<![CDATA[
نشأته وحياته المبكرة
ولد جون ميدلتون في كينكاردينشاير، اسكتلندا، لعائلة متواضعة نسبيًا. لا تتوفر الكثير من التفاصيل حول حياته المبكرة، ولكن من الواضح أنه دخل الجيش في سن مبكرة. تشير السجلات إلى أنه كان يتمتع بشخصية قوية وطموح كبير، مما دفعه إلى البحث عن فرص للتقدم والتميز في المجال العسكري.
الخدمة في الجيش البرلماني
خلال المراحل الأولى من الحروب الأسكتلندية، انضم ميدلتون إلى الجيش البرلماني، الذي كان مدعومًا من قبل حركة المعاهدة الوطنية في اسكتلندا. سرعان ما أظهر مهارات قيادية وشجاعة في المعارك، مما أكسبه ترقيات سريعة. شارك في العديد من المعارك الهامة، بما في ذلك معركة مارستون مور في عام 1644، حيث لعب دورًا حاسمًا في تحقيق النصر للبرلمانيين.
التحول إلى الجانب الملكي
على الرغم من نجاحه في الجيش البرلماني، إلا أن ميدلتون كان يتمتع بشخصية مستقلة ولم يكن ملتزمًا بشكل كامل بأيديولوجية حركة المعاهدة الوطنية. في عام 1648، قام بتحول مفاجئ وانضم إلى الجانب الملكي، الذي كان يدعم الملك تشارلز الأول. كان هذا التحول مدفوعًا جزئيًا بخلافات شخصية مع قادة البرلمانيين، وأيضًا برغبة في الحصول على مناصب أعلى ومكافآت أكبر.
الخدمة في الجيش الملكي
بعد انضمامه إلى الجيش الملكي، أصبح ميدلتون شخصية بارزة في صفوفهم. قاد القوات الملكية في عدة معارك، وحقق بعض النجاحات الأولية. ومع ذلك، تعرض أيضًا لعدة هزائم، بما في ذلك معركة برستون في عام 1648، التي كانت بمثابة ضربة قوية للجهود الملكية.
النفي والعودة
بعد إعدام الملك تشارلز الأول في عام 1649، وهزيمة الجيش الملكي، اضطر ميدلتون إلى النفي إلى الخارج. قضى عدة سنوات في أوروبا القارية، حيث عمل كمرتزق في جيوش مختلفة. خلال هذه الفترة، حافظ على اتصالات مع الملكيين الآخرين في المنفى، وكان يأمل في العودة إلى السلطة في اسكتلندا.
بعد استعادة الملكية في عام 1660، عاد ميدلتون إلى اسكتلندا وحصل على مكافآت كبيرة لولائه السابق. تم تعيينه إيرل ميدلتون، ومنح مناصب رفيعة في الحكومة والجيش. أصبح شخصية مؤثرة في السياسة الأسكتلندية، ولعب دورًا رئيسيًا في قمع المعارضة الدينية والسياسية.
الخلافات السياسية والإقالة
على الرغم من نجاحه في استعادة الملكية، إلا أن ميدلتون كان يتمتع بشخصية مثيرة للجدل، وأثار العديد من الخلافات السياسية. كان يُنظر إليه على أنه متغطرس وفاسد، واتُهم باستغلال منصبه لتحقيق مكاسب شخصية. في عام 1663، تمت إقالته من منصبه وعُزل من السلطة.
الفترة الأخيرة من حياته
بعد إقالته، أمضى ميدلتون السنوات الأخيرة من حياته في Tangier، التي كانت آنذاك مستعمرة إنجليزية. توفي هناك في عام 1674. على الرغم من تقلباته السياسية وخلافاته، يُذكر ميدلتون كشخصية بارزة في تاريخ اسكتلندا خلال القرن السابع عشر. لقد كان جنديًا شجاعًا وقائدًا عسكريًا ماهرًا، لكنه كان أيضًا طموحًا وعديم الضمير، مما أدى في النهاية إلى سقوطه.
إرثه وتأثيره
لا يزال إرث جون ميدلتون موضوع نقاش بين المؤرخين. يرى البعض أنه كان بطلاً وطنيًا دافع عن مصالح اسكتلندا، بينما يعتبره آخرون مرتزقًا انتهازيًا سعى فقط لتحقيق مكاسب شخصية. بغض النظر عن الرأي، لا يمكن إنكار أن ميدلتون لعب دورًا هامًا في تشكيل تاريخ اسكتلندا خلال فترة مضطربة.
