أصل الصراع وبدايته
وفقًا للعقيدة السبتية، بدأ الصراع العظيم في السماء قبل خلق الأرض والإنسان. نشأ الصراع بسبب كبرياء الشيطان (لوسيفر)، الذي كان ملاكًا عظيمًا في حضرة الله. طمح لوسيفر إلى أن يكون مساويًا لله، وتمرد على سلطانه. هذا التمرد أدى إلى اندلاع حرب في السماء، حيث قاد لوسيفر ثلث الملائكة في تمردهم ضد الله. انتهت هذه الحرب بهزيمة لوسيفر وأتباعه، وطُردوا من السماء.
بعد ذلك، انتقل الصراع إلى الأرض. قام الشيطان بإغواء آدم وحواء، أول إنسانين، في جنة عدن، مما أدى إلى سقوطهما في الخطيئة. دخلت الخطيئة إلى العالم، وأدت إلى عواقب وخيمة على البشرية، بما في ذلك الموت والمعاناة. يمثل هذا السقوط بداية جديدة للصراع العظيم على الأرض.
أبعاد الصراع العظيم
يتمتع الصراع العظيم بأبعاد متعددة، تؤثر على جوانب مختلفة من الوجود:
- البعد الكوني: الصراع ليس محصورًا بالأرض، بل يشمل الكون بأكمله. الملائكة، والكواكب، والنجوم، كلها تشارك في هذا الصراع.
- البعد الروحي: الصراع هو بالأساس صراع روحي بين قوى الخير والشر. يهدف الشيطان إلى تدمير العلاقة بين الله والبشرية، ومنعهم من الخلاص.
- البعد الأخلاقي: الصراع يتعلق بقضايا العدالة، والحق، والخير، والشر. يهدف الشيطان إلى تشويه صورة الله، وإظهاره كدكتاتور ظالم.
- البعد الزمني: الصراع بدأ في الماضي، ويستمر في الحاضر، وسيبلغ ذروته في المستقبل. يمتد الصراع عبر التاريخ، ويؤثر على الأحداث العالمية.
شخصيات الصراع العظيم
يشمل الصراع العظيم عددًا من الشخصيات الرئيسية، كل منها يلعب دورًا حاسمًا:
- الله: يمثل الخير، والحق، والعدالة، والحب. هو محور الصراع، ويسعى إلى خلاص البشرية.
- يسوع المسيح: ابن الله، الذي تجسد وعاش ومات وقام من أجل خلاص البشرية. هو القائد في المعركة ضد الشيطان.
- الروح القدس: يمثل حضور الله في العالم، ويقود الناس إلى الحق، ويمنحهم القوة لمقاومة الشر.
- الشيطان (لوسيفر): يمثل الشر، والكذب، والظلم. هو العدو الرئيسي لله والبشرية.
- الملائكة: خدام الله، الذين يشاركون في الصراع ضد قوى الشر.
- البشر: هم ساحة المعركة الرئيسية في الصراع. يواجهون الاختيار بين اتباع الله أو الشيطان.
أهداف الشيطان
يسعى الشيطان لتحقيق عدة أهداف رئيسية:
- تدمير العلاقة بين الله والبشرية: يسعى الشيطان إلى عزل البشر عن الله، ومنعهم من معرفة محبته ورحمته.
- تشويه صورة الله: يحاول الشيطان أن يظهر الله كدكتاتور ظالم، أو كشخص غير مهتم ببشرية.
- إغواء الناس إلى الخطيئة: يستخدم الشيطان الإغراءات المختلفة، مثل المال، والشهرة، والمتعة، لإبعاد الناس عن الله.
- إقامة مملكته على الأرض: يسعى الشيطان إلى إقامة مملكة خاصة به على الأرض، حيث يسود الشر والظلم.
دور يسوع المسيح في الصراع العظيم
يلعب يسوع المسيح دورًا مركزيًا في الصراع العظيم. إنه:
- المخلص: بموته على الصليب، دفع يسوع ثمن خطايا البشرية، وقدم لهم الخلاص.
