التركيب الجيولوجي
يتكون تكوين بلوتييه بشكل أساسي من الصخور الرسوبية، بما في ذلك الحجر الرملي والحجر الطيني، مع بعض الرواسب الغرينية. يتسم الحجر الرملي عادة بالتحبب الدقيق إلى المتوسط، ويظهر تدرجًا في اللون من الرمادي الفاتح إلى البني المحمر، وغالبًا ما يحتوي على علامات التطبق المتقاطع، مما يشير إلى بيئة ترسيب عالية الطاقة مثل الأنهار أو الدلتا. أما الحجر الطيني فهو ذو حبيبات دقيقة، وعادة ما يكون رماديًا أو أسود، وغالبًا ما يحتوي على بقايا عضوية، مما يشير إلى بيئة ترسيب هادئة مثل البحيرات أو المستنقعات. تساهم هذه التباينات في نوع الصخور في توفير مجموعة متنوعة من الظروف البيئية القديمة التي سادت خلال فترة تكوين التكوين.
يتميز التكوين أيضًا بوجود طبقات من الحجر الجيري، مما يشير إلى فترات من انخفاض ترسيب الرواسب القارية وارتفاع في النشاط البحري. هذه الطبقات الحجرية غالبًا ما تحتوي على حفريات بحرية، مما يزيد من أهمية التكوين في فهم التغيرات البيئية القديمة والتحولات في مستويات سطح البحر. علاوة على ذلك، يمكن العثور على مجموعات مختلفة من المعادن، مثل الكوارتز والفلسبار والمعادن الطينية، في التكوين، مما يشير إلى المصادر الجيولوجية الأصلية للرواسب.
الحفريات والبيئات القديمة
يوفر تكوين بلوتييه سجلًا حفريًا غنيًا ومحفوظًا جيدًا، مما يلقي الضوء على التنوع البيولوجي الذي ازدهر في باتاغونيا خلال العصر الطباشيري المتأخر. تشمل الاكتشافات الهامة بقايا الديناصورات، مثل السوروبودات (الديناصورات ذات العنق الطويل) والثيروبودات (الديناصورات آكلة اللحوم)، والتي تقدم نظرة ثاقبة على النظام البيئي القديم. بالإضافة إلى الديناصورات، تم العثور على حفريات للفقاريات الأخرى، بما في ذلك الأسماك والبرمائيات والزواحف والثدييات، مما يشير إلى مجتمع حيوي ومتنوع. يعد اكتشاف بقايا الزواحف البحرية، مثل البليزيوصورات، دليلًا على وجود بيئات بحرية خلال فترة تكوين التكوين.
بالإضافة إلى الفقاريات، يحتوي التكوين على حفريات نباتية متنوعة، بما في ذلك أوراق وأخشاب الأشجار والنباتات الأخرى. توفر هذه الحفريات معلومات قيمة حول الغطاء النباتي القديم والظروف المناخية التي سادت في المنطقة. تساعد دراسة الحفريات اللافقارية، مثل المحار والقواقع والرخويات الأخرى، على فهم البيئات البحرية القديمة وعلاقاتها بالنظام البيئي. من خلال تحليل هذه الحفريات، يستطيع العلماء إعادة بناء البيئات القديمة، وتحديد أنواع الحيوانات والنباتات التي عاشت في المنطقة، وفهم كيفية تغير هذه البيئات مع مرور الوقت.
تشير الرواسب الرسوبية في تكوين بلوتييه إلى مجموعة متنوعة من البيئات القديمة، بما في ذلك الأنهار والسهول الفيضانية والبحيرات والبيئات الساحلية. يظهر وجود الحجر الرملي علامات على بيئات الأنهار والقنوات، في حين يشير الحجر الطيني إلى بيئات هادئة مثل البحيرات والمستنقعات. تشير طبقات الحجر الجيري إلى فترات من الغمر البحري. من خلال تحليل أنواع الرواسب، يمكن للعلماء استنتاج التغيرات في مستوى سطح البحر وأنماط هطول الأمطار وتأثير التغيرات المناخية على النظام البيئي القديم.
الأهمية الطبقية
تكوين بلوتييه له أهمية طبقية كبيرة، مما يعني أنه يمكن استخدامه لتحديد العلاقة الزمنية بين الصخور. من خلال تحديد عمر الصخور، يمكن للعلماء فهم تاريخ التكوين وتطوره. يعتمد تحديد العمر بشكل أساسي على: أولًا، دراسة الحفريات الموجودة في الصخور. تتيح معرفة التغيرات في أنواع الأحافير مع مرور الوقت للعلماء ربط طبقات الصخور في تكوين بلوتييه مع تلك الموجودة في المناطق الأخرى. ثانيًا، يمكن استخدام تقنيات التأريخ الإشعاعي لتحديد عمر الصخور بدقة. تساعد هذه التقنيات، مثل التأريخ الأرجوني والبوتاسيومي، على تحديد عمر المعادن الموجودة في الصخور، مما يوفر تقويمًا دقيقًا لتكوينها. ثالثًا، يمكن استخدام التكوين الجيولوجي وخصائص الصخور لربط التكوين بغيره من التكوينات المعروفة في المنطقة.