- تأثيره العسكري: كان ميدلتون قائدًا عسكريًا ماهرًا، وساهم في تطوير التكتيكات والاستراتيجيات العسكرية في ذلك الوقت.
- تأثيره السياسي: كان ميدلتون شخصية مؤثرة في السياسة الأسكتلندية، ولعب دورًا رئيسيًا في استعادة الملكية وقمع المعارضة.
- إرثه المتنازع عليه: لا يزال إرث ميدلتون موضوع نقاش، حيث يرى البعض أنه بطل وطني بينما يعتبره آخرون مرتزقًا.
أهم المعارك التي شارك فيها
- معركة مارستون مور (1644): شارك ميدلتون في هذه المعركة الحاسمة كجزء من الجيش البرلماني، ولعب دورًا في تحقيق النصر.
- معركة برستون (1648): قاد ميدلتون القوات الملكية في هذه المعركة، لكنه تعرض لهزيمة كبيرة.
مناصبه وألقابه
- إيرل ميدلتون: تم منح ميدلتون لقب إيرل ميدلتون بعد استعادة الملكية.
- مناصب حكومية وعسكرية رفيعة: شغل ميدلتون العديد من المناصب الرفيعة في الحكومة والجيش بعد استعادة الملكية.
الخلافات التي تورط فيها
- التحول إلى الجانب الملكي: كان تحول ميدلتون إلى الجانب الملكي مثيرًا للجدل، واعتبره البعض خيانة.
- الفساد واستغلال السلطة: اتُهم ميدلتون بالفساد واستغلال السلطة لتحقيق مكاسب شخصية.
- الخلافات السياسية: تورط ميدلتون في العديد من الخلافات السياسية، مما أدى في النهاية إلى إقالته من منصبه.
العلاقات الشخصية
تزوج جون ميدلتون عدة مرات، وكانت لديه ذرية. ومع ذلك، لم تكن حياته الشخصية مستقرة، وشهدت العديد من المشاكل والخلافات.
تزوج ميدلتون أولاً من بياتريس ستراتون، وأنجبا عدة أطفال. بعد وفاة بياتريس، تزوج ميدلتون مرة أخرى من مارثا كارترت، التي كانت أيضًا أرملة ولديها أطفال من زواج سابق. لم يكن هذا الزواج سعيدًا، وانتهى بالانفصال.
تشير بعض المصادر إلى أن ميدلتون كان يتمتع بشخصية قوية وصعبة، مما أدى إلى توترات في علاقاته الشخصية. كان معروفًا أيضًا بتقلباته المزاجية وغضبه السريع.
تحليل لشخصيته
كان جون ميدلتون شخصية معقدة ومتناقضة. كان يتمتع بشجاعة ومهارات عسكرية، لكنه كان أيضًا طموحًا وانتهازيًا. كان قادرًا على تحقيق نجاح كبير، لكنه كان أيضًا عرضة للأخطاء والعيوب.
يمكن تحليل شخصيته من خلال عدة زوايا:
- الطموح: كان ميدلتون يتمتع بطموح كبير، وسعى باستمرار إلى التقدم والتميز في المجال العسكري والسياسي.
- الانتهازية: كان ميدلتون على استعداد لتغيير ولائه وتحالفاته لتحقيق مكاسب شخصية.
- الشجاعة: كان ميدلتون يتمتع بشجاعة كبيرة، وأظهرها في العديد من المعارك.
- التقلبات المزاجية: كان ميدلتون معروفًا بتقلباته المزاجية وغضبه السريع، مما أثر على علاقاته الشخصية والمهنية.
تأثيره على الأدب والفن
لم يكن جون ميدلتون شخصية بارزة في الأدب أو الفن، ولكن تم ذكره في بعض الأعمال التاريخية والأدبية التي تتناول فترة الحروب الأسكتلندية واستعادة الملكية.
يمكن العثور على إشارات إليه في بعض الروايات التاريخية والمسرحيات التي تصور الأحداث والشخصيات البارزة في تلك الفترة.
خاتمة
جون ميدلتون، إيرل ميدلتون الأول، كان شخصية محورية في تاريخ اسكتلندا خلال القرن السابع عشر. بدأ حياته المهنية كجندي في الجيش البرلماني، ثم تحول إلى الجانب الملكي بعد ذلك. بعد استعادة الملكية، حصل على مناصب رفيعة في الحكومة والجيش، لكنه سرعان ما سقط في الخلافات السياسية وتمت إقالته. على الرغم من تقلباته وولائه المتغير، يظل ميدلتون شخصية مثيرة للاهتمام ومحل جدل في التاريخ الأسكتلندي.