<![CDATA[
من هم التوشيوري؟
كما ذكرنا، التوشيوري هم مصارعو سومو متقاعدون حصلوا على الحق في البقاء في جمعية السومو اليابانية. هذا الحق يمنحهم الكثير من المسؤوليات والامتيازات. ليس كل مصارع متقاعد مؤهلاً ليصبح توشيوري. يجب أن يستوفي المصارعون معايير صارمة لتأمين هذه المكانة المرموقة.
من أجل التأهل ليصبح توشيوري، يجب على المصارع المتقاعد:
- أن يكون قد وصل إلى رتبة معينة في السومو، عادة ما تكون رتبة “ماكووشي” (Makuuchi)، وهي أعلى درجة في السومو الاحترافي.
- أن يمتلك “كابو” (kabu)، وهو ما يشبه سهمًا في شركة أو مقعدًا في مجلس إدارة. يمتلك كل توشيوري كابو، والذي يسمح له بالمشاركة في جمعية السومو.
- أن يجتاز عملية اختيار صارمة تقيم خبرته وقدرته على الإشراف على الآخرين.
بمجرد حصولهم على لقب توشيوري، يصبحون جزءًا لا يتجزأ من هيكل جمعية السومو اليابانية. إنهم مسؤولون عن مجموعة متنوعة من المهام، بما في ذلك تدريب المصارعين الشباب، والإشراف على الأحداث، والحفاظ على تقاليد السومو.
أدوار ومسؤوليات التوشيوري
تتجاوز مسؤوليات التوشيوري مجرد كونهم شخصيات فخرية. إنهم يعملون بجد وراء الكواليس للحفاظ على رياضة السومو. تشمل أدوارهم ومسؤولياتهم ما يلي:
- تدريب المصارعين الشباب: ربما يكون هذا هو الدور الأكثر أهمية. يقوم التوشيوري بتدريب المصارعين الشباب، ونقل مهاراتهم ومعرفتهم وتقاليدهم. هذا التدريب يشمل التدريب البدني، والتقنيات، والتكتيكات، بالإضافة إلى غرس الانضباط والاحترام.
- الإشراف على الأحداث: يشرف التوشيوري على الأحداث الرسمية للسومو، والتأكد من أنها تجري بسلاسة وفقًا للقواعد واللوائح. يشمل ذلك التحكيم، وتقييم الأداء، والإشراف على الاحتفالات.
- المشاركة في إدارة جمعية السومو: يشارك التوشيوري في إدارة جمعية السومو اليابانية، والمشاركة في اتخاذ القرارات، ووضع السياسات، والحفاظ على سمعة الرياضة.
- الحفاظ على التقاليد: يلعب التوشيوري دورًا حيويًا في الحفاظ على التقاليد الغنية والتقاليد الثقافية للسومو. إنهم مسؤولون عن نقل هذه التقاليد إلى الأجيال القادمة.
بسبب هذه المسؤوليات، يعتبر التوشيوري شخصيات محترمة للغاية في عالم السومو. إنهم يمثلون حجر الزاوية في الرياضة، ويضمنون استمرارها وازدهارها.
عملية اختيار التوشيوري
عملية اختيار التوشيوري معقدة، وتعكس أهمية هذا المنصب. هناك عدة خطوات أساسية في هذه العملية:
- التقاعد كـ “ريكيشي” (Rikishi): يجب على المرشحين أولاً إنهاء مسيرتهم المهنية كمصارعين. يجب أن يكون لديهم سجل حافل بالإنجازات والتفاني في الرياضة.
- الحصول على “كابو”: كما ذكرنا سابقًا، يمتلك كل توشيوري “كابو”. يجب على المرشحين إما شراء كابو من توشيوري حالي، أو الحصول عليه من خلال التبرع أو الوراثة. تزداد قيمة “كابو” بمرور الوقت، وتعتبر استثمارًا كبيرًا.
- الموافقة من جمعية السومو: بعد الحصول على “كابو”، يجب على المرشحين الحصول على موافقة جمعية السومو اليابانية. يتم تقييم المرشحين بناءً على سجلهم المهني، ومهاراتهم القيادية، وقدرتهم على تدريب الشباب.
- التسجيل والتأهيل: بمجرد الموافقة، يتم تسجيل المرشح رسميًا كـ توشيوري، ويحصل على الحق في ممارسة مهامه المنصوص عليها في جمعية السومو.
هذه العملية الصارمة تضمن أن فقط الأفراد الأكثر تفانيًا والأكثر تأهلاً هم الذين يصلون إلى هذا المنصب المرموق.
أهمية التوشيوري في ثقافة السومو
لا يمكن المبالغة في تقدير أهمية التوشيوري في ثقافة السومو. إنهم يمثلون جوهر الرياضة، ويحافظون على تقاليدها، وينقلونها إلى الأجيال القادمة. تشمل مساهماتهم ما يلي:
- حفظ التراث: يساعد التوشيوري في الحفاظ على التراث الثقافي الغني للسومو، بما في ذلك الاحتفالات، والقواعد، والتقنيات.
