مقدمة
هنري برازيل والثال (بالإنجليزية: Henry Brazeale Walthall)، وُلد في 16 مارس 1878 وتوفي في 17 يونيو 1936، كان ممثلًا أمريكيًا مسرحيًا وسينمائيًا. اشتهر بأدواره المتنوعة وقدرته على تجسيد شخصيات مختلفة ببراعة. يعتبر والثال من أبرز الشخصيات في السينما الصامتة وبدايات السينما الناطقة في الولايات المتحدة.
نشأته وبداياته
وُلد هنري برازيل والثال في مقاطعة هنريتا، ألاباما. بدأ مسيرته الفنية كممثل مسرحي، حيث اكتسب خبرة كبيرة في تجسيد الأدوار المختلفة والتفاعل مع الجمهور. انتقل إلى نيويورك سعيًا وراء فرص أكبر في عالم التمثيل، وهناك بدأ يشارك في عروض مسرحية متنوعة.
كانت بداياته السينمائية متواضعة، حيث شارك في أدوار صغيرة في أفلام قصيرة. لكن سرعان ما لفت الأنظار بفضل موهبته وحضوره القوي على الشاشة.
مسيرته السينمائية
بدأ والثال مسيرته السينمائية في العصر الصامت، حيث شارك في العديد من الأفلام القصيرة والطويلة. كان له دور كبير في فيلم “ولادة أمة” (The Birth of a Nation) للمخرج د. دبليو. جريفيث عام 1915، حيث لعب دور “الكولونيل الصغير”. على الرغم من أن الفيلم كان مثيرًا للجدل بسبب تصويره العنصري، إلا أن أداء والثال كان متميزًا ولاقى استحسانًا كبيرًا.
بعد نجاح “ولادة أمة”، استمر والثال في الظهور في العديد من الأفلام الناجحة الأخرى، مما جعله واحدًا من أكثر الممثلين المطلوبين في هوليوود في ذلك الوقت. من بين أبرز أفلامه:
- “التعصب” (Intolerance) عام 1916، وهو فيلم آخر للمخرج د. دبليو. جريفيث.
- “The Mother and the Law” عام 1919.
- “The Great Divide” عام 1915.
- “Voices of the City” عام 1921.
تميز والثال بقدرته على تجسيد مجموعة واسعة من الشخصيات، من الأدوار البطولية إلى الأدوار الشريرة. كان يتمتع بحضور قوي على الشاشة وقدرة على التعبير عن المشاعر المعقدة من خلال تعابير وجهه وحركاته، وهو أمر بالغ الأهمية في السينما الصامتة.
انتقاله إلى السينما الناطقة
مع ظهور السينما الناطقة في أواخر العشرينات، واجه العديد من نجوم السينما الصامتة صعوبة في التكيف مع هذا التغيير. ومع ذلك، تمكن والثال من الانتقال بنجاح إلى السينما الناطقة، وشارك في العديد من الأفلام الصوتية. على الرغم من أنه لم يعد يحصل على نفس القدر من الأدوار البارزة التي كان يحصل عليها في العصر الصامت، إلا أنه استمر في العمل بانتظام وأثبت قدرته على التكيف مع التكنولوجيا الجديدة.
من بين الأفلام الناطقة التي شارك فيها:
- “Abraham Lincoln” عام 1930.
- “The Vampire Bat” عام 1933.
- “Judge Priest” عام 1934.
- “Straight is the Way” عام 1934.
على الرغم من أن هذه الأدوار لم تكن بنفس أهمية أدواره السابقة، إلا أنها أظهرت مرونته كممثل وقدرته على تقديم أداء مقنع في مجموعة متنوعة من الأدوار.
أدواره البارزة
دور “الكولونيل الصغير” في فيلم “ولادة أمة” (The Birth of a Nation): يعتبر هذا الدور من أبرز أدواره على الإطلاق، على الرغم من الجدل الذي أثاره الفيلم. قدم والثال أداءً مؤثرًا ولا يُنسى، مما جعله نجمًا سينمائيًا. يجسد الفيلم فترة الحرب الأهلية الأمريكية وتداعياتها، ويقدم والثال شخصية متعاطفة على الرغم من الخلفية التاريخية المثيرة للجدل.
