<![CDATA[
التاريخ
تأسس السرب رقم 635 في محطة داونام ماركت الجوية (RAF Downham Market) في نورفولك، إنجلترا، في 10 مارس 1944. كان السرب جزءًا من مجموعة رقم 8 التابعة لقيادة القاذفات، وتم تجهيزه بقاذفات أفرو لانكاستر الثقيلة. كانت مهمة السرب الأساسية هي تنفيذ غارات جوية ليلية على أهداف استراتيجية في ألمانيا المحتلة وأوروبا.
تميزت فترة خدمة السرب رقم 635 بالعمليات المكثفة والخطيرة. شارك السرب في العديد من الغارات الجوية البارزة، بما في ذلك غارات على مدن مثل برلين، وهامبورغ، وكولونيا، بالإضافة إلى أهداف صناعية وعسكرية أخرى ذات أهمية. تعرضت طائرات السرب لخسائر فادحة نتيجة الدفاعات الجوية الألمانية القوية والمقاتلات الليلية.
على الرغم من الخسائر، حافظ السرب رقم 635 على معنويات عالية وأداء متميز. اكتسب أفراد السرب سمعة طيبة بسبب شجاعتهم ومهاراتهم في الطيران والملاحة والقصف. لعب السرب دورًا حيويًا في إضعاف القدرات الصناعية والعسكرية لألمانيا، مما ساهم في نهاية المطاف في انتصار الحلفاء في الحرب العالمية الثانية.
بعد انتهاء الحرب، تم حل السرب رقم 635 في 1 سبتمبر 1945. على الرغم من فترة خدمته القصيرة نسبيًا، إلا أن السرب ترك بصمة واضحة في تاريخ سلاح الجو الملكي البريطاني، ويظل إرثه حيًا في ذاكرة أولئك الذين خدموا فيه.
العمليات البارزة
شارك السرب رقم 635 في عدد كبير من العمليات البارزة خلال الحرب العالمية الثانية. من بين هذه العمليات:
- غارات على برلين: شارك السرب في العديد من الغارات الجوية على العاصمة الألمانية برلين، والتي كانت تهدف إلى تدمير المصانع والمرافق الحكومية والعسكرية. كانت هذه الغارات محفوفة بالمخاطر بسبب الدفاعات الجوية القوية المحيطة بالمدينة.
- غارات على هامبورغ: شارك السرب في غارات على مدينة هامبورغ الساحلية، والتي كانت مركزًا صناعيًا وتجاريًا هامًا. تسببت هذه الغارات في أضرار جسيمة للمدينة واقتصادها.
- غارات على كولونيا: شارك السرب في غارات على مدينة كولونيا الواقعة على نهر الراين، والتي كانت مركزًا صناعيًا وثقافيًا هامًا. تسببت هذه الغارات في تدمير واسع النطاق للمدينة.
- غارات على أهداف صناعية وعسكرية أخرى: بالإضافة إلى الغارات على المدن الكبرى، شارك السرب في غارات على العديد من الأهداف الصناعية والعسكرية الأخرى في ألمانيا المحتلة وأوروبا، مثل مصانع الأسلحة، ومحطات توليد الطاقة، ومراكز الاتصالات.
الطائرات المستخدمة
تم تجهيز السرب رقم 635 بقاذفات أفرو لانكاستر الثقيلة. كانت أفرو لانكاستر واحدة من أفضل القاذفات الثقيلة في الحرب العالمية الثانية، وتميزت بقدرتها على حمل حمولات كبيرة من القنابل والتحليق لمسافات طويلة. كانت الطائرة أيضًا قوية وقادرة على تحمل الأضرار الناجمة عن الدفاعات الجوية المعادية.
كانت قاذفة أفرو لانكاستر تتألف من طاقم مكون من سبعة أفراد: قائد الطائرة، والطيار المساعد، والملاح، وضابط إطلاق القنابل، ومشغلي اللاسلكي، واثنين من الرماة. كان على أفراد الطاقم العمل معًا كوحدة واحدة لتحقيق النجاح في المهام الخطيرة التي كانوا يقومون بها.
الأفراد البارزون
خدم العديد من الأفراد البارزين في السرب رقم 635 خلال الحرب العالمية الثانية. من بين هؤلاء الأفراد:
- قادة السرب: تولى قيادة السرب عدد من الضباط الأكفاء، الذين قادوا السرب ببراعة وشجاعة خلال العمليات الخطيرة.
- أفراد الطاقم: تميز العديد من أفراد الطاقم في السرب بمهاراتهم وشجاعتهم وتفانيهم في أداء واجبهم. حصل العديد منهم على أوسمة وتقديرات لخدمتهم المتميزة.
التراث
على الرغم من فترة خدمته القصيرة نسبيًا، إلا أن السرب رقم 635 ترك بصمة واضحة في تاريخ سلاح الجو الملكي البريطاني. يُذكر السرب بشجاعته وتفانيه في أداء واجبه، ودوره الحيوي في الحملة الجوية الاستراتيجية التي شنتها قوات الحلفاء ضد ألمانيا. يظل إرث السرب حيًا في ذاكرة أولئك الذين خدموا فيه، وفي تاريخ سلاح الجو الملكي البريطاني.
خاتمة
كان السرب رقم 635 التابع لسلاح الجو الملكي البريطاني (RAF) وحدة قاذفات ثقيلة لعبت دورًا حاسمًا خلال الحرب العالمية الثانية. على الرغم من وجوده لفترة قصيرة نسبيًا، إلا أن السرب أحدث تأثيرًا كبيرًا من خلال المشاركة في غارات جوية استراتيجية رئيسية ضد ألمانيا. إن التضحية والشجاعة التي أظهرها أفراد السرب رقم 635 تظل جزءًا مهمًا من تاريخ سلاح الجو الملكي البريطاني.