- التدريب والتوجيه: يوفر التوشيوري التدريب والتوجيه للمصارعين الشباب، ويساعدونهم على تطوير مهاراتهم البدنية والعقلية.
- الحفاظ على الانضباط: يساعد التوشيوري في الحفاظ على الانضباط والاحترام في عالم السومو، ويضمنون أن الرياضة تلتزم بأعلى المعايير الأخلاقية.
- تعزيز السومو: يعمل التوشيوري على تعزيز السومو وجعلها رياضة تحظى بتقدير واحترام عالمي.
بدون تفاني التوشيوري، قد تضيع الكثير من تقاليد السومو وثقافتها. إنهم حراس هذه الرياضة، ويضمنون استمرارها وازدهارها.
التحديات التي تواجه التوشيوري
على الرغم من أهمية دورهم، يواجه التوشيوري أيضًا عددًا من التحديات:
- الحفاظ على التقاليد: في عالم يتغير باستمرار، يجب على التوشيوري أن يجدوا طرقًا للحفاظ على تقاليد السومو، مع تكييفها لتناسب العصر الحديث.
- التدريب والتعليم: يجب على التوشيوري أن يكونوا قادرين على توفير التدريب والتوجيه الفعال للمصارعين الشباب، بما في ذلك مهاراتهم البدنية والعقلية.
- الحفاظ على المصداقية: يجب على التوشيوري الحفاظ على مصداقيتهم في عالم السومو، والحفاظ على ثقة المصارعين والجمهور.
- إدارة التوتر: يواجه التوشيوري ضغوطًا كبيرة من خلال مسؤولياتهم المختلفة، بما في ذلك التدريب والإشراف والإدارة.
على الرغم من هذه التحديات، يواصل التوشيوري لعب دور حيوي في الحفاظ على رياضة السومو. إنهم ملتزمون بالحفاظ على تقاليد الرياضة، وتدريب الجيل القادم من المصارعين.
التوشيوري البارزون
على مر السنين، كان هناك العديد من التوشيوري البارزين الذين تركوا بصمة في عالم السومو. غالبًا ما يشتهر هؤلاء الأفراد بمهاراتهم في المصارعة، وتفانيهم في الرياضة، ومساهماتهم في الحفاظ على تقاليدها. ومن الأمثلة على ذلك:
- أكيبونو (Akebono): كان أكيبونو هو أول مصارع سومو غير ياباني يصل إلى رتبة “يوكوزونا” (Yokozuna)، وهي أعلى رتبة في السومو. لعب دورًا كبيرًا في زيادة شعبية السومو في جميع أنحاء العالم.
- تاكانوهانا (Takanohana): كان تاكانوهانا واحدًا من أعظم مصارعي السومو في كل العصور. فاز بالعديد من البطولات، وكان يتمتع بأسلوب مصارعة مذهل.
- واكانوهانا (Wakanohana): كان واكانوهانا منافسًا قويًا لتاكانوهانا. كان يتمتع بمهارات وتقنيات استثنائية.
هذه مجرد أمثلة قليلة على التوشيوري الذين أثروا بشكل كبير في رياضة السومو. إنهم يمثلون الإرث الغني للرياضة، ويلهمون الأجيال القادمة من المصارعين.
مستقبل التوشيوري والسومو
يشهد عالم السومو تغيرات مستمرة. يجب على التوشيوري أن يتكيفوا مع هذه التغيرات للحفاظ على أهميتهم في الرياضة. بعض الاتجاهات التي يمكن أن تؤثر على مستقبل التوشيوري تشمل:
- العولمة: مع زيادة شعبية السومو في جميع أنحاء العالم، يجب على التوشيوري أن يكونوا قادرين على التكيف مع التنوع الثقافي للمصارعين والجمهور.
- التكنولوجيا: يمكن للتكنولوجيا أن تلعب دورًا متزايدًا في تدريب المصارعين، وتحليل الأداء، والترويج للرياضة. يجب على التوشيوري أن يكونوا منفتحين على استخدام هذه التقنيات لتحسين عملهم.
- التغييرات في اللوائح: يجب على التوشيوري أن يكونوا على دراية بالتغييرات في قواعد السومو، والتأكد من أن المصارعين يلتزمون بها.
بشكل عام، يواجه التوشيوري مستقبلًا مليئًا بالتحديات والفرص. من خلال الحفاظ على تقاليد السومو، والتدريب الجيد، والتكيف مع التغيير، سيستمرون في لعب دور حيوي في الرياضة لسنوات قادمة.
خاتمة
باختصار، التوشيوري هم حجر الزاوية في جمعية السومو اليابانية. إنهم يمثلون مصارعي السومو السابقين الذين وصلوا إلى مراتب عليا، وحصلوا على الحق في الإشراف على الأجيال القادمة من المصارعين، والحفاظ على تقاليد السومو الغنية. من خلال تدريب المصارعين الشباب، والإشراف على الأحداث، والمشاركة في إدارة الجمعية، يلعب التوشيوري دورًا حيويًا في استمرار وازدهار هذه الرياضة العريقة. على الرغم من التحديات التي يواجهونها، فإن تفانيهم والتزامهم بالرياضة يضمنان بقاء السومو حية ومزدهرة.