دوره في فيلم “التعصب” (Intolerance): في هذا الفيلم الملحمي، لعب والثال دورًا رئيسيًا آخر. الفيلم عبارة عن مجموعة من القصص المتوازية التي تتناول موضوع التعصب عبر التاريخ. أظهر والثال قدرة كبيرة على تجسيد شخصية معقدة في سياق تاريخي واسع النطاق.
أدواره في الأفلام الأخرى: بالإضافة إلى هذين الفيلمين، قدم والثال أداءً متميزًا في العديد من الأفلام الأخرى، مما جعله واحدًا من أكثر الممثلين المحبوبين والمحترمين في عصره. تنوعت أدواره بين الدراما والكوميديا، مما أظهر مرونته وقدرته على التكيف مع مختلف أنواع الأفلام.
حياته الشخصية
تزوج هنري بي. والثال ثلاث مرات. تزوج أولاً من الممثلة أنتونيتا بيل في عام 1907 واستمر زواجهما حتى وفاتها عام 1910. ثم تزوج من الممثلة ماري تشارلزون في عام 1912 واستمر زواجهما حتى عام 1924. أخيرًا، تزوج من هيلين ويستكوت في عام 1924 وظل معها حتى وفاته عام 1936.
كان والثال معروفًا بحياته الهادئة والمتوازنة خارج الشاشة. كان يحظى باحترام كبير من زملائه في العمل ومعجبيه. على الرغم من الشهرة التي حققها، حافظ على تواضعه وعلاقته الجيدة مع الجميع.
تأثيره وإرثه
ترك هنري بي. والثال بصمة واضحة في تاريخ السينما الأمريكية. يعتبر واحدًا من أبرز نجوم السينما الصامتة، وقد ساهم في تطوير فن التمثيل السينمائي. أثرت أدواره وأداؤه في العديد من الممثلين اللاحقين. على الرغم من أن بعض أفلامه، مثل “ولادة أمة”، أثارت جدلاً كبيرًا، إلا أن موهبته وقدرته على تجسيد الشخصيات المعقدة لا يمكن إنكارها.
يظل والثال شخصية مهمة في تاريخ السينما، وتُدرس أعماله في العديد من الجامعات والمعاهد السينمائية. يعتبر مثالًا للممثل الذي استطاع أن يتكيف مع التغيرات التكنولوجية في صناعة السينما وأن يترك بصمة لا تُمحى في هذا المجال.
جوائزه وتكريمه
على الرغم من أن نظام الجوائز السينمائية لم يكن منتشرًا في بداية مسيرته، إلا أن هنري بي. والثال حصل على تقدير كبير من الجمهور والنقاد على حد سواء. كان يُعتبر واحدًا من أكثر الممثلين المحبوبين والمحترمين في عصره. تم تكريمه من خلال العديد من المقالات والتحليلات التي تناولت أعماله ومساهماته في تطوير فن التمثيل السينمائي.
في عام 1960، حصل على نجمة في ممر الشهرة في هوليوود، مما يعكس الاعتراف الدائم بإسهاماته في صناعة الترفيه. تُعتبر هذه النجمة بمثابة تقدير دائم لإرثه الفني وتأثيره على السينما الأمريكية.
وفاته
توفي هنري بي. والثال في 17 يونيو 1936 عن عمر يناهز 58 عامًا. تركت وفاته صدمة في الأوساط الفنية وبين محبيه. تم تذكره كواحد من أعظم الممثلين في تاريخ السينما الأمريكية.
خاتمة
كان هنري بي. والثال ممثلًا موهوبًا ومتنوعًا، ترك بصمة لا تُمحى في تاريخ السينما الأمريكية. من خلال أدواره المتنوعة وقدرته على التكيف مع التغيرات التكنولوجية، أثبت أنه واحد من أعظم الممثلين في عصره. على الرغم من الجدل الذي أثارته بعض أفلامه، إلا أن موهبته الفنية ستبقى خالدة.