حياته وتعليمه
ولد جريج فاهي ونشأ في منطقة لوس أنجلوس. حصل على درجة البكالوريوس في علم الحيوان من جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس (UCLA) عام 1972. ثم تابع دراساته العليا في علم المناعة وبيولوجيا التبريد في جامعة كاليفورنيا، ريفرسايد، حيث حصل على درجة الدكتوراه عام 1977.
مسيرته المهنية
بدأ فاهي مسيرته المهنية في مجال بيولوجيا التبريد في أوائل الثمانينيات. عمل في بنك الدم التابع للبحرية الأمريكية، حيث أجرى أبحاثًا حول الحفاظ على الدم عن طريق التبريد. في عام 1984، انضم إلى مركز الأبحاث التابع للصليب الأحمر الأمريكي في روكفيل، ماريلاند، حيث قاد برنامجًا بحثيًا يركز على الحفاظ على الأعضاء البشرية عن طريق التبريد.
في عام 1994، أسس فاهي شركة 21st Century Medicine، وهي شركة متخصصة في تطوير تقنيات الحفاظ على الأعضاء عن طريق التبريد. شغل منصب الرئيس التنفيذي للشركة حتى عام 2018، عندما استحوذت عليها شركة إنتربيد بيوسينس. يشغل حاليًا منصب نائب الرئيس وكبير العلماء في إنتربيد بيوسينس.
تشمل اهتمامات فاهي البحثية الحالية الحفاظ على الأعضاء البشرية عن طريق التبريد، وتطبيقات بيولوجيا التبريد في الطب التجديدي، وتأثيرات الشيخوخة على وظائف الخلايا والأنسجة.
إنجازاته ومساهماته
يعتبر جريج فاهي من الشخصيات الرائدة في مجال بيولوجيا التبريد. وقد قدم مساهمات كبيرة في تطوير تقنيات الحفاظ على الخلايا والأنسجة والأعضاء عن طريق التبريد. تشمل بعض إنجازاته البارزة:
- تطوير تقنية التزجيج (vitrification) للحفاظ على الأعضاء البشرية. التزجيج هو عملية تبريد سريعة للغاية تمنع تكوين بلورات الثلج، والتي يمكن أن تلحق الضرر بالخلايا.
- إجراء أول عملية تزجيج ناجحة لكلية بشرية، والتي تم زرعها لاحقًا بنجاح في متلقي.
- تطوير بروتوكولات جديدة للحفاظ على الخلايا الجذعية والأنسجة الأخرى عن طريق التبريد.
- نشر العديد من المقالات العلمية في المجلات المحكمة حول موضوع بيولوجيا التبريد.
أدى عمل فاهي إلى تقدم كبير في مجال الحفاظ على الأعضاء عن طريق التبريد، مما قد يؤدي في النهاية إلى زيادة توافر الأعضاء لعمليات الزرع. كما أن لأبحاثه آثارًا مهمة على الطب التجديدي، حيث يمكن استخدام تقنيات الحفاظ على الخلايا عن طريق التبريد للحفاظ على الخلايا الجذعية والأنسجة الأخرى لاستخدامها في العلاجات المستقبلية.
تجربة الكوكتيل REJUVENATION
أجرى جريج فاهي تجربة رائدة في عام 2015 تهدف إلى عكس آثار الشيخوخة في البشر باستخدام كوكتيل من الأدوية. عُرفت هذه التجربة باسم تجربة “REJUVENATION”. شارك في هذه التجربة تسعة رجال تتراوح أعمارهم بين 51 و 65 عامًا، وكانوا يعانون من ضمور الغدة الزعترية، وهي غدة مهمة للجهاز المناعي تتقلص مع التقدم في العمر، مما يؤدي إلى ضعف وظائف المناعة وزيادة القابلية للإصابة بالأمراض.
تضمن الكوكتيل الدوائي الذي استخدمه فاهي ثلاثة أدوية شائعة الاستخدام: هرمون النمو البشري (hGH)، ودي أتش إي أيه (DHEA)، والميتفورمين. تم اختيار هذه الأدوية بناءً على قدرتها المحتملة على تحفيز تجديد الغدة الزعترية وتحسين وظائف المناعة.
