أصل وتاريخ بلاور البرتغالي
يعود أصل بلاور البرتغالي إلى منطقة شتايرمارك بالنمسا، حيث يعتقد أنه ظهر في القرن التاسع عشر. على الرغم من اسمه الذي يوحي بأصول برتغالية، إلا أن العلاقة المباشرة بين هذا العنب والبرتغال غير مؤكدة. يعتقد بعض الباحثين أن الاسم يشير إلى أن العنب ربما تم جلبه إلى النمسا من البرتغال في وقت ما، لكن هذا الأمر لم يتم إثباته بشكل قاطع. على مر السنين، انتشر بلاور البرتغالي إلى البلدان المجاورة، حيث وجد تربة وظروف مناخية مناسبة للنمو والازدهار.
مناطق زراعة بلاور البرتغالي
كما ذكرنا، يزرع بلاور البرتغالي بشكل أساسي في أوروبا الوسطى. تشمل أبرز المناطق التي يزرع فيها هذا العنب ما يلي:
- النمسا: تعتبر النمسا موطنًا رئيسيًا لبلاور البرتغالي، حيث يزرع بشكل خاص في مناطق بورغنلاند وشتايرمارك.
- سلوفينيا: يتمتع بلاور البرتغالي بشعبية كبيرة في سلوفينيا، حيث يزرع في مناطق مثل ستيريا وبريمورسكا.
- كرواتيا: يزرع هذا العنب أيضًا في كرواتيا، خاصة في مناطق مثل سلافونيا.
- مورافيا (جمهورية التشيك): تعتبر مورافيا منطقة أخرى مهمة لزراعة بلاور البرتغالي.
- ألمانيا: على الرغم من أن زراعة بلاور البرتغالي في ألمانيا ليست واسعة الانتشار، إلا أنه يزرع في بعض المناطق، وخاصة في منطقة الراين.
خصائص بلاور البرتغالي
يتميز بلاور البرتغالي بعدد من الخصائص التي تجعله مميزًا:
- المظهر: ينتج بلاور البرتغالي نبيذًا بلون أحمر فاتح إلى متوسط، وغالبًا ما يكون شفافًا نسبيًا.
- النكهة: يتميز النبيذ المصنوع من بلاور البرتغالي بنكهات الفاكهة الحمراء الطازجة، مثل الكرز والفراولة والتوت. غالبًا ما يظهر أيضًا تلميحات من التوابل الخفيفة.
- القوام: عادة ما يكون النبيذ المصنوع من بلاور البرتغالي خفيف إلى متوسط القوام، مع حموضة معتدلة وتانينات خفيفة.
- الاقتران بالطعام: نظرًا لخفة وزنه، يتناسب نبيذ بلاور البرتغالي بشكل جيد مع مجموعة متنوعة من الأطباق، بما في ذلك الأطباق الخفيفة، وأطباق اللحوم المشوية، والبيتزا، والمعكرونة مع الصلصات الخفيفة.
صنع نبيذ بلاور البرتغالي
يتم إنتاج نبيذ بلاور البرتغالي عادةً باتباع عملية صنع النبيذ التقليدية. بعد حصاد العنب، يتم سحقه وعصره لاستخلاص العصير. ثم يخضع العصير لعملية تخمير، حيث تتحول السكريات الموجودة في العنب إلى كحول بواسطة الخميرة. بعد التخمير، يمكن أن يخضع النبيذ لعمليات إضافية مثل التقادم في براميل البلوط (وإن كان هذا ليس شائعًا) والتصفية قبل التعبئة في الزجاجات.
أنواع نبيذ بلاور البرتغالي
على الرغم من أن نبيذ بلاور البرتغالي يُعرف بشكل أساسي بكونه نبيذًا أحمر جافًا، إلا أنه يمكن العثور عليه في بعض الأحيان في أشكال أخرى:
- النبيذ الأحمر الجاف: هذا هو الشكل الأكثر شيوعًا لنبيذ بلاور البرتغالي.
- النبيذ الوردي (Rosé): يمكن أيضًا صنع النبيذ الوردي من بلاور البرتغالي، من خلال ترك جلد العنب يتلامس مع العصير لفترة قصيرة.
- النبيذ الفوار: في بعض الأحيان، يستخدم بلاور البرتغالي لصنع النبيذ الفوار، مما يضيف لمسة منعشة إلى هذا الصنف.
تقييم نبيذ بلاور البرتغالي
عند تقييم نبيذ بلاور البرتغالي، هناك عدة عوامل يجب مراعاتها:
- اللون: ابحث عن اللون الأحمر الفاتح إلى المتوسط، وتأكد من عدم وجود أي عتامة غير طبيعية.
- الرائحة: ابحث عن الروائح الفاكهية الطازجة، مثل الكرز والفراولة والتوت، بالإضافة إلى أي تلميحات من التوابل.
