<![CDATA[
نشأته وتعليمه
ولد الشيخ ناصر المحمد الأحمد الجابر الصباح في 22 ديسمبر 1940. هو الابن الأكبر للشيخ محمد الأحمد الجابر الصباح، الذي كان شخصية بارزة في تاريخ الكويت الحديث، حيث شغل مناصب وزارية مختلفة، وكان له دور فعال في تطوير البنية التحتية والاجتماعية للبلاد. والدة الشيخ ناصر هي الشيخة فضيلة سالم الصباح.
تلقى الشيخ ناصر تعليمه المبكر في الكويت، ثم سافر إلى المملكة المتحدة لإكمال دراسته العليا. حصل على درجة البكالوريوس في العلوم السياسية من جامعة جنيف في سويسرا. وقد ساهمت دراسته في العلوم السياسية في تكوين رؤية شاملة لدور الدولة في المجتمع، وفهم عميق للعلاقات الدولية.
الحياة المهنية
بدأ الشيخ ناصر المحمد مسيرته المهنية في السلك الدبلوماسي الكويتي. شغل منصب سفير الكويت لدى إيران في الفترة من 1964 إلى 1968، ثم سفيرًا للكويت لدى أفغانستان في الفترة من 1968 إلى 1971، وسفيرًا لدى الاتحاد السوفيتي (روسيا حاليًا) من 1971 إلى 1975. وقد مثلت هذه المناصب تحديًا كبيرًا، حيث كان عليه أن يتعامل مع قضايا معقدة في ظل ظروف سياسية متغيرة. خلال فترة عمله كسفير، اكتسب خبرة واسعة في التعامل مع الدبلوماسية الدولية، وتعزيز العلاقات الثنائية بين الكويت والدول الأخرى.
بعد عودته إلى الكويت، تولى الشيخ ناصر المحمد منصب وزير الإعلام في الفترة من 1975 إلى 1978، حيث عمل على تطوير الإعلام الكويتي، وتعزيز دوره في خدمة المجتمع. ثم شغل منصب وزير الشؤون الاجتماعية والعمل من 1978 إلى 1985، حيث اهتم بقضايا التنمية الاجتماعية، وتوفير فرص العمل للمواطنين الكويتيين. في عام 1985، عين مستشارًا خاصًا لأمير الكويت، حيث قدم المشورة في مختلف القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
في عام 1999، عين الشيخ ناصر المحمد وزيرًا لشؤون الديوان الأميري، وهو منصب رفيع المستوى في الحكومة الكويتية. وقد استمر في هذا المنصب حتى عام 2006، عندما عين رئيسًا لمجلس الوزراء.
رئاسة مجلس الوزراء
في 7 فبراير 2006، عين الشيخ ناصر المحمد رئيسًا لمجلس الوزراء في الكويت. وقد شكل حكومته الأولى في 19 فبراير 2006. خلال فترة رئاسته للوزراء، واجه الشيخ ناصر تحديات كبيرة، بما في ذلك الأزمات السياسية والاقتصادية. ومع ذلك، فقد تمكن من تحقيق بعض الإنجازات الهامة، مثل تطوير البنية التحتية، وتحسين الخدمات العامة، وتعزيز دور الكويت في المنطقة والعالم.
شهدت فترة رئاسة الشيخ ناصر للوزراء عددًا من الاستقالات الحكومية وحل مجلس الأمة. استقال مجلس الوزراء الذي شكله في مارس 2007 في مارس 2007 بسبب خلاف حول قانون الدوائر الانتخابية. ثم حل الأمير مجلس الأمة في مارس 2008.
استقالت الحكومة التي شكلها في مايو 2008 في نوفمبر 2008 بسبب خلاف مع مجلس الأمة. في ديسمبر 2008، حل الأمير مجلس الأمة مرة أخرى.
