<![CDATA[
نشأته وتعليمه
ولد يانكوبولوس في مدينة نيويورك، لأبوين يونانيين مهاجرين. تلقى تعليمه الابتدائي والثانوي في نيويورك، وأظهر اهتمامًا مبكرًا بالعلوم. التحق بجامعة كولومبيا، حيث حصل على درجة البكالوريوس في علم الأحياء عام 1980. بعد ذلك، التحق ببرنامج الدكتوراه في جامعة روكفلر، وحصل على درجة الدكتوراه في علم الأحياء عام 1986. خلال دراساته العليا، عمل في مختبر البروفيسور فريدريك دبليو. ألت، حيث ركز على دراسة الجينات التي تنظم تطور الخلايا المناعية.
مسيرته المهنية المبكرة
بعد حصوله على درجة الدكتوراه، أجرى يانكوبولوس زمالة ما بعد الدكتوراه في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT)، حيث عمل في مختبر البروفيسور ديفيد بالتيمور، الحائز على جائزة نوبل. في عام 1988، انضم إلى شركة ريجينيرون للأدوية كعالم باحث، وسرعان ما صعد في سلم الشركة ليصبح رئيسًا للعلم ورئيسًا تنفيذيًا للعلوم.
تأسيس شركة ريجينيرون للأدوية
تأسست شركة ريجينيرون للأدوية في عام 1988، وشارك يانكوبولوس في تأسيسها مع ليونارد إس. شليفر. تركز الشركة على اكتشاف وتطوير الأدوية لعلاج مجموعة متنوعة من الأمراض، بما في ذلك أمراض العيون والأورام والالتهابات والأمراض الأيضية. لعب يانكوبولوس دورًا حاسمًا في توجيه الأبحاث والتطوير في الشركة، وساهم بشكل كبير في نجاحها.
إنجازاته العلمية
يُنسب إلى يانكوبولوس الفضل في العديد من الإنجازات العلمية الهامة. من أبرز مساهماته:
- تطوير تقنية “موس” (VelociGene®)، وهي تقنية هندسة وراثية متقدمة تستخدم لتوليد الفئران المعدلة وراثيًا بسرعة وكفاءة. وقد ساهمت هذه التقنية في تسريع عملية اكتشاف الأدوية وتطويرها.
- اكتشاف وتطوير عقار إيليا (Eylea®)، وهو علاج لضمور البقعة الصفراء المرتبط بالعمر، وهو سبب رئيسي لفقدان البصر لدى كبار السن. حقق هذا الدواء نجاحًا تجاريًا كبيرًا وغير حياة الملايين من المرضى.
- اكتشاف وتطوير عقار دوبيكسنت (Dupixent®)، وهو علاج للعديد من الأمراض الالتهابية، بما في ذلك الأكزيما والربو والتهاب الجيوب الأنفية المزمن مع الزوائد الأنفية. أثبت هذا الدواء فعاليته في تخفيف الأعراض وتحسين نوعية حياة المرضى.
- البحوث في مجال مستقبلات السيتوكينات، حيث قام يانكوبولوس وفريقه بدراسة دور هذه المستقبلات في تنظيم الاستجابات المناعية والالتهابية. ساهمت هذه البحوث في فهم أفضل للأمراض الالتهابية وتطوير علاجات جديدة لها.
القيادة والإدارة
بالإضافة إلى دوره العلمي، يشغل يانكوبولوس منصب رئيس ورئيس العلوم في شركة ريجينيرون. يشتهر بأسلوبه القيادي الملهم وقدرته على بناء فرق بحثية عالية الأداء. يشجع يانكوبولوس على ثقافة الابتكار والتعاون في الشركة، مما ساهم في تحقيق العديد من الاكتشافات الرائدة.
الجوائز والتكريمات
حصل يانكوبولوس على العديد من الجوائز والتكريمات المرموقة تقديرًا لإنجازاته العلمية. تشمل هذه الجوائز:
- جائزة الأكاديمية الوطنية للعلوم
- جائزة لاسكر – دي باي كي
- جائزة الأميرة أستورياس للبحوث العلمية والتقنية
- انتخابه كعضو في الأكاديمية الأمريكية للفنون والعلوم
الرؤية المستقبلية
يواصل يانكوبولوس توجيه جهود البحث والتطوير في شركة ريجينيرون، مع التركيز على تطوير علاجات جديدة للأمراض التي لم يتم علاجها بعد. وتشمل هذه الأمراض السرطان وأمراض المناعة الذاتية والأمراض العصبية. يؤمن يانكوبولوس بقوة العلم والابتكار في تحسين صحة الإنسان، ويواصل العمل لتحقيق هذه الرؤية.
مساهماته في التكنولوجيا الحيوية
ساهم يانكوبولوس بشكل كبير في تطوير التكنولوجيا الحيوية. لقد ابتكر تقنيات جديدة لتسريع عملية اكتشاف الأدوية وتطويرها. كما أنه يشجع على استخدام التقنيات الجديدة في البحث العلمي. ساهمت إسهاماته في التكنولوجيا الحيوية في إنقاذ الأرواح وتحسين نوعية حياة الملايين من الناس.
أخلاقيات العمل
يشتهر يانكوبولوس بأخلاقيات عمله القوية. إنه ملتزم بالبحث العلمي الجيد والشفافية. يعتقد أن العلماء يتحملون مسؤولية أخلاقية في تطوير علاجات آمنة وفعالة للمرضى. يحرص يانكوبولوس على أن تكون أبحاث شركته متوافقة مع أعلى المعايير الأخلاقية.
تأثيره على الصناعة
كان ليانكوبولوس تأثير كبير على صناعة الأدوية والتكنولوجيا الحيوية. لقد ألهم العديد من العلماء والباحثين الشباب. كما ساعد في خلق ثقافة الابتكار في شركة ريجينيرون وفي الصناعة ككل. يعتبر يانكوبولوس نموذجًا يحتذى به للقيادة في مجال التكنولوجيا الحيوية.
مشاركته في المجتمع العلمي
يشارك يانكوبولوس بنشاط في المجتمع العلمي. وهو عضو في العديد من المجالس واللجان العلمية. كما أنه يشارك في المؤتمرات العلمية ويقدم محاضرات حول أحدث الاكتشافات في مجال التكنولوجيا الحيوية. يهدف يانكوبولوس إلى نشر المعرفة وتشجيع التعاون بين العلماء.
التحديات المستقبلية
يواجه يانكوبولوس وفريقه في شركة ريجينيرون العديد من التحديات في المستقبل. وتشمل هذه التحديات تطوير علاجات جديدة للأمراض المعقدة، والمنافسة المتزايدة في صناعة الأدوية، والقيود التنظيمية. ومع ذلك، فإن يانكوبولوس متفائل بشأن مستقبل التكنولوجيا الحيوية، وهو واثق من أن العلماء سيتمكنون من التغلب على هذه التحديات.
خاتمة
يُعد جورج يانكوبولوس شخصية بارزة في مجال العلوم الطبية الحيوية، وقد ترك بصمة واضحة في تطوير الأدوية والعلاجات المبتكرة. بفضل إنجازاته العلمية القيّمة وقيادته الرشيدة، ساهم في تحسين صحة الملايين من الأشخاص حول العالم. استمراره في الابتكار والبحث العلمي يجعله شخصية مهمة في عالم التكنولوجيا الحيوية.