تم إعطاء المشاركين في التجربة جرعات منخفضة من هرمون النمو البشري ودي أتش إي أيه والميتفورمين لمدة عام واحد. خلال هذه الفترة، قام فاهي وفريقه بمراقبة المشاركين عن كثب بحثًا عن أي آثار جانبية وتقييم التغيرات في حجم الغدة الزعترية ووظائف المناعة.
أظهرت نتائج التجربة نتائج واعدة للغاية. بعد عام واحد من العلاج، أظهر سبعة من المشاركين التسعة تجديدًا في الغدة الزعترية، حيث زاد حجم الغدة بشكل ملحوظ. بالإضافة إلى ذلك، أظهر المشاركون تحسينات في وظائف المناعة، بما في ذلك زيادة عدد الخلايا التائية وانخفاض في علامات الالتهاب.
على الرغم من أن هذه التجربة كانت صغيرة وغير خاضعة للرقابة الوهمية، إلا أنها قدمت دليلًا قويًا على أن من الممكن عكس آثار الشيخوخة في البشر باستخدام الأدوية. أثارت نتائج هذه التجربة اهتمامًا كبيرًا في المجتمع العلمي وأدت إلى مزيد من البحث في إمكانية استخدام الأدوية لتأخير أو عكس الشيخوخة.
من المهم ملاحظة أن استخدام هرمون النمو البشري لأغراض مكافحة الشيخوخة مثير للجدل وغير معتمد من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA). هناك أيضًا مخاطر محتملة مرتبطة باستخدام هرمون النمو البشري، بما في ذلك زيادة خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان.
على الرغم من هذه المخاطر، يعتقد فاهي أن إمكانية عكس آثار الشيخوخة تستحق الاستكشاف. يخطط لإجراء المزيد من التجارب السريرية الأكبر والأكثر صرامة لتقييم سلامة وفعالية كوكتيل الأدوية الخاص به لعكس الشيخوخة.
رؤيته لمستقبل بيولوجيا التبريد
يؤمن جريج فاهي إيمانًا راسخًا بأن بيولوجيا التبريد لديها القدرة على إحداث ثورة في الطب. ويتوقع أن تقنيات الحفاظ على الأعضاء عن طريق التبريد ستصبح في النهاية شائعة الاستخدام، مما يلغي الحاجة إلى قوائم الانتظار الطويلة لعمليات الزرع. كما يعتقد أن بيولوجيا التبريد يمكن أن تستخدم للحفاظ على الخلايا الجذعية والأنسجة الأخرى لاستخدامها في الطب التجديدي، مما يؤدي إلى علاجات جديدة للأمراض والإصابات.
بالإضافة إلى ذلك، يرى فاهي أن بيولوجيا التبريد قد يكون لها تطبيقات في مجال إطالة العمر. يتكهن بأنه في المستقبل، قد يكون من الممكن تجميد الناس بعد الموت وإعادة إحيائهم لاحقًا، عندما تتوفر تقنيات أكثر تقدمًا.
على الرغم من أن هذه الأفكار قد تبدو وكأنها خيال علمي، إلا أن فاهي يعتقد أنها ممكنة علميًا. وهو ملتزم بتطوير التقنيات اللازمة لجعل هذه الرؤى حقيقة واقعة.
الجوائز والتكريمات
حصل جريج فاهي على العديد من الجوائز والتكريمات لعمله في مجال بيولوجيا التبريد، بما في ذلك:
- جائزة الإنجاز المتميز في بيولوجيا التبريد من جمعية بيولوجيا التبريد.
- جائزة الإنجاز مدى الحياة من مؤسسة إطالة العمر.
- تم إدراجه في قائمة “أكثر 100 شخص مؤثر في مجال التكنولوجيا الحيوية” من قبل مجلة BioWorld.
خاتمة
جريج فاهي هو عالم رائد في مجال بيولوجيا التبريد وبيولوجيا الشيخوخة. لقد قدم مساهمات كبيرة في تطوير تقنيات الحفاظ على الخلايا والأنسجة والأعضاء عن طريق التبريد. أدت أبحاثه إلى تقدم كبير في مجال الحفاظ على الأعضاء عن طريق التبريد، مما قد يؤدي في النهاية إلى زيادة توافر الأعضاء لعمليات الزرع. كما أن لأبحاثه آثارًا مهمة على الطب التجديدي وإطالة العمر. يواصل فاهي عمله الدؤوب لإحداث ثورة في الطب من خلال بيولوجيا التبريد.