- المثال: عاش يسوع حياة طاعة كاملة لله، وقدم مثالًا يحتذى به في محاربة الشر.
- القائد: يقود يسوع جيش الله في المعركة ضد الشيطان.
- الحكم: سيعود يسوع في نهاية الزمان، ويدين الشر، ويقيم ملكوته الأبدي.
علامات نهاية الزمان والصراع العظيم
تؤمن الكنيسة السبتية بوجود علامات معينة تدل على اقتراب نهاية الزمان، وذروة الصراع العظيم. تشمل هذه العلامات:
- الاضطرابات الطبيعية: الزلازل، والفيضانات، والأعاصير، وغيرها من الكوارث الطبيعية المتزايدة.
- الحروب والنزاعات: الحروب الإقليمية والعالمية، والنزاعات السياسية والاجتماعية.
- الارتداد الديني: الابتعاد عن الإيمان الحقيقي، وظهور تعاليم كاذبة.
- الظلم والفساد: انتشار الظلم، والفساد، والظلم في جميع أنحاء العالم.
- انتشار الإنجيل: تبشير بالإنجيل في جميع أنحاء العالم.
تُعتبر هذه العلامات بمثابة إشارات تحذيرية، تشير إلى أن نهاية الزمان على وشك الوصول. وتشجع هذه العلامات المؤمنين على البقاء في حالة تأهب روحية، والاستعداد للقاء يسوع المسيح.
الخلاص والعودة الثانية للمسيح
يعتبر الخلاص هو الهدف النهائي للصراع العظيم. يؤمن السبتيون بأن الخلاص يتحقق من خلال:
- الإيمان بيسوع المسيح: قبول يسوع كمخلص شخصي، والإيمان بتضحيته على الصليب.
- التوبة: الاعتراف بالخطايا، والندم عليها، والتحول عن الشر.
- المعمودية: رمز للموت عن الحياة القديمة، والقيامة للحياة الجديدة في المسيح.
- العيش بحسب وصايا الله: طاعة وصايا الله، والعيش حياة مقدسة.
تؤمن الكنيسة السبتية بالعودة الثانية ليسوع المسيح، التي ستشهد انتصار الخير على الشر. سيعود يسوع ليقيم ملكوته الأبدي، ويخلص المؤمنين، ويدين الأشرار. ستشهد العودة الثانية انتهاء الصراع العظيم، وبدء حقبة جديدة من السلام والعدالة.
الصراع العظيم في العصر الحالي
يستمر الصراع العظيم في العصر الحالي، ويؤثر على حياتنا اليومية. يواجه المؤمنون تحديات مختلفة، بما في ذلك:
- الإغراءات: يواجه الناس إغراءات متنوعة، تدفعهم إلى الابتعاد عن الله.
- المعاناة: يعاني المؤمنون من صعوبات، وأمراض، ومشاكل في الحياة.
- الشك: يواجه المؤمنون شكوكًا، وتساؤلات حول إيمانهم.
لمواجهة هذه التحديات، يجب على المؤمنين أن:
- يتقربوا من الله: من خلال الصلاة، وقراءة الكتاب المقدس، والعبادة.
- يعتمدوا على الروح القدس: الذي يمنحهم القوة والحكمة.
- يعيشوا حياة مقدسة: يلتزمون بوصايا الله، ويتجنبون الشر.
- يشهدوا للمسيح: يخبرون الآخرين عن محبة الله ورحمته.
الخاتمة
يمثل موضوع الصراع العظيم جوهر اللاهوت السبتي. إنه يوضح أصل الشر، وطبيعة الصراع بين الخير والشر، وأهداف الشيطان، ودور يسوع المسيح، ومصير البشرية. يساعد فهم هذا الموضوع على فهم أعمق للإيمان المسيحي، ويدعو المؤمنين إلى الثبات في الإيمان، ومواجهة التحديات، والعيش حياة مقدسة، والاستعداد للعودة الثانية ليسوع المسيح.