- المذاق: توقع طعمًا منعشًا مع نكهات الفاكهة الحمراء، وحموضة معتدلة، وتانينات خفيفة.
- القوام: يجب أن يكون النبيذ خفيفًا إلى متوسط القوام، مع ملمس ناعم في الفم.
- التوازن: ابحث عن توازن جيد بين الحموضة والفاكهة والتانينات، مما يضمن تجربة شرب ممتعة.
نصائح لتقديم بلاور البرتغالي
للحصول على أفضل تجربة شرب لنبيذ بلاور البرتغالي، اتبع هذه النصائح:
- درجة الحرارة: قم بتقديم نبيذ بلاور البرتغالي على درجة حرارة تتراوح بين 14-16 درجة مئوية (57-61 درجة فهرنهايت).
- الأواني الزجاجية: استخدم أكوابًا زجاجية ذات شكل متوسط الحجم، مما يسمح للنبيذ بالتنفس وإبراز نكهاته.
- الاقتران بالطعام: جرب إقران نبيذ بلاور البرتغالي مع مجموعة متنوعة من الأطباق، مثل أطباق اللحوم المشوية، والسلطات، والبيتزا، والمعكرونة مع الصلصات الخفيفة.
- التقادم: في حين أن معظم نبيذ بلاور البرتغالي معد للاستهلاك الشبابي، إلا أن بعض الأصناف يمكن أن تتقدم في السن بشكل جيد لمدة تصل إلى 5 سنوات.
تحديات زراعة بلاور البرتغالي
على الرغم من قدرة بلاور البرتغالي على التكيف، إلا أن زراعته تواجه بعض التحديات:
- الحساسية للأمراض: يمكن أن يكون بلاور البرتغالي عرضة لبعض الأمراض الفطرية، مثل البياض الدقيقي والعفن الرمادي.
- الإنتاجية: يمكن أن تكون إنتاجية بلاور البرتغالي متغيرة، اعتمادًا على الظروف المناخية والإدارة الزراعية.
- التغيرات المناخية: يمكن أن تؤثر التغيرات المناخية على زراعة بلاور البرتغالي، وخاصة في المناطق التي تعاني من ارتفاع درجات الحرارة أو الجفاف.
أهمية بلاور البرتغالي في صناعة النبيذ
على الرغم من أنه ليس من الأصناف الأكثر شهرة، إلا أن بلاور البرتغالي يلعب دورًا مهمًا في صناعة النبيذ في المناطق التي يزرع فيها. إنه يوفر تنوعًا في أنواع النبيذ المتاحة، ويقدم تجربة شرب فريدة من نوعها. كما أنه يمثل خيارًا جيدًا للمستهلكين الذين يبحثون عن نبيذ عالي الجودة بأسعار معقولة.
مستقبل بلاور البرتغالي
يبدو مستقبل بلاور البرتغالي واعدًا. مع الاهتمام المتزايد بالنبيذ الإقليمي والأصناف المحلية، هناك فرصة لزيادة شعبيته. قد يشهد بلاور البرتغالي زيادة في الزراعة والإنتاج، خاصة في ظل التغيرات المناخية التي تجعل زراعة بعض الأصناف الأخرى أكثر صعوبة. كما يمكن أن يشهد هذا العنب مزيدًا من البحث والتطوير لتحسين جودته وزيادة إنتاجه.
الخلاصة
بلاور البرتغالي هو صنف عنب أحمر مثير للاهتمام يتميز بقدرته على التكيف ونكهاته الفريدة. على الرغم من أنه ليس من الأصناف الأكثر شهرة، إلا أنه يوفر تجربة شرب ممتعة لمحبي النبيذ الذين يبحثون عن خيارات جديدة. مع استمرار الاهتمام بالنبيذ الإقليمي، من المرجح أن يستمر بلاور البرتغالي في النمو والازدهار في المناطق التي يزرع فيها، وربما يكتسب شعبية في مناطق جديدة.
خاتمة
بلاور البرتغالي هو صنف عنب أحمر يزرع في أوروبا الوسطى، ينتج نبيذًا خفيفًا إلى متوسط القوام مع نكهات الفاكهة الحمراء. على الرغم من أنه ليس من الأصناف الأكثر شهرة، إلا أنه يمثل خيارًا ممتازًا لمحبي النبيذ الذين يبحثون عن تجارب جديدة. يتميز هذا العنب بقدرته على التكيف، مما يجعله ينمو في مناطق متنوعة. مستقبل بلاور البرتغالي يبدو واعدًا مع الاهتمام المتزايد بالنبيذ الإقليمي.
المراجع
- Wine-Searcher: Blauer Portugieser
- Vivino: Blauer Portugieser
- Wine Folly: Blauer Portugieser
- Wikipedia: Blauer Portugieser
“`