في مايو 2009، استقالت الحكومة مرة أخرى بسبب خلاف مع مجلس الأمة. في مارس 2011، استقال مجلس الوزراء مرة أخرى وسط تصاعد التوترات السياسية. وأخيرًا، في نوفمبر 2011، قدم الشيخ ناصر المحمد استقالته من منصب رئيس الوزراء، وذلك بعد تصاعد الاحتجاجات الشعبية المطالبة بإصلاحات سياسية واقتصادية.
إنجازاته ومساهماته
- تطوير البنية التحتية: عمل الشيخ ناصر المحمد على تطوير البنية التحتية في الكويت، بما في ذلك بناء الطرق والجسور والمطارات والموانئ. وقد ساهم ذلك في تحسين مستوى المعيشة للمواطنين، وتعزيز النمو الاقتصادي.
- تحسين الخدمات العامة: قام بتحسين الخدمات العامة في الكويت، مثل التعليم والصحة والإسكان. وقد ساهم ذلك في توفير فرص أفضل للمواطنين، وتحسين نوعية حياتهم.
- تعزيز دور الكويت في المنطقة والعالم: عمل على تعزيز دور الكويت في المنطقة والعالم، من خلال المشاركة في المؤتمرات والمنتديات الدولية، وتقديم المساعدات الإنسانية للدول المحتاجة. وقد ساهم ذلك في تعزيز مكانة الكويت على الساحة الدولية، وزيادة نفوذها في المنطقة.
بالإضافة إلى ذلك، كان للشيخ ناصر المحمد دور فعال في دعم الفنون والثقافة في الكويت. وقد شجع على إنشاء المتاحف والمعارض الفنية، ودعم الفنانين والمثقفين الكويتيين. وقد ساهم ذلك في إثراء الحياة الثقافية في الكويت، وتعزيز الهوية الوطنية.
حياته الشخصية
الشيخ ناصر المحمد متزوج وله عدد من الأبناء والبنات. وهو معروف بتواضعه وأخلاقه الحميدة، وحرصه على خدمة وطنه وشعبه. يحظى الشيخ ناصر بتقدير واحترام كبيرين من قبل الكويتيين، نظرًا لإنجازاته ومساهماته في خدمة الكويت.
تعتبر عائلة الشيخ ناصر المحمد من العائلات الكويتية العريقة التي لعبت دورًا هامًا في تاريخ الكويت. وقد ساهم أفراد هذه العائلة في خدمة الكويت في مختلف المجالات، مثل السياسة والاقتصاد والثقافة.
الخلافات والجدل
على الرغم من إنجازاته ومساهماته، فقد واجه الشيخ ناصر المحمد بعض الخلافات والجدل خلال فترة رئاسته للوزراء. وقد اتهم بالفساد وسوء الإدارة من قبل بعض النواب في مجلس الأمة. وقد أدت هذه الاتهامات إلى تصاعد التوترات السياسية، وتقديم استقالته من منصب رئيس الوزراء في عام 2011.
ومع ذلك، فقد نفى الشيخ ناصر المحمد هذه الاتهامات، وأكد أنه كان دائمًا حريصًا على خدمة وطنه وشعبه بإخلاص وأمانة. وقد دافع عنه العديد من الكويتيين، الذين اعتبروه شخصية وطنية مخلصة، قدمت الكثير للكويت.
خاتمة
يبقى الشيخ ناصر المحمد الأحمد الصباح شخصية بارزة في تاريخ الكويت الحديث. شغل مناصب وزارية رفيعة، وترأس مجلس الوزراء لفترة طويلة. وعلى الرغم من التحديات والصعوبات التي واجهته، فقد تمكن من تحقيق بعض الإنجازات الهامة، وترك بصمة واضحة في تاريخ الكويت. يعتبره البعض شخصية وطنية مخلصة، قدمت الكثير للكويت، بينما يرى البعض الآخر أنه واجه بعض الانتقادات بسبب بعض القرارات والإجراءات التي اتخذها خلال فترة رئاسته للوزراء. بغض النظر عن الآراء المختلفة، لا يمكن إنكار دور الشيخ ناصر المحمد في تاريخ الكويت الحديث.