يسهل تحديد العلاقة الزمنية بين الصخور تحديد تاريخ التكوين، وفهم البيئات القديمة، وتعقب التغيرات في مستوى سطح البحر، وتحديد تطور الحياة على الأرض. تساعد دراسة التكوين الطبقي لتكوين بلوتييه على تحديد التواريخ التقريبية لترسب الصخور، مما يتيح للعلماء ربط الأحداث الجيولوجية المختلفة. يعزز فهمنا لسجل الحفريات، ويساعد في تحديد البيئات القديمة، وتحديد التغيرات في مستوى سطح البحر، وتحديد تطور الحياة في باتاغونيا.
الأهمية الاقتصادية
على الرغم من أن تكوين بلوتييه ليس له أهمية اقتصادية مباشرة مثل بعض التكوينات الجيولوجية الأخرى، إلا أنه يلعب دورًا مهمًا في فهم الموارد الطبيعية في المنطقة. يمكن أن يوفر التكوين معلومات قيمة حول إمكانات الموارد الهيدروكربونية (النفط والغاز) في الحوض النيوكويني. تساعد دراسة الهياكل الجيولوجية، وأنواع الصخور، وتوزيع الحفريات، في تحديد مناطق الإمساك المحتملة للنفط والغاز. علاوة على ذلك، يمكن أن تساعد المعلومات التي يتم الحصول عليها من تكوين بلوتييه في تحسين تقنيات التنقيب عن الهيدروكربونات وتقييم احتياطياتها.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يوفر تكوين بلوتييه نظرة ثاقبة حول الموارد المعدنية الأخرى، مثل الفحم. يساعد تحليل الخصائص الجيولوجية والتكوين المعدني للتكوين في تحديد المناطق التي قد تحتوي على رواسب الفحم. يمكن أن تسهم هذه المعلومات في تخطيط تطوير الموارد المعدنية وإدارتها. يمكن أن توفر دراسة الحفريات والمعادن في التكوين رؤى حول الخصائص الفيزيائية والكيميائية للبيئات القديمة، والتي يمكن أن تساعد في فهم العمليات الجيولوجية التي تحدث في المنطقة.
التحديات والبحوث المستقبلية
تواجه دراسة تكوين بلوتييه بعض التحديات، بما في ذلك صعوبة الوصول إلى المواقع، وتعقيد البيئة الجيولوجية، والحفاظ على الحفريات. يتطلب جمع العينات ودراسة التكوين جهدًا كبيرًا وتنسيقًا مع السلطات المحلية. بالإضافة إلى ذلك، قد يكون تحديد عمر التكوين وإجراء التحليل التفصيلي للحفريات معقدًا بسبب الظروف الجيولوجية. ومع ذلك، فإن البحث المستمر في تكوين بلوتييه يوفر العديد من الفرص للدراسات المستقبلية.
تشمل مجالات البحث المستقبلية ما يلي: أولًا، إجراء المزيد من الحفريات واستكشاف التكوين، والذي من شأنه أن يزيد سجل الحفريات، ويساعد في تحديد أنواع جديدة، ويحسن فهمنا للتنوع البيولوجي القديم. ثانيًا، إجراء تحليل مفصل للعناصر الكيميائية، والمعادن، وعلم الأحياء القديمة. ثالثًا، يمكن أن يساعد استخدام التقنيات الجيوفيزيائية في تحديد الهياكل الجيولوجية تحت السطح، وتحسين فهمنا لتكوين التكوين. رابعًا، يمكن أن تساعد دراسة التغيرات البيئية وتأثيرها على الأحياء في فهم كيفية استجابة الأنظمة البيئية القديمة للتغيرات المناخية.
خاتمة
تكوين بلوتييه هو تشكيل جيولوجي مهم في باتاغونيا الأرجنتينية، يوفر سجلًا غنيًا من الحفريات والمعلومات حول البيئات القديمة التي سادت خلال العصر الطباشيري المتأخر. يتكون التكوين من صخور رسوبية، مثل الحجر الرملي والحجر الطيني والحجر الجيري، ويحتوي على بقايا متنوعة من الديناصورات والفقاريات الأخرى والنباتات واللافقاريات. تساعد دراسة التكوين على فهم تاريخ التكوين وتطوره، والبيئات القديمة، والتغيرات في مستوى سطح البحر، وتطور الحياة. على الرغم من التحديات التي تواجهها، فإن دراسة تكوين بلوتييه تفتح الباب أمام العديد من الدراسات المستقبلية، مما يسهم في فهمنا للجيولوجيا والبيولوجيا القديمة في باتاغونيا.
المراجع
- Casadío, S., et al. (2014). The Plottier Formation: A new fossil vertebrate assemblage from the Upper Cretaceous of Neuquén Province, Argentina.
- Gómez, L. V., et al. (2019). New insights into the stratigraphy and sedimentology of the Plottier Formation (Upper Cretaceous), Neuquén Basin, Argentina.
- Chiappe, L. M. (1996). The first Mesozoic bird from South America (Late Cretaceous, Patagonia, Argentina).
“`