كم كانت متأخرة، كم كانت متأخرة (How Late It Was, How Late)

ملخص الرواية

تبدأ الرواية بإطلاق سراح سامي من السجن. وهو رجل يعاني من فقدان البصر الجزئي، ويسعى جاهداً للتكيف مع الحياة خارج القضبان. يكافح سامي من أجل إيجاد عمل، ويتعامل مع مشاكل صحية تتفاقم، بالإضافة إلى مشاكل مالية متزايدة. خلال الرواية، يتنقل سامي في شوارع غلاسكو، ويتفاعل مع مجموعة متنوعة من الشخصيات، بما في ذلك أصدقائه وعائلته، وكذلك الشرطة والمجرمين.

تدور الرواية في معظمها في ذهن سامي، ويتم تقديم الأحداث من خلال تيار الوعي، مما يسمح للقارئ بالوصول المباشر إلى أفكاره ومشاعره. اللغة المستخدمة في الرواية واقعية للغاية، وتستخدم العامية الاسكتلندية. هذا الأسلوب اللغوي، إلى جانب الموضوعات التي تتناولها الرواية، مثل الفقر والعنف والظلم الاجتماعي، يجعل الرواية عميقة ومثيرة للتفكير.

الأسلوب والتقنيات الأدبية

يتميز أسلوب جيمس كيلمان في “كم كانت متأخرة، كم كانت متأخرة” بعدة خصائص رئيسية:

• تيار الوعي: يستخدم كيلمان تقنية تيار الوعي لإظهار أفكار وشعور سامي الداخلية بشكل مباشر. يسمح هذا للقارئ بتجربة العالم من خلال منظور سامي، مما يخلق إحساسًا بالحميمة والواقعية.
• اللغة العامية: يستخدم كيلمان اللغة العامية الاسكتلندية، مما يضفي على الرواية أصالة وتعقيدًا لغويًا. هذا الاستخدام للغة يمكن أن يجعل الرواية صعبة في البداية، ولكنه ضروري لفهم شخصية سامي وبيئة غلاسكو التي تدور فيها الأحداث.
• الحوار: يتميز الحوار في الرواية بالواقعية، وغالبًا ما يكون سريع الخطى وعاميًا. يعكس الحوار طبيعة العلاقات بين الشخصيات في الرواية.
• التكرار: يستخدم كيلمان التكرار بشكل متكرر، سواء في الكلمات أو العبارات أو الأفكار. يساعد التكرار على خلق إيقاع معين، وإبراز الأهمية العاطفية للأحداث.

الشخصيات الرئيسية

تشمل الشخصيات الرئيسية في الرواية:

• سامي: الشخصية الرئيسية في الرواية. هو رجل في منتصف العمر يعاني من مشاكل صحية ومالية، ويخرج لتوه من السجن. يعتبر سامي شخصية معقدة، ويصارع من أجل البقاء في عالم قاسٍ.
• إيما: صديقة سامي. هي امرأة قوية ومستقلة، تدعم سامي خلال صراعاته.
• الشرطة: تظهر الشرطة في الرواية كقوة قمعية، وتستخدم قوتها ضد سامي والآخرين من الطبقة العاملة.

الموضوعات الرئيسية

تستكشف الرواية العديد من الموضوعات الهامة، بما في ذلك:

• الفقر والظلم الاجتماعي: تصور الرواية الواقع القاسي للفقر والظلم الاجتماعي في غلاسكو، وتسلط الضوء على المعاناة التي يواجهها أفراد الطبقة العاملة.
• الحياة في الشوارع: تقدم الرواية صورة واقعية للحياة في شوارع غلاسكو، بما في ذلك العنف والجريمة واليأس.
• العلاقات الإنسانية: تستكشف الرواية طبيعة العلاقات الإنسانية، بما في ذلك الحب والصداقة والولاء.
• الصراع من أجل البقاء: تصور الرواية صراع سامي من أجل البقاء في عالم قاسٍ، وتعبر عن صمود الإنسان وقدرته على التكيف.

الجدل حول الرواية

أثارت رواية “كم كانت متأخرة، كم كانت متأخرة” جدلاً واسعاً عند نشرها. كان جزء كبير من هذا الجدل مرتبطًا باستخدام كيلمان للغة العامية القوية، والتي اعتبرها البعض غير لائقة. ومع ذلك، دافع مؤيدو الرواية عن استخدام كيلمان للغة، مؤكدين أنها ضرورية لتصوير واقعية حياة الطبقة العاملة في غلاسكو.

بالإضافة إلى ذلك، انتقد البعض الرواية لأسلوبها غير التقليدي، والذي يعتمد على تقنية تيار الوعي. ومع ذلك، أشاد آخرون بالأسلوب، واعتبروه ابتكارًا أدبيًا يسمح للقارئ بالوصول المباشر إلى أفكار ومشاعر الشخصية الرئيسية.

على الرغم من الجدل الذي أثارته، فازت الرواية بجائزة بوكر في عام 1994. وقد ساعد هذا الفوز في ترسيخ مكانة كيلمان كواحد من أهم الكتاب البريطانيين المعاصرين، وساهم في زيادة الوعي بالمواضيع التي تناولتها الرواية.

أهمية الرواية

“كم كانت متأخرة، كم كانت متأخرة” هي رواية مهمة لعدة أسباب:

• تصويرها الواقعي للحياة: تقدم الرواية صورة واقعية للحياة في غلاسكو، وتصور تحديات الفقر والظلم الاجتماعي.
• أسلوبها اللغوي المبتكر: يتميز أسلوب كيلمان بالجرأة والابتكار، مما يجعله كاتبًا فريدًا من نوعه.
• استكشافها العميق للطبقة العاملة: تتعمق الرواية في حياة أفراد الطبقة العاملة، وتكشف عن صراعاتهم وآمالهم.
• أهميتها الثقافية: تعتبر الرواية عملاً أدبيًا مهمًا يعكس الواقع الاجتماعي والثقافي في بريطانيا في أواخر القرن العشرين.

لا تزال “كم كانت متأخرة، كم كانت متأخرة” تحظى بشعبية كبيرة، ويتم تدريسها في الجامعات حول العالم. تُقرأ الرواية على نطاق واسع، وتستمر في إلهام القراء والنقاد على حد سواء. إنها شهادة على قدرة الأدب على استكشاف تعقيدات التجربة الإنسانية، والتحقيق في قضايا العدالة الاجتماعية.

خاتمة

“كم كانت متأخرة، كم كانت متأخرة” هي رواية قوية ومؤثرة، تقدم نظرة ثاقبة على حياة الطبقة العاملة في غلاسكو. من خلال أسلوبها اللغوي المبتكر، وتصويرها الواقعي، واستكشافها العميق للموضوعات الاجتماعية، تظل الرواية عملاً أدبيًا هامًا ومثيرًا للتفكير. تثير الرواية أسئلة مهمة حول العدالة الاجتماعية، وصراع الإنسان من أجل البقاء، وقيمة الحياة في مواجهة الصعاب. إنها رواية تتحدى القراء وتجعلهم يفكرون، مما يجعلها تجربة قراءة لا تُنسى.