<![CDATA[
التأسيس والتطور المبكر
تعود جذور أنوشيلان ساميتي إلى براثام سادان (Pratham Sadan)، وهي جمعية للياقة البدنية تأسست في كلكتا عام 1902. كان ساتيش تشاندرا باسو، وهو شخصية بارزة في الأوساط القومية، شخصية محورية في تأسيس هذه الجمعية. كان الهدف الأولي هو توفير التدريب البدني والعقلي للشباب الهنود، وغرس شعور بالوطنية والانضباط. ومع ذلك، تحت ستار اللياقة البدنية والأنشطة الثقافية، بدأت الجمعية في جذب الأفراد ذوي الميول الثورية الذين كانوا حريصين على تحدي الحكم البريطاني.
في عام 1906، انقسمت أنوشيلان ساميتي إلى فرعين متميزين: أنوشيلان ساميتي في كلكتا بقيادة باريندرا كومار غوش وأنوشيلان ساميتي في دكا بقيادة بولين بيهاري داس. اكتسب كلا الفرعين قوة جذب كبيرة وأنشأ فروعًا في جميع أنحاء البنغال والمناطق الأخرى من الهند. ركز فرع كلكتا بشكل أساسي على نشر الأفكار الثورية وتجنيد الشباب للأنشطة السرية، بينما ركز فرع دكا على التدريب البدني والعسكري للأعضاء.
الأيديولوجيا والأهداف
تبنت أنوشيلان ساميتي أيديولوجية قومية متطرفة دعت إلى الإطاحة بالحكم البريطاني بالقوة. استلهمت المنظمة من كتابات المفكرين القوميين مثل سوامي فيفيكاناندا وبانكيم شاندرا تشاتوبادياي، الذين أكدوا على أهمية الاعتماد على الذات والتضحية وحب الوطن. اعتقدت أنوشيلان ساميتي أن النضال المسلح هو الوسيلة الوحيدة لتحقيق الاستقلال التام للهند.
كان الهدف الأساسي للمنظمة هو إثارة ثورة شعبية من خلال سلسلة من الأعمال الثورية، مثل اغتيال المسؤولين البريطانيين، ومهاجمة المباني الحكومية، وجمع الأموال عن طريق السطو المسلح. اعتقدت أنوشيلان ساميتي أن هذه الأفعال ستلهم الجماهير للانتفاضة ضد الحكم البريطاني وإقامة دولة هندية مستقلة.
الأنشطة والعمليات
شاركت أنوشيلان ساميتي في عدد كبير من الأنشطة الثورية التي هزت الحكومة البريطانية في الهند. نفذ أعضاء المنظمة العديد من عمليات الاغتيال البارزة، بما في ذلك اغتيال القاضي دوغلاس كينغسفورد في عام 1908. ألقيت قنبلة على عربة كينغسفورد في مظفر بور بولاية بيهار، مما أسفر عن مقتل امرأتين بريطانيتين. تم تنفيذ الاغتيال من قبل خوديرام بوس وبرفولا تشاكي، وكلاهما من أعضاء أنوشيلان ساميتي.
بالإضافة إلى الاغتيالات، نظمت أنوشيلان ساميتي عمليات سطو مسلحة لجمع الأموال لأنشطتها الثورية. كان سطو دكا في عام 1906 وسطو رودي في عام 1915 من بين أبرز هذه العمليات. استهدفت هذه السرقات المكاتب الحكومية والخزائن الخاصة، وتم استخدام الأموال المسروقة لتمويل شراء الأسلحة والمتفجرات وغيرها من الإمدادات.
كما أنشأت أنوشيلان ساميتي شبكة واسعة من الخلايا السرية ومعسكرات التدريب في جميع أنحاء البنغال ومناطق أخرى من الهند. تم استخدام هذه الخلايا والمعسكرات لتجنيد وتدريب الأعضاء الجدد على استخدام الأسلحة والمتفجرات والتقنيات الثورية الأخرى. كما قدمت المنظمة الدعم اللوجستي والمالي للأعضاء وعائلاتهم.
القادة والشخصيات البارزة
لعب العديد من القادة والشخصيات البارزة دورًا محوريًا في تشكيل مسار أنوشيلان ساميتي. كان باريندرا كومار غوش، الشقيق الأصغر لـ أوربيندو غوش، شخصية رائدة في فرع كلكتا. كان باريندرا ثوريًا متحمسًا وخطيبًا مفوهًا ألهم عددًا لا يحصى من الشباب للانضمام إلى الحركة الثورية. لعب دورًا حاسمًا في تنظيم العمليات السرية للمنظمة ونشر أيديولوجيتها.
كان بولين بيهاري داس شخصية بارزة أخرى قادت فرع دكا من أنوشيلان ساميتي. كان داس مدربًا انضباطيًا كرس نفسه لتدريب الشباب على اللياقة البدنية والقتال العسكري. قام بتنظيم العديد من معسكرات التدريب وقام بتدريب الآلاف من المتطوعين الذين أصبحوا فيما بعد أعضاء نشطين في الحركة الثورية.
كانت شخصيات بارزة أخرى مرتبطة بأنوشيلان ساميتي هي باغا جاتين (جاتيندرا ناث موخيرجي)، وراشبيهاري بوس، وساتييندرا ناث تاغور. لعب هؤلاء القادة أدوارًا مهمة في تنظيم وتنفيذ الأنشطة الثورية للمنظمة.
القمع وتراجع النفوذ
اتخذت الحكومة البريطانية تدابير قمعية صارمة لسحق أنوشيلان ساميتي وغيرها من المنظمات الثورية. تم اعتقال العديد من قادة وأعضاء المنظمة وسجنهم، بينما حُكم على البعض بالإعدام. حظرت الحكومة أنوشيلان ساميتي وأعلنتها جمعية غير قانونية.
على الرغم من القمع، واصلت أنوشيلان ساميتي عملياتها السرية. ومع ذلك، بحلول عشرينيات القرن الماضي، بدأت المنظمة في فقدان قوتها بسبب الاعتقالات والسجن المستمر لقادتها وأعضائها. كما أدى صعود المهاتما غاندي وحركته اللاعنفية إلى تحويل انتباه العديد من القوميين الهنود بعيدًا عن النضال المسلح.
في الثلاثينيات من القرن الماضي، اندمجت أنوشيلان ساميتي في الكونجرس الاشتراكي، وهي فصيل يساري داخل المؤتمر الوطني الهندي. مثل هذا الاندماج نهاية أنوشيلان ساميتي كمنظمة ثورية متميزة.
إرث وأهمية
على الرغم من أنها لم تحقق هدفها المتمثل في الإطاحة بالحكم البريطاني بالقوة، لعبت أنوشيلان ساميتي دورًا مهمًا في حركة الاستقلال الهندية. ألهمت أنشطة المنظمة العديد من الشباب الهنود للانضمام إلى النضال من أجل الاستقلال. كما ساعدت على نشر الأفكار الثورية وزعزعة استقرار الحكومة البريطانية في الهند.
يعتبر إرث أنوشيلان ساميتي بمثابة تذكير بالتضحيات التي قدمها عدد لا يحصى من الثوار الهنود من أجل تحقيق الاستقلال. تظل المنظمة رمزًا للمقاومة والشجاعة والوطنية.
خاتمة
كانت أنوشيلان ساميتي منظمة ثورية هندية لعبت دورًا بارزًا في حركة الاستقلال. بدأت كجمعية للياقة البدنية، وتطورت إلى مجتمع سري يسعى للإطاحة بالحكم البريطاني بالقوة. من خلال الاغتيالات والسطو المسلح والأنشطة السرية، سعت أنوشيلان ساميتي إلى إثارة ثورة شعبية وتحقيق الاستقلال التام للهند. على الرغم من أنها واجهت قمعًا شديدًا وتضاءل نفوذها في النهاية، إلا أن إرثها يظل علامة بارزة في تاريخ النضال الهندي من أجل الحرية.