغييرات منتظمة للمياه (25-50٪ أسبوعيًا) للحفاظ على جودة المياه.
الديكور: يجب توفير الديكور المناسب في الحوض لتوفير أماكن للاختباء وتقليل التوتر. يمكن استخدام الصخور والخشب والجذور والنباتات الاصطناعية لتوفير أماكن الاختباء والملاذ. من المهم أيضًا توفير مساحة مفتوحة للسباحة. يجب أن تكون جميع الديكورات غير حادة لتجنب إصابة الأسماك.
التغذية: الأسماك الفلكية هي من آكلات اللحوم، وتتطلب نظامًا غذائيًا غنيًا بالبروتين. يمكن إطعامهم بمجموعة متنوعة من الأطعمة، بما في ذلك كريات الأسماك عالية الجودة، والديدان الحية والمجمدة، والروبيان، واللحوم المفرومة. يجب تجنب الإفراط في الإطعام، حيث يمكن أن يؤدي ذلك إلى مشاكل صحية وتلوث المياه. يجب إطعامهم مرتين أو ثلاث مرات في اليوم بكمية يمكنهم تناولها في بضع دقائق.
الرفقاء: يجب اختيار الرفقاء بحذر، حيث أن الأسماك الفلكية قد تكون عدوانية تجاه الأسماك الأخرى. يجب تجنب وضعها مع الأسماك الصغيرة أو السلمية. تشمل الرفقاء المناسبون أنواعًا أخرى من البلطية ذات الأحجام المماثلة، وبعض أنواع الشاربين الكبيرة، والأسماك القاعية الكبيرة.
التكاثر
يمكن أن يتكاثر الأسماك الفلكية في الأسر، على الرغم من أن هذه العملية يمكن أن تكون صعبة. يتطلب التكاثر إعداد حوض خاص وتوفير الظروف المناسبة.
إعداد حوض التكاثر: يجب أن يكون حوض التكاثر كبيرًا، مع مساحة كافية للزوجين وحجر مسطح للتكاثر. يجب أن تكون درجة الحرارة أعلى قليلاً من المعتاد (حوالي 28 درجة مئوية/82 درجة فهرنهايت). يجب أن تكون المياه نظيفة وجيدة التهوية.
اختيار الأزواج: يجب اختيار الأزواج بعناية. غالبًا ما يكون الأزواج المتزاوجون معًا أكثر نجاحًا في التكاثر. يمكن ملاحظة السلوكيات التي تشير إلى التزاوج، مثل التنظيف المشترك للحجر والرقص.
وضع البيض: تضع الأنثى البيض على السطح النظيف (عادةً حجر مسطح). يقوم الذكر بتخصيب البيض بعد ذلك. يمكن أن تضع الأنثى ما بين 1000 إلى 3000 بيضة.
العناية بالبيض والصغار: يعتني الوالدان بالبيض والصغار. يقومون بحراسة البيض وتوفير الأكسجين عن طريق تحريك الماء حولهم. بعد حوالي 3-5 أيام، تفقس البيض وتظهر الصغار. يجب إطعام الصغار بمزيج من الأطعمة المتخصصة الصغيرة، مثل يرقات الروبيان. يمكن إزالة الصغار من الحوض بعد أسبوعين أو ثلاثة أسابيع لحمايتهم من الأكل من قبل الوالدين.
المشاكل الصحية الشائعة
مثل جميع الأسماك، يمكن أن تكون الأسماك الفلكية عرضة لبعض المشاكل الصحية. تشمل المشاكل الشائعة ما يلي:
- التعفن الزعنفي: يمكن أن يحدث بسبب سوء نوعية المياه. تظهر الزعانف وكأنها تتآكل وتتحلل.
- البقع البيضاء (Ich): مرض طفيلي يظهر على شكل بقع بيضاء صغيرة على الجسم والزعانف.
- الانتفاخ (Dropsy): حالة يمكن أن تحدث بسبب فشل الأعضاء. قد يظهر البطن منتفخًا.
- إصابات الجلد: يمكن أن تحدث بسبب العدوانية أو الديكور الحاد في الحوض.
من المهم مراقبة الأسماك عن كثب والتعامل مع أي مشاكل صحية على الفور. يجب استشارة طبيب بيطري متخصص في الأسماك إذا لزم الأمر.
أهمية الأسماك الفلكية
تتمتع الأسماك الفلكية بأهمية كبيرة في مجالات متعددة:
- في علم الأحياء المائية: توفر الأسماك الفلكية فرصة للبحث العلمي حول سلوك الأسماك وتكيفها.
- في أحواض السمك: تحظى بشعبية كبيرة في أحواض السمك المنزلية بسبب ألوانها الجذابة وشخصيتها الفريدة.
- في التجارة: تُباع الأسماك الفلكية في جميع أنحاء العالم في متاجر الحيوانات الأليفة.
- في البيئة: تساعد في الحفاظ على التوازن البيئي في موطنها الأصلي من خلال دورها في السلسلة الغذائية.
نصائح إضافية للعناية
لضمان صحة وسعادة الأسماك الفلكية، إليك بعض النصائح الإضافية:
- التنوع: قدم مجموعة متنوعة من الأطعمة لضمان حصول الأسماك على جميع العناصر الغذائية التي يحتاجونها.
- المراقبة: راقب الأسماك بانتظام بحثًا عن علامات المرض أو السلوك غير الطبيعي.
- العزلة: إذا كان لديك عدة أسماك، فمن الأفضل عزل السمك المريض عن الآخرين لمنع انتشار المرض.
- الصبر: قد يستغرق الأمر بعض الوقت حتى تتكيف الأسماك الفلكية مع بيئتها الجديدة. كن صبورًا ولا تيأس.
خاتمة
الأسماك الفلكية هي أسماك رائعة وذات شخصية فريدة، مما يجعلها إضافة مجزية لأي حوض سمك. مع الرعاية المناسبة، يمكن لهذه الأسماك أن تعيش لسنوات عديدة، وتوفر لك ساعات من المتعة والترفيه. من خلال فهم احتياجاتها وسلوكها، يمكنك التأكد من أن لديك تجربة إيجابية مع هذه الأسماك المذهلة.
